سفير روسي جديد لدى أمريكا؟ سير على «شعرة معاوية»
وسط غبار التوتر والتراشق بـ"سيف الكلمات"، تحافظ أمريكا وروسيا على خيط رفيع من "التواصل"، وسط مخاوف من أن ينقطع في يوم ما.
وقال الكرملين، اليوم الإثنين، إن روسيا تعتزم تعيين سفير جديد لها لدى الولايات المتحدة، مما يبدد التكهنات بأنه سيتم خفض العلاقات مع واشنطن مع انتهاء فترة السفير الحالي أناتولي أنتونوف.
وولد الدبلوماسي المحنك أنتونوف (69 عاما) في سيبيريا ويعمل على رأس السفارة الروسية في واشنطن منذ 2017. وقال في يوليو/تموز إن فترة عمله أوشكت على الانتهاء.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه لا يوجد على جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين موعد لاستقبال أنتانوف، لكنه أضاف أن السفير يمكنه تقديم تقارير يومية للرئيس.
وردا على سؤال بخصوص ما إذا كانت عودة أنتونوف تشير إلى خفض العلاقات مع الولايات المتحدة، قال "لا بالطبع، سنعين سفيرا جديدا في الوقت المناسب".
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا توترا كبيرا منذ فبراير/شباط 2022، حين اندلعت الحرب في أوكرانيا، إذ تدعم واشنطن وحلفاؤها كييف بالأسلحة ضد الروس.
العلاقات الثنائية
واعترفت روسيا بالولايات المتحدة في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1803، وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا رسمياً في 1809.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل غير رسمي في أعقاب الثورة البلشفية عام 1917. وبالتحديد في 6 ديسمبر/كانون الأول 1917، حين أصدر الرئيس وودرو ويلسون تعليمات إلى جميع الممثلين الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا بالامتناع عن أي اتصال مباشر مع ممثلي الحكومة البلشفية.
وعلى الرغم من عدم قطع العلاقات الدبلوماسية رسميًا، فإن الولايات المتحدة رفضت الاعتراف بالحكومتين البلشفية/السوفياتية أو إقامة أي علاقات رسمية معهما حتى عام 1933.
واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية العادية في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1933.
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول 1991، اعترفت الولايات المتحدة بالاتحاد الروسي خلفاً للاتحاد السوفياتي وأقامت علاقات دبلوماسية معه.
وبعد سلسلة من محاولات التقارب بين البلدين، ورداً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، خفضت الولايات المتحدة مستوى العلاقات السياسية والعسكرية الثنائية وعلقت اللجنة الرئاسية الثنائية، وهي هيئة مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا تأسست في عام 2009 لتعزيز التعاون بين البلدين.
ومع تزايد التوتر على خلفية الحرب الجارية في أوكرانيا، حافظ البلدان على قناة التواصل الدبلوماسية رغم المشاحنات والتراشق في أحيان عدة، فيما يشبه السير على شعرة رفيعة للغاية من أجل تفادي تصعيد أكبر، وفق مراقبين.