المرشحون الـ8 لعرش روسيا.. ما بين حالمين بالاتحاد السوفيتي أو الناتو
تباين حاد بين المرشحين لسباق الرئاسة، ففيما يرغب البعض في استعادة الفكر السوفيتي يحلم آخرون بالتطبيع مع الغرب، ويقف بوتين في المنتصف.
8 مرشحين من جميع الأطياف السياسية يتنافسون في سباق الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة غدا الأحد، ما بين المقربين جدا من النظام الحاكم الحالي، أو حالمين بإعادة فكر الاتحاد السوفيتي، أو واعدين بقلب الطاولة والتطبيع مع الغرب وحلف الناتو لتحويل روسيا إلى النمط الأوروبي.
ومنذ يوم أمس الجمعة، تجري الانتخابات الروسية في الخارج، في حين تنطلق في الداخل غدا الأحد، وسط نتائج شبه محسومة لصالح الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، الذي يقف في المنتصف بين تلك التباينات الفكرية الحادة لمعظم المرشحين.
فلاديمير بوتين
يبلغ من العمر 65 عاما، مرشح مستقل، لكنه مدعوم من حزب روسيا الموحدة.
تخرج في كلية الحقوق جامعة ليننجراد، وعمل ضابطا بالمخابرات السوفيتية "كي جي بي".
تولى رئاسة الحكومة في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسن 1999، ثم تسلم رئاسة البلاد بعدها بعام، حين اضطر يلتسن للتنحي نظرا لإخفاقاته الشديدة حين قام بمحاولة تحويل نمط الحكم والحياة في الاتحاد السوفيتي المنهار إلى النمط الغربي على طريقة "العلاج بالصدمة".
حكم روسيا 3 دورات رئاسية؛ دورتان ما بين 2000- 2008، ثم تولى منصب رئيس الحكومة في عهد الرئيس السابق ديميتري ميديديف 2008- 2012، ثم عاد لرئاسة البلاد 2012.
ورث بوتين تركة ثقيلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية، خاصة بعد خوض روسيا غمار حروب ضد حركات الانفصال مثل حرب الشيشان.
وأعلن سلسلة من الإصلاحات الهادفة إلى انتشال روسيا من الهوة السحيقة التي سقطت فيها، ومنها الاتفاق مع رجال الأعمال الذين وصلوا لمراكز صنع القرار وأفسدوه في عهد يلتسن بعدم ملاحقتهم في مقابل عدم تدخلهم في إدارة البلاد.
واتخذ عدة قرارات لتعزيز الحكم المركزي، وقوة منصب الرئيس، ومن أبرز إنجازات بوتين عمله على استعادة قوة ومهابة الجيش الروسي عبر برنامج تسليحي شامل.
كما أطلق حرباً على الفساد، وأقر قوانين بمعاقبة المسؤولين الذين يمتلكون أصولاً مصرفية في الخارج.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، حارب ما تم تسويقه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عن نظام القطب الواحد، وقال بمؤتمر ميونيخ للأمن 2007، إن العالم أحادي القطب مستحيل، ولا علاقة لهذه الفكرة بالديمقراطية، وذلك في مسعى منه للإبقاء على روسيا قطبا دوليا رئيسيا.
المرشحون المقربون لفكر النظام الحاكم الحالي أو لفكر الاتحاد السوفيتي السابق بدرجات متفاوتة:
سيرجي بابورين (59 عاما)
مرشح عن حزب "الاتحاد الشعبي العام الروسي" القومي المحافظ، يعمل في المجال الحقوقي، وكبير الباحثين في معهد الدراسات الاجتماعية السياسية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
يعتمد برنامجه الانتخابي على إتاحة التعليم والخدمات الاجتماعية مجانا، ودعم استقلال القضاء، والحد من اعتماد الاقتصاد على النفط.
بافل جرودينين (57 عاما)
تخرج في الجامعة الزراعية الهندسية، وترأس المؤسسة الزراعية الحكومية التي تعد أكبر منتج للفراولة في البلاد.
له منحى اشتراكي؛ حيث يعد في حال نجاحه بالخروج من منظمة التجارة العالمية، وبتأميم المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية والتنظيمية في الصناعة والطاقة الكهربائية والسكك الحديدية وأنظمة الاتصالات والبنوك.
أما خارجيا، فيسعى إلى إعادة السيطرة الروسية على نمط الاتحاد السوفيتي، عبر جذب المزيد من الدول إلى فلك الفكر السوفيتي.
بوريس تيتوف (57 عاما)
رجل أعمال من مليارديرات روسيا، ورئيس حزب النمو، ويعمل مفوضا لحقوق رجال الأعمال لدى الرئاسة الروسية.
يعتمد برنامجه على تطوير الاقتصاد بما يوفر حريات أكبر لحركة رجال الأعمال، وتشجيع المنافسة في السوق.
مكسيم سورايكين (39 عاما)
رئيس المكتب السياسي لحزب "شيوعيو روسيا"، يحمل درجة الدكتوراه في علم التاريخ.
أطلق على برنامجه الانتخابي تسمية "10 ضربات ستالينية إلى الرأسمالية"، ويسعى إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات المطلوبة لـ"استعادة الاقتصاد الاشتراكي".
ويطالب بتأميم المؤسسات الكبرى في مجال الدفاع والنفط والغاز.
المرشحون المقربون من الغرب، ويهدفون لتحويل روسيا إلى النمط الأوروبي:
فلاديمير جيرينوفسكي (71 عاما)
يبلغ من العمر 71 عاما، وهو رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة السادسة منذ عام 1991، حتى وصفه الإعلام الروسي بأنه "الطامح أبدا لرئاسة روسيا".
خريج كلية الحقوق بجامعة موسكو، وأسس في 1989 الحزب الليبرالي الديمقراطي كأول حزب منافس للحزب الشيوعي الحاكم حينها.
برنامجه يحمل صبغته الليبرالية التي تتناغم مع المطالب الغربية من روسيا، ومنها إلغاء مخالفة قانون التظاهر، وإلغاء العقوبة الجنائية على جرائم التطرف، إذا ما كان هذا التظاهر والتطرف يعبر عن "رأي سياسي".
كما يسعى لحل مجلس الاتحاد الروسي، وتوسيع صلاحيات مجلس الدوما (مجلس النواب).
وكان الرئيس الحالي فلاديمير بوتين قام في أوائل حكمه بعد عام 2000 بتوسيع صلاحيات مجلس الاتحاد الروسي على حساب الدوما، وذلك بعد تناطح السلطات الذي حدث في عهده سلفه يلتسن بين الرئاسة والبرلمان، والذي أدى للفوضى التي عاشتها روسيا في عهد الرئيس الراحل.
كسينيا سابتشاك (36 عاما)
مقدمة برامج تلفزيونية، ومرشحة عن حزب المبادرة المدنية، ولدت في عائلة الراحل أناتولي سوبتشاك الحقوقي الشهير، والذي عمل مع فلاديمير بوتين في تسعينيات القرن الماضي.
تخرجت سوبتشاك في معهد العلاقات الدولية في موسكو عام 2004، وتخصصت في تقديم البرامج الاجتماعية والترفيهية.
انضمت للمعارضة، وشاركت في مظاهرات ما بعد عام 2011، وتخوض الانتخابات الحالية تحت شعار "مرشحة ضد الجميع".
ذات نهج ليبرالي مقرب من الغرب، فبرنامجها يسعى للحد من وجود الكنيسة الأرثوذكسية في المجتمع، وتدعو لإلغاء قانون حظر الترويج للتحول الجنسي، وتطالب بالإفراج عن "المعتقلين السياسيين".
واقتصاديا تطالب بخصخصة جميع شركات الدولة الكبيرة، وتطالب برفع أي قيود على وسائل الإعلام.
وفيما يخص الخارج، تطالب بشراكة مع الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا، وبسحب قوات روسيا من سوريا.
جريجوري يافلينسكي (65 عاما)
مؤسس حزب "يابلوكو" المحسوب على الغرب، وهو حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد، وعمل نائبا في البرلمان.
برنامجه يركز على تطبيق السياسات الغربية، ومنها برنامج الـ"500 يوم" الاقتصادي، للانتقال من الاقتصاد الاشتراكي إلى اقتصاد السوق.
كما وعد بتطبيع العلاقات مع الغرب، ورفض انضمام القرم إلى روسيا، وسحب القوات الروسية من سوريا، ووقف دعم الموالين لروسيا في أوكرانيا.
فشل في 3 انتخابات رئاسية سابقة.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA==
جزيرة ام اند امز