الوجه الآخر لـ"الرئيس" بوتين.. لهو ولعب وصيد
الرئيس الروسي من الزعماء القليلين الذين يحرصون على تخصيص أوقات لأنواع كثيرة من الهوايات والرحلات الترفيهية والحديث عن حياته الشخصية
ثقيلة هي أعباء الحكم التي تضغط على المسؤولين وتظهر على محياهم في الصور التي تلتقطها الكاميرات لهم في المناسبات الرسمية، وقليل منهم من يهتم بإظهار أوقاته خلال الترفيه أو المرح التي يقضيها لالتقاط الأنفاس.
ومن هؤلاء المسؤولين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحرص على التقاط صور له تظهره قويا، مستمتعا بحياته، وأنه كلما توغل في العمر، كلما اشتد بأسًا في ممارسة المسؤوليات الملقاة على عاتقه، خاصة مع سرده لنجاحه في تجاوز أزمات خلال مشوار حياته.
النوم بالبندقية
ومن تلك الأزمات فترة الانهيار التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي، والتي قال عنها بوتين إنه خلال فترة عمله في سان بطرسبورج كان ينام برفقة البندقية، خوفا من التعرض للقتل.
ففي تلك الفترة سقطت روسيا في هوة سحيقة من الفوضى والجرائم، وانتشرت عصابات الشوارع، وذلك إثر السقوط المفاجئ للاتحاد السوفيتي، والقرارات الصادمة التي اتخذها سلفه بوريس يلتسن في تحويل الاقتصاد بشكل مفاجئ إلى النمط الغربي والخصخصة؛ ما نشر الفساد والبطالة والجريمة.
وقال بوتين عن ذلك في الفيلم الوثائقي عن سيرة حياته والذي أعده أندريه كوندراشوف العام الجاري: "كان الوضع عصيبا.. نعم كنت أذهب إلى فراشي في البيت الصيفي برفقة بندقية. هذا صحيح، الوضع حينها كان بهذا الشكل، والله يحمي المحترس".
سواق تاكسي
وخلال ذات الفترة العصيبة قال إنه في عام 1996 كان يفكر في فرصة عمل كسائق سيارة أجرة "تاكسي"، فمستقبله السياسي كان غامضا.
وتعرض بوتين حينها لمحنة بعد هزيمة مديره أناتولي سوبتشاك في انتخابات عمدة سانت بطرسبورج: "ماذا كان علي أن أفعل؟ في الواقع، لم يكن هناك الكثير من فرص العمل. حتى أنني بدأت بالتفكير بالعمل كسائق سيارة أجرة. أنا لا أمزح، حقا، أين المفر؟".
ولكن بوتين حصل على عرض بالعمل في الشؤون القانونية بالرئاسة الروسية، وهي الوظيفة التي مهدت له أن يصبح رئيسا للوزراء في نهاية عهد بوريس يلتسن، ثم رئيسا للبلاد.
سر السعادة
وساهمت هذه المواقف وغيرها كثير في اكتسابه صفة التحدي، ففي ذات الفيلم الوثائقي تحدث بوتين، قائلا: "إن سر السعادة في حياتي هو تحقيق الأهداف المرسومة والمخطط لها... والوصول للأهداف ليس بالأمر السهل ويتطلب مجهودا وصبرا. لكن بعد تحقيق المطلوب ستشعر بالسعادة والارتياح".
الرياضة والهوايات
يهتم بوتين (65 عاما) كثيرا بصحته ولياقته، ويختار لذلك ممارسة أنواع من الرياضات المنشطة للجسد، وفي الوقت نفسه تفرغ شحنات كثيرة الضيق أو الضغوط، وتنقله من عالم المسؤولية المقلق إلى حالة الاسترخاء.
ومنها رياضة الجودو، والكاراتيه، والهوكي، وركوب الخيل، وصيد الأسماء، والسباحة.
وحاز بوتين على لقب البطل أكثر من مرة في بطولة بطرسبورج للألعاب القتالية، ويحمل الحزام الأسود في الكاراتيه.
وهذا العام، قضى نحو يومين في رحلة ترفيهية بسيبيريا، شمالي روسيا، مارس خلالها هوايته في صيد الأسماك.
كما مارس هوايته هناك في سباحة المحترفين.
ويستغل الرئيس الروسي طبيعة بلاده الجليدية في ممارسة رياضة الهوكي على الجليد في منتجع سوتشي.
وفي منطقة خاكاسيا يمارس الرئيس الروسي ركوب الخيل.
وعلقت وسائل إعلام على جولاته تلك بأنه يهدف أيضا لتشجيع الروس على التجول والسياحة في أرجاء الاتحاد الروسي الواسع.
ويغتنم أوقات بين اجتماعاته في ركوب الدراجة الهوائية مع عدد من رجال الدولة مثل رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف.
الآيس كريم
هذا النوع من الحلوى لا يختلف في الإقبال عليه الكبار والصغار، وكذلك الحكام والمحكومين.
ويحرص الرئيس الروسي على التقاط صور له وهو يتناول نوعه المفضل من هذه الحلوى خلال بعض الاحتفالات والمناسبات، حتى أنه يقدمها هدايا لضيوفه من الرؤساء، مثلما أهدى صندوقا منها لرئيس الصين عام 2016.
ويهدف من ذلك أيضا إلى التسويق لأنواع الآيس كريم الروسية.
الغطاس والكنيسة
جاء بوتين مختلفا في أمور كثيرة عمن سبق من رؤساء روسيا، فقد ظل هؤلاء الرؤساء تحت حكم الاتحاد السوفيتي بعيدين على سبيل المثال عن الكنيسة ومظاهر التدين، بل حاربوها وهدموا الكثير من الكنائس، وجاء بوتين ليعيد اهتمام روسيا بالكنيسة إلى ما كانت عليه قبل 100 عام، أي قبل ثورة أكتوبر/تشرين الأول التي أقامت الاتحاد السوفيتي 1917.
ويحرص بوتين على مشاركة الكنيسة الأرثوذكسية، الكنيسة الرئيسية لروسيا، في المناسبات الدينية، كما يشارك في الطقوس الشهيرة، مثل طقسة الغوص في الماء البارد في عيد الغطاس.
وهذا العام، غطس بوتين في بحيرة سيليجر المتجمدة شمالي موسكو.
ويستعد بوتين لخوض غمار الانتخابات الروسية المقرر انطلاقها غدا الأحد، وإن فاز بها، وهي النتيجة المتوقعة، سيبدأ الحكم في ولاية رابعة، ليصبح أطول حكام روسيا عمرا في هذا المنصب منذ نحو 100 عام.