بين نفي روسي وبديل أوكراني.. قطار "أسعار الغاز" السريع يواصل الانطلاق
أكد الرئيس الروسي، أن بلاده ليست مسؤولة عن ارتفاع أسعار الغاز، فيما أكدت أوكرانيا، أن شبكتها لنقل الغاز بديل "نورد ستريم 2".
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه لا حجوزات على خط "يامال – أوروبا" لنقل الغاز الروسي لأوروبا.
وتابع بوتين، وذلك لعدم تلقي طلبات من العملاء، وخاصة من الشركات الألمانية، والفرنسية.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه أوروبا ارتفاعا في الطلب على الوقود الأزرق، مع تراجع مخزونات الغاز الأرضية، الأمر الذي أدى إلى صعود أسعار الغاز إلى مستويات تاريخية.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا وبريطانيا، يوم الثلاثاء، إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بسبب الطلب القوي على هذه الموارد في فصل الشتاء وتصاعد الخلافات الجيوسياسية بين المورد الرئيسي روسيا والدول المستهلكة.
ووصل مؤشر "تي تي إف" الهولندي المرجعي في أوروبا إلى 162,775 يورو لكل ميجاوات في الساعة.
كما قفزت أسعار الغاز في بريطانيا إلى 408,30 بنسا للوحدة الحرارية في الصفقات الصباحية المتأخرة.
زيادة صادرات "جازبروم"
وأضاف الرئيس الروسي، في مؤتمره الصحفي السنوي، إن العقود طويلة الأجل تكون لها الأولوية على السوق الفورية، كما أن الغاز الذي يتم بيعه وفقا لعقود طويلة الأجل يكون أرخص، وذلك وفقا لوكالة وكالة "بلومبرج" الأمريكية للأنباء.
وأكد، أن شركة "جازبروم" الروسية، ملتزمة بتوريد كميات الغاز المتعاقد عليها.
وقال إن الشركة زادت من صادراتها، باستثناء تلك الموجهة لدول الاتحاد السوفيتي السابق، هذا العام بنسبة 20% في بعض الأحيان، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وشدد على أن "جازبروم"، ليست مسؤولة عن ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.
انتهاء عقد بولندا
تجدر الإشارة إلى خط أنابيب الغاز "يامال - أوروبا" يعد أحد المسارات الرئيسية لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، ويمر الخط عبر أراضي أربع دول وهي: روسيا، وبيلاروسيا، وبولندا، وألمانيا. والطاقة التصميمية لخط الأنابيب، تصل لنحو 32.9 مليار متر مكعب متر من الغاز سنويا.
وفي العام الماضي، انتهى عقد ترانزيت الغاز طويل الأجل بين شركة "جازبروم"، وبولندا، لذلك تقوم الشركة الروسية في العامين 2020 - 2021 بحجز سعة في الأنابيب من خلال مزادات، وفقا لموقع قناة "آر تي عربية".
وتؤكد "جازبروم" أنها تقوم بالوفاء بالتزاماتها ضمن العقود المبرمة مع أوروبا.
شبكة أوكرانيا لنقل الغاز البديل
من جهة أخرى، تدفع أوكرانيا، شبكة نقل الغاز الخاصة بها كبديل لخط أنابيب "نورد ستريم 2"، من روسيا إلى ألمانيا الذي جرى إنشاؤه ولكن لم يتم إقراره بعد.
وقال سيرهي ماكوهون، رئيس الشركة المشغلة لنظام نقل الغاز الأوكراني، لوكالة الأنباء الألمانية، في كييف: "في تاريخ النقل الأوكراني، لم يحدث قط أنه تم إلغاؤه بسبب أي مشكلات فنية على الجانب الأوكراني".
وأضاف، أن واقعتي التعطل في عامي 2006، و2009، كانتا بسبب خطوات سياسية روسية بحتة.
والغرض من "نورد ستريم 2"، جلب الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق متجاوزا أوكرانيا.
يشار إلى أن أوكرانيا معتمدة بشدة على مليارات العائدات القادمة من رسوم نقل الغاز، والآن تخشى من خسائر هائلة.
وأوضح ماكوهون، إن عملاق النفط الروسي "جازبروم" تفي بالعقد الممتد حتى نهاية 2024، وبناء عليه يتم نقل 40 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
ولكنه قال إن هذا أقل من العام الماضي بـ30 %، و45 % مقارنة بعام 2019، مضيفا أنه خلال هذين العامين تدهور النظام حقا.
وتابع : "نحن مستعدون لنقل 100 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي سنويا لـ (الاتحاد الأوروبي)".
غير أنه في حال أوقفت روسيا النقل عبر جارتها، فسوف تضطر أوكرانيا إلى زيادة الرسوم 5 أضعاف أو تحويل نظام نقل الغاز إلى السوق المحلي، بحسب رئيس الشركة الحكومية.
وقال "لدينا نفقات ولن نستطيع تغطيتها على حساب المستهلك الأوكراني".