تعافي الطلب وتراجع الاستثمارات.. روسيا تكشف توقعاتها لسوق النفط
وزير الطاقة الروسي، قال إن بلاده تخفض من إنتاج النفط في عام 2020 بأكمله بنسبة 10% على أساس سنوي إلى 510 مليون طن
ستقترح روسيا على أوبك+ التفاعل مع تعافي الطلب على النفط الذي تتوقع حدوثه خلال الشهور الباقية من 2020، فيما تقلص موسكو تدريجيا اعتمادها على عائدات النفط مع زيادة إنتاجها في الشهر الماضي.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الأربعاء، إن الطلب العالمي على النفط تعافى بنسبة كبيرة تصل إلى 90% من مستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف، أن موسكو ستقترح على مجموعة أوبك+ اتخاذ رد فعل حيال هذا الاتجاه في إطار الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط.
وتوقع نوفاك تعافيا كاملا للطلب على النفط في وقت ما من العام المقبل.
وأكد، أنه "سنتابع الوضع ونحقق التوازن لإنتاج النفط مع تعافي الاقتصاد( العالمي)... نأمل أن يتعافى الطلب سريعا و سنقترح اتخاذ رد فعل حيال ذلك في إطار اتفاق أوبك+".
انخفاض الاستثمارات
وقال نوفاك، إن الاستثمارات في قطاع النفط الروسي قد تنخفض 20% في 2020 من 1.4 تريليون روبل في 2019
وأضاف، أن روسيا تخفض من إنتاج النفط ككل في 2020 بنسبة 10% على أساس سنوي إلى 510 ملايين طن.
تراجع إنتاج 2020
وقال الوزير الروسي خلال اجتماع مع قادة إقليم خانتا-مانسيسك، ذي الحكم الذاتي: "من الواضح أن إنتاج هذا العام سيكون أقل مما كان عليه في عام 2019".
وتابع: "وفقًا لتقديراتنا، بناءً على جدول الإجراءات المنسقة، من مايو/ أيار إلى يونيو/ حزيران في بلدنا، كان التخفيض حوالي 19%".
وأضاف: "بالنظر إلى أن الزيادة الإضافية في الإنتاج مستمرة بشكل تدريجي، من آب/ أغسطس إلى أيلول/ سبتمبر، سيكون التخفيض حوالي 13.8%، من المستويات المخطط لها لعام 2020".
وأوضح نوفاك: "وعليه نتوقع تخفيضاً للعام بأكمله بنحو 10% أي إلى مستوى حوالي 510 ملايين
نطن".
تقليص الاعتماد على عائدات النفط
كما أعلنت الرئاسة الروسية،الأربعاء، أن موسكو تعمل على تقليص الاعتماد على عائدات النفط تدريجيا في الميزانية الفيدرالية.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، تعليقا على الميزانية الفيدرالية للعام الماضي، التي اعتمدت بنحو 40% على عائدات النفط، وفق وزارة المالية، قائلا "هذا الرقم، بالطبع، غير مناسب ولا يناسب أي شخص".
وتابع: لكن هذا الرقم يميل إلى الانخفاض التدريجي، وإن كان بطيئا.. وعلى مدى الفترة الماضية خلال الـ 15 عاما الماضية، يمكن رؤية هذا الانخفاض بالعين المجردة.
وأشار إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين لاحظ النمو الموازي لقطاع التكنولوجيا الفائقة.
وقال بيسكوف: "وعلى خلفية الوباء الذي أدى إلى تحديات جديدة واجهتنا، أظهر علمنا فقط والطب نتيجة رائعة على نطاق عالمي".
زيادة إنتاج في أغسطس
أفادت مصادر وبيانات بأن روسيا زادت إنتاجها من النفط ومكثفات الغاز في أغسطس/ آب الماضي، بعد تخفيف قيود الإنتاج العالمية، مما يشير إلى قدرتها على استئناف الإنتاج في حقولها سريعا حتى من دون خطة أعلنت عنها في وقت سابق لحفر آبار جديدة.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن بيانات لوزارة الطاقة أن روسيا أنتجت 41.7 مليون طن من النفط ومكثفات الغاز الشهر الماضي، أو ما يعادل 9.86 مليون برميل يوميا، في زيادة 5% عن يوليو/تموز الماضي.
تأتي الزيادة عقب قرار من مجموعة للدول المنتجة للنفط، المعروفة باسم أوبك+، بتخفيف قيودها على إنتاج الخام إلى 7.7 مليون برميل يوميا من 9.7 مليون برميل يوميا.
ويستثني الاتفاق مكثفات الغاز، وهي نوع من النفط الخفيف، والتي تضخ روسيا في المتوسط ما يتراوح بين 700 ألف و800 ألف برميل يوميا منها.
وتبلغ حصة روسيا حاليا 9 ملايين برميل يوميا من النفط، لذا فإن أحدث البيانات تشير إلى أن موسكو أفرطت قليلا في الإنتاج الشهر الماضي.
ومنذ انضمامها إلى الاتفاق في 2016، تبينت قدرة موسكو على تعديل الإنتاج بسرعة بالرغم من الظروف الجوية القاسية ومواقع الإنتاج النائية. ونفذت أكبر تخفيضاتها على الإطلاق، والتي بلغت مليوني برميل يوميا تقريبا، في غضون أسبوعين فقط في أبريل/نيسان الماضي.
وطرحت روسيا هذا العام فكرة حفر نحو 3 آلاف بئر غير مكتملة لاستعادة الإنتاج سريعا فور انقضاء تخفيضات أوبك+ في أبريل/ نيسان 2022.
لكن مع ارتفاع أسعار النفط إلى قرابة 46 دولارا للبرميل خلال الربيع من أدنى مستوياتها في 20 عاما عند أقل من 16 دولارا، وفي ظل الميزانية المحدودة للبلاد، قالت 5 مصادر مطلعة إنه تقرر وقف الفكرة.
وأضافت المصادر أن خطة الحفر، التي تبلغ تكلفتها ما يصل إلى 400 مليار روبل (5.41 مليار دولار)، تشمل قروضا بنكية وإعفاءات ضريبية وأسعار فائدة تفضيلية، وهو أمر تتردد وزارة المالية في الموافقة عليه إذ أنها جنبت بالفعل أموالا إضافية لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وأشارت شركات أيضا إلى أنه قد لا تكون هناك حاجة لبرنامج الآبار الجديدة المكلف.
وقال بافيل جدانوف نائب رئيس شركة لوك أويل الأسبوع الماضي "خبرتنا مع اتفاق أوبك+ السابق ونتائج الشهرين الماضيين تثبت إمكانية إعادة الآبار المتوقفة إلى العمل سريعا دون فقد إنتاجيتها".