"زابارويجيا".. روسيا تصطاد "الطاقة والتقنية" بحجر "الضم"
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته بالسيطرة على محطة الطاقة النووية في زابارويجيا الأوكرانية؛ الأكبر في أوروبا، في تصعيد جديد.
وجاءت الخطوة الروسية بعد أن حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من أن إمدادات الطاقة إلى المحطة النووية "هشة للغاية".
واستولت روسيا على محطة الطاقة النووية الشهيرة في مارس/آذار الماضي، بعد وقت قصير من بداية الهجوم في أوكرانيا، لكن الموظفين الأوكرانيين استمروا في تشغيلها.
وتقع المحطة في المنطقة الجنوبية الأوكرانية المسماة أيضا زابارويجيا، وهي إحدى أربع مناطق ضمها الرئيس فلاديمير بوتين رسميا إلى الاتحاد الروسي، قبل أسبوع، في خطوة أدانتها كييف باعتبارها استيلاء "غير قانوني على الأراضي".
وأمس الأربعاء، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين قوله إن "محطة زابارويجيا النووية موجودة الآن على أراضي الاتحاد الروسي، وبالتالي يجب تشغيلها تحت إشراف وكالاتنا ذات الصلة".
وفي وقت لاحق، وقع بوتين مرسوما يحول المحطة إلى "ملكية اتحادية" روسية.
بدورها، قالت شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية، في بيان، إنها ستجري تقييما لكيفية إصلاح الأضرار وتحويل جميع الموظفين الأوكرانيين الحاليين إلى مظلة جديدة مملوكة لروسيا.
وقالت "تم تصميم منصة التشغيل الجديدة لضمان التشغيل الآمن لمحطة الطاقة النووية والأنشطة المهنية لموظفي المحطة الحاليين".
في المقابل، رفضت أوكرانيا الخطوة، إذ قال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الخطوة تتطلب ردا فوريا، داعيا عبر منصة "تويتر" إلى فرض عقوبات على شركة "روساتوم" للطاقة النووية المملوكة للدولة الروسية.
خمس كهربا أوكرانيا
وتعد هذه المحطة النووية مهمة للغاية، إذ إنها تنتج خمس الكهرباء التي تحتاجها أوكرانيا بشكل عام، وما يقرب من نصف الطاقة المولدة من منشآت الطاقة النووية في البلاد.
ذلك على وجه التحديد ما يسيطر على التحليلات القليلة المنشورة حول الخطوة الروسية الجديدة، إذ إن المحطة تعد كنز طاقة كبيرا.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الأمريكي جو سيرينسيون، في تغريدة تابعتها "العين الإخبارية" على "تويتر"، "كنا نعلم أن هذه الخطوة ستحدث، ولكننا ما زلنا نصدم بأن بوتين يتعامل مع المحطة كغنيمة نووية كبيرة".
وتابع "المحطة، وفق الإعلان الروسي، باتت موجودة الآن على أرض الاتحاد الروسي، وسوف تسيطر روسيا عليها الآن، وهي تنتج 20% من إنتاج الكهرباء في أوكرانيا".
وتحتوي المحطة على ستة مفاعلات، مع ستة جيجاوات من إجمالي السعة. ما يجعل المنشأة الأكبر في أوروبا. كما تحتوي على مخازن الوقود النووي المستخدم والمواد المشعة ومركز التدريب الوحيد (على محاكاة التشغيل) في أوكرانيا.
مكاسب جمة
وما يجعل هذه المحطة مهمة أيضا لروسيا، ليس فقط حجم إنتاجها ومنشآتها، بل أيضا أنها خضعت للتحديث إلى حد بعيد، بما في ذلك تزويدها تقنيات الأمان النووية الغربية. لذلك لم يتمكن المهندسون الروس من تشغيل المحطة بدون موظفين أوكرانيين في البداية.
نقطة تقنية أخرى، كانت المحطات النووية الأوكرانية تستخدم الوقود النووي الروسي فقط، لكن الأمر تغير في السنوات الماضية، وباتت تستخدم الوقود المصمم الأمريكي الذي تنتجه شركة "ويستنج هاوس".
وفي الفترة الماضية، أظهر قادة شركة "روستوم" الروسية اهتماما عميقًا بالخصائص التقنية لوقود ويستنج هاوس، وهم مهتمون أيضًا بأنظمة التحكم الآلي الغربية الصنع الخاصة بالمحطة ككل، والتي وفرتها أيضا الولايات المتحدة،
لذلك، فإن استحواذ شركة "روستوم" الروسية، هي إحدى أكبر مطوري الطاقة النووية في العالم، على المحطة الأكبر في أوروبا، يحمل فائد من حيث إنتاج الطاقة، وأيضا الاستفادة التقنية من أحدث الأنظمة الغربية.
الأكثر من ذلك، أن المحطة نفسها تعد جزءًا مهمًا من الاقتصاد الأوكراني، وتمثل إسنادا رئيسيا للإنتاج الصناعي في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، والتي ضمت روسيا معظمها في قرار سابق.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز