المؤتمرات الدولية تتسارع لإعلان ملامح "سوريا الجديدة"
عدة مؤتمرات تنعقد في أوقات متقاربة ومتسارعة مع تزامن إعلان أطراف الحرب قرب انتهاء مرحلة داعش والدخول إلى مرحلة جديدة
بالتزامن مع انعقاد مؤتمر "الرياض2" حول الأزمة السورية، تتسارع وتيرة اجتماعات دولية أخرى من الأطراف المنخرطة في الحرب لتحديد ملامح "سوريا الجديدة" مع قرب الإعلان عن "نهاية" الإرهاب في البلد الذي مزقته الحرب.
وتنطلق عصر الأربعاء في منتجع سوتشي الروسي قمة "روسية-تركية-إيرانية"، وهو ذات اليوم الذي انطلقت فيه فعاليات مؤتمر "الرياض2" بالعاصمة السعودية لتوحيد المعارضة السورية.
وتأتي قمة سوتشي، التي يشارك فيها الرئيس فلاديمير بوتين، ونظيراه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني بعد أن بات الزعماء الثلاثة على يقين بأن تنظيم "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن الانتقال إلى التسوية السياسية "بات أمرا ضروريا"، وفق موقع "روسيا اليوم".
وفي إطار التوصل لهذه التسوية -غير المعروف ملامحها حتى الآن- فقد استقبل بوتين نظيره الروسي بشار الأسد الاثنين الماضي في سوتشي، وعقدا اجتماعا أعلن فيه بوتين أن الحرب على داعش "قاربت على نهايتها".
وتكاد الأطراف المتحاربة في سوريا تتفق على "نهاية" داعش تقريبا في سوريا؛ حيث أعلن مسؤولون من إيران وروسيا والتحالف الدولي للحرب على داعش في الأسبوع الأخير أن فلول داعش باتت تنحصر في المناطق الصحراوية الحدودية بين سوريا والعراق.
وتمهيدا للقمة الثلاثية (الروسية- التركية- الإيرانية) استضاف منتجع سوتشي الروسي أمس الثلاثاء اجتماعا لرؤساء أركان جيوش روسيا وتركيا وإيران.
وخُصّص الاجتماع الذي حضره رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف ونظيراه التركي خلوصي أكار والإيراني محمد باقري لاستعراض التطورات الأخيرة في سوريا، وفق ما نشرته وكالة "سبوتنيك".
وتمكن المشاركون في الاجتماع من التوصل إلى اتفاق بخصوص تصفية فلول تنظيمي داعش وجبهة النصرة، ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيله بعد.
ولكن خريطة توزيع القواعد العسكرية للأطراف المتحاربة بسوريا تشير إلى أن الاجتماع قد يكون تضمن "تقاسم مناطق النفوذ" في سوريا في فترة ما بعد داعش.
كذلك من المقرر أن يلي هذه القمة مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي بدوره سيُعقد في سوتشي، إلا أن موعده لم يحدد بعد.
ويهدف مؤتمر الحوار الوطني السوري، إلى جمع كل مكونات الشعب السوري الإثنية والدينية، وتقريب وجهات النظر لتجاوز الخلافات.
وتظهر الرغبة الدولية في حلحلة الأزمة وإنهاء العمليات العسكرية بها في حرص كل طرف على أن يجمع "كافة" أطياف المعارضة، مثلما يحدث في مؤتمر "الرياض2" الجاري انعقاده اليوم وغدا في العاصمة السعودية، ومؤتمر سوتشي المرتقب.