روسيا تحذر الغرب من "الخط الأحمر".. توتر في الأفق؟
مشاهد غير مسبوقة في منطقة حدودية روسية إثر قصف أوكراني قبل أسبوع، تحرك مخاوف أوسع وأكثر كثافة في المستقبل القريب.
وبعد أسبوع من قصف بلدة حدودية روسية ونزوح مواطنين روس، قال الكرملين اليوم الأحد، إن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من "تصاعد التوتر" في الصراع الأوكراني.
وصارت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى.
فيما طلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ كروز من طراز توروس التي يبلغ مداها 500 كيلومتر كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين لمراسل قناة "روسيا-1" التلفزيونية "بدأنا بالفعل نشهد مناقشات حول تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر".
وأضاف "هذا سلاح مختلف تماما... سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر".
وانتقدت روسيا مرارا الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي صارت بالفعل أطرافا مباشرة في الصراع.
وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب أهدافا مشروعة فيما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا والتي دخلت الآن شهرها السادس عشر.
في المقابل، تقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية ولاستعادة السيطرة على أراضيها المحتلة.
كما أكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى "يتم إنجاز المهمة... لا يوجد بديل".
وفي وقت لاحق، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، "نستخدم المدفعية لردع توغلات بعض المخربين الأوكران عبر الحدود".
وخلال الأيام الماضية، تلقت أيرينا بورلاكوفا مساعدات إنسانية من صابون ومنظفات ومناديل وألعاب وملابس للأطفال بعد فرارها من بلدة تشيبيكينو الروسية الحدودية مع أوكرانيا عقب تعرّضها لقصف أوكراني عنيف هذا الأسبوع.
ولجأ آلاف من سكان تشيبيكينو إلى بيلغورود، العاصمة الإقليمية الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترًا إلى الشمال الغربي.
ونظم متطوعون أنفسهم هناك لتزويد الوافدين بمواد أساسية. وقالت أيرينا بورلاكوفا "نحن في حالة فظيعة طبعاً. لكننا نصمد، نحاول أن نكون أقوياء، فلدينا أطفال يجعلوننا نرغب في العيش. ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا نعرف طبعا".
وغادرت المرأة البالغة 30 عامًا تشيبيكينو مع زوجها وابنها. كانوا يعيشون في وسط المدينة التي تعرضت في الأيام الأخيرة لقصف مدفعي بعنف غير مسبوق منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وأكدت السلطات أن القصف أسفر عن سقوط سبعة قتلى على الأقل في المنطقة الجمعة والسبت.
تلقت أيرينا مساعدات إنسانية في "مركز مبادرات الشباب" في بيلغورود الذي تديره السلطات المحلية. وانشغل عشرات من النازحين والمتطوعين السبت بالبحث في صناديق كبيرة مليئة بالسلع.
وأكد الجيش الروسي الخميس الماضي، صد محاولة أوكرانية "لاجتياح" منطقة بيلغورود، بعد أسبوع على توغل لعناصر مسلحة أثار صدمة وكشف عن ثغرات في ضبط الحدود الروسية.
وتقول موسكو إنها اضطرت للقيام بعمليتها في أوكرانيا لحماية أمنها والتصدي لما تصفه بأنه عداء وعدوانية من الغرب الذي تقول إنه مصمم على تدمير روسيا. فيما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا تشن حربا غير مبررة لتستولي على الأراضي في أوكرانيا.