برلين تتلكأ في تسليم دبابات لكييف.. تمسك بـ"شعرة معاوية"
يبدو أن الحكومة الألمانية تضع سقفا للدعم العسكري الذي يمكن أن تقدمه إلى أوكرانيا، في إطار لعبة توازنات تبقي على خيط رفيع مع روسيا.
وظهر ذلك جليا في تمسك الحكومة الألمانية بعدم منح الحكومة الأوكرانية أسلحة ثقيلة متطورة في إطار الحرب الدائرة منذ 3 أشهر مع روسيا.
وخلال الأسابيع الأخيرة، رددت الحكومة الألمانية في الاجتماعات المختلفة، بأنها لا تملك دبابات يمكن أن تساعد أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.
لكن صحيفة بيلد الألمانية، نشرت وثيقة لوزارة الدفاع الألمانية، تفيد بأن الجيش الألماني يملك 32 دبابة من طراز "Marder"، "لم تعد مستخدمة بسبب مشاكل تقنية، لكن يمكن إصلاحها إذا لزم الأمر لتصبح صالحة للاستخدام بشكل فعال".
الأكثر من ذلك، أن مجلس الأمن الفيدرالي الذي تهيمن عليه المستشارية الاتحادية، منع أيضا، تصدير ما يصل إلى 100 دبابة تعاني أعطابا يمكن إصلاحها، من طراز "Rheinmetall" إلى أوكرانيا منذ أكثر من شهر، وفق ما كشفته "بيلد" اليوم.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن رسالة داخلية صادرة عن وزارة الدفاع أنه "يمكن إصلاح الدفعة الأولى من الـ100 دبابة "في غضون ستة أسابيع"، على أن تكتمل عملية إصلاح جميع الدبابات في مدة تصل إلى 15 شهرًا.
وتابعت الصحيفة "هذا يعني أنه إذا كانت الحكومة الفيدرالية وافقت بالفعل على تصدير هذه الدبابات الـ100 لأوكرانيا، فكان من الممكن أن تكون أول دفعة منها وصلت كييف الآن بعد إصلاحها".
وفي أبريل/نيسان الماضي، قدمت الشركة المصنعة لهذه الدبابات الـ100، طلبا لمجلس الأمن الفيدرالي، للموافقة على إرسالها لأوكرانيا، لكن المجلس لم يرد على الطلب، ما منع تسليم هذه الأسلحة لكييف.
وقال فلوريان هان السياسي بالاتحاد المسيحي "يمين وسط/معارض"، "كان بإمكاننا دعم أوكرانيا بشكل أكثر فاعلية في معركتها من أجل الأرض والحياة. الحكومة الفيدرالية تعرقل هذه العملية".
وتابع "عرقلة الحكومة لهذا المسار، لم يعد قابلاً للتفسير بشكل موضوعي"، مضيفا "أطالب الحكومة الفيدرالية بتسليم الدبابة Marder، ودبابة القتال Leopard 1، إلى كييف."
ووفق مراقبين، فإن الحكومة الألمانية تتبع موقفا متحفظا إزاء تسليم الأسلحة لأوكرانيا، إذ تكتفي بأسلحة دفاعية مثل الصواريخ المضادة للدبابات، لكن لا تميل لمنح كييف أسلحة ثقيلة، حتى تبقي على بعض التوازن في علاقاتها مع الطرفين؛ روسيا وأوكرانيا.
كما أن برلين تريد الحفاظ على ما تبقى من العلاقات مع موسكو، وهي اقتصادية بالأساس وتدور حول امدادات الغاز المهمة للحكومة الألمانية، وفق المراقبين.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز