لماذا تسعى روسيا لإلصاق "الكيماوي" بالمعارضة السورية؟
الضغط الدولي تواصل على النظام السوري وروسيا الداعمة له، طيلة الفترة الماضية، من خلال بوابة رئيسية هي "استخدام الأسلحة الكيماوية".
تواصل الضغط الدولي على النظام السوري وروسيا الداعمة له، طيلة الفترة الماضية، من خلال بوابة رئيسية هي "استخدام الأسلحة الكيماوية"، الأمر الذي وصل إلى عقوبات دولية يتم تجهيزها حالياً من جانب الغرب على سوريا وروسيا بسبب استخدام هذه الأسلحة.
ونجح الضغط الدولي إلى حد كبير في كبح جماح الغارات السورية الروسية المكثفة على حلب، وتشكيل لوبي دولي معارض لروسيا، وصولاً لإخراجها مؤخراً من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
- روسيا تتهم المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيميائية في حلب
- روسيا تتهم المعارضة السورية بخرق "هدنة" في 5 مدن
واليوم، سعت موسكو بقوة لإلصاق استخدام الأسلحة الكيماوية بالمعارضة السورية المسلحة، في محاولة لرفع هذه الاتهامات عن النظام السوري باعتبارها أسلحة يستخدمها الطرفان، ومن ثم يستحق الطرفان، النظام والمعارضة، العقاب في حال توقيعه، وفقاً للرؤية الروسية.
وسارع الجيس الروسي بالتأكيد أن لديه أدلة على استخدام مقاتلي المعارضة السورية أسلحة كيميائية في حلب المقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها المعارضة، التي نفت استخدام تلك الأسلحة، وأحياء غربية تسيطر عليها القوات الحكومية.
وقال الجيش، في بيان، إن "خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على ذخيرة مدفعية غير منفجرة تعود للإرهابيين تحتوي على مواد سامة، وبعد تحليل سريع في مختبر متحرك تبين لنا أن الذخيرة تحتوي على الأرجح على غاز الكلور والفوسفور الأبيض".
وقال الجيش الروسي إنه تم العثور على هذه الذخيرة في المنطقة "1070" على الطرف الجنوبي الغربي لحلب، وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن القوات الحكومية السورية استعادت هذه المنطقة أخيراً من فصائل المعارضة.
وقالت وزارة الدفاع إن هذه المواد ستخضع لتحليل أكثر عمقاً بالاتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ومن جهته، نفى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اتهامات الجيش الروسي، مؤكداً أن المتمردين لا يستخدمون إلا "أسلحة خفيفة ومضادة للدبابات".
وأكد الائتلاف، في بيان، أن "قوات بشار الأسد تستخدم حصراً الأسلحة المذكورة".
واتهمت وسائل الإعلام السورية، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، فصائل معارضة باستخدام "غاز سام" في هجومها على غرب حلب، وتحدثت عن حالات اختناق أصيب بها مدنيون وعسكريون في المناطق التي تعرضت للقصف، من دون أن تؤكد أي منظمة عالمية معنية بهذا الشأن الأمر.
وأعلنت روسيا، التي تشن غارات في سوريا منذ أكثر من عام دعماً لقوات النظام، وقف غاراتها على حلب في 18 أكتوبر/تشرين الأول قبل يومين من هدنة إنسانية أعلنتها من جانب واحد.
وتكرر إعلان موسكو هدنة أخرى ليوم واحد الأسبوع الماضي، من دون أن تحقق أي منهما هدفها بإجلاء المدنيين والجرحى الراغبين من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب أو خروج المسلحين.