تدابير انتقامية.. روسيا تقلص مراقبة الغرب لانتخاباتها الرئاسية
موسكو تعمدت تقليل الدعوات المقدمة للمراقبين الغربيين، فيما كثفت عدد المراقبين الآسيويين، كما تبحث منع الغربيين من دخول مراكز الاقتراع.
تتخذ روسيا من الرقابة على الانتخابات الرئاسية ميدانا لاتخاذ تدابير انتقامية من الغرب، بتقليل الدعوات المقدمة للمراقبين في الدول الغربية، وتحجيم تحركات من سيشارك منهم.
وبحسب ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة مجلس الدوما (البرلمان) للشؤون الدولية، فإن موسكو وجهت الدعوة لـ318 مراقبا أجنبيا على أساس فردي لمراقبة الانتخابات المقررة الأحد المقبل.
ومتوقع أن تكون الولايات المتحدة وأوروبا الأقل تمثيلا في هذا الرقم.
فقد خفضت السلطات الروسية عدد المراقبين المعتادين من الدول الغربية الذين سيسمح لهم حضور الانتخابات 2018 مقابل زيادة عدد المراقبين الآسيويين من الهند والصين والفلبين وبلدان أخرى.
وبموجب الأرقام الحالية فإن 500 مراقب أجنبي من30 دولة سيحضرون الانتخابات الرئاسية، وستجري عمليات التصويت وفرز الأصوات بحضور مراقبين وممثلي المرشحين أو أحزابهم ومنظمات اجتماعية ووسائل إعلام.
وقد تكون هناك مراقبة عبر كاميرات الفيديو وبث مباشر في شبكة الإنترنت، ولأول مرة ستكون كاميرات المراقبة منصوبة في المراكز الانتخابية التي تجمع فيها حصيلة التصويت.
ووفق لجنة الانتخابات المركزية فإنها حتى الآن لم تتلقَّ أي طلب من الولايات المتحدة بشأن اعتماد مراقبيها للانتخابات.
ويرى عضو لجنة الانتخابات فاسيلي ليخاتشوف أن ذلك مرتبط بالوضع السياسي بين البلدين، وأن المراقبين الأمريكيين سيدخلون في قوام وفد منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي رفضت إرسال مراقبيها للإشراف على الانتخابات في إقليم القرم، وكذلك الجمعية العامة لمجلس أوروبا.
وفي ظل الوضع المتوتر حاليا بين موسكو والغرب، فإن موسكو ستتخذ إجراءات متشددة في تحجيم تحركات المراقبين الغربيين، ومنها احتمال عدم السماح لهم بالدخول إلى مراكز الاقتراع، وسيسمح لهم برصد ما يجري في التصويت عبر الأماكن التي بها شاشات للبث، وذلك على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، حيث لم توجه الدعوة للمراقبين الروس في الانتخابات في أمريكا وفرنسا ودول البلطيق.
وركزت روسيا هذه المرة على فسح المجال أمام الرقابة الشعبية للانتخابات، حيث تقدم أكثر من 150 ألف شخص بطلب للمراقبة.
وسيتم اختيار من بينهم من تنطبق عليه الشروط، ومنها أن يكون عمره بداية من 18 عاما، ومن الناشطين في المجال الاجتماعي، وذوي السمعة الطيبة، وسيحق لهم حينئذ الحضور بالمراكز الانتخابية والإشراف على عملية فرز الأصوات.
وبلغ عدد الناخبين في روسيا 109 ملايين، يستعد لاستقبالهم 96 ألف مركز انتخابي في 85 مقاطعة روسية داخل البلاد المترامية الأطراف.
وبحسب استطلاع أجراه مركز "ليفادا"، فقد أظهرت نتائجه أن نحو ثلثي الروس يؤيدون إعادة انتخاب بوتين للرئاسة، وأن نسبة تأييده ارتفعت 3% منذ الانتخابات الأخيرة، ليتوقع حصوله على أكثر من 69% من إجمالي أصوات الناخبين.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية يرى نحو 56% من الروس أن سياسة رئيسهم صحيحة كما هي، بينما يرى 19% منهم ضرورة التشدد أكثر مع الغرب، في حين يؤيد 13% التخفيف من حدة المواجهة.
وبحسب الاستطلاع نفسه احتل كل من المرشح عن الحزب الليبيرالي الديمقراطي فلاديمير جيرونوفسكي والمرشح عن الحزب الشيوعي بافل جرودينين، المرتبة الثانية، وذلك بحصول كل منهما على نسبة 6%.
وربما يكون تصريح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف معبرا جدا حين قال: "في رأيي، ليس هناك من نضج لينافس بوتين، أو حتى يقترب من أن يكون منافسا له".
وبوتين (65 عاما) الذي وصل إلى السلطة لأول مرة 2000، ويستعد للولاية الرابعة، في حال فوزه سيبقى رئيسا للبلاد حتى 2024، وبذلك سيصبح الرئيس الذي بقي في هذا المنصب أطول مدة بعد جوزيف ستالين.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA=
جزيرة ام اند امز