ماذا يعني فرض بوتين حالة الطوارئ في المناطق الـ4 بأوكرانيا؟
بشكل مفاجئ فرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في المناطق الأربع من أوكرانيا، التي ضمتها موسكو مؤخرا.
ويشمل إعلان بوتين كلا من خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوهانسك، وهي المناطق الأربع، التي انضمت إلى روسيا، بعد استفتاءات شعبية، أشرف عليها مسؤولون موالون لموسكو الشهر الماضي.
وتقضي حالة الطوارئ الجديدة، منح حكام المناطق الأربع صلاحيات إضافية لضمان الأمن.
ويتيح مرسوم الطوارئ الروسي لحكام تلك المناطق، تسخير السكان للعمل بصناعة الأسلحة ومنعهم من السفر، ويمنحهم صلاحية تطبيق الرقابة العسكرية والتنصت على المحادثات الهاتفية الخاصة، سبيلا إلى استتباب الأمن.
ويرى مراقبون أن فرض الإجراءات الجديدة يدخل في إطار ضمان أمن روسيا من أي تسلل، عبر المناطق الحدودية، كما أنه محاولة لضبط إيقاع المعارك من خلال تشديد القبضة في المناطق الانفصالية.
ويلاحظ محللون ذلك بين ثنايا حديث الرئيس الروسي، سيما أن القرارات الجديدة صدرت في أعقاب اجتماع بمجلس الأمن القومي، وكان عنوانه البارز "التصدي لأخطار تهدد الأمن القومي الروسي".
وفي مؤشر على تأكيد صحة هذا التوجه، إصدار الرئيس الروسي بالتزامن مع فرض حالة الطوارئ مرسوما سمح بفرض قيود على التنقلات في ثماني مناطق روسية على الحدود الأوكرانية.
وشملت القيود مدنا في جنوب روسيا على الحدود الأوكرانية، مثل كراسنودار وبلجورود وبريانسك وفارونيش وكورسك وروستوف، كما طالت منطقتي القرم وسفاستوبول، وهما منطقتان ضمتهما روسيا عام 2014.
وتشير تقارير أولية إلى أن قرار فرض حالة الطوارئ، يعني سلطات موسعة لرؤساء الجمهوريات المعلنة، في المناطق الأربع.
العلاقة بالتطورات العسكرية
لا يمكن عزل الإجراءات الجديدة في المناطق الأربع، عن التطورات على الأرض في أوكرانيا، حيث تقر موسكو علنا بصعوبة الأوضاع الميدانية، جراء الهجمات على المناطق الجنوبية.
الاعتراف النادر ورد على لسان الجنرال سيرجي سوروفكين، قائد القوات الروسية بأوكرانيا، حين وصف في تقييمه وضع "العملية العسكرية" بأنه "متوتر".
ومنذ إعلانها جمهوريات روسية، تكثف القوات الأوكرانية تسخير قوتها العسكرية لاستعادة المناطق الأربع، وتضاعف شن الهجمات على القوات الموالية لروسيا.
وتأثرت بالفعل سيطرة روسيا على المناطق الأربع خلال الأيام الأخيرة، بحسب تقارير ميدانية، تواكب تطورات الصراع الروسي الأوكراني.
وباتت منطقة خيرسون في مواجهة ساخنة مع القوات الأوكرانية، التي حشدت عشرات الآلاف من الجنود لاستعادة السيطرة عليها، في وقت تتحدث تقارير عن فرار مدنيين إلى روسيا.
وحيال ذلك ربما جاءت إشارة بوتين في تبرير القرارات اليوم، حين قال إن العالم يشهد تغيرات ديناميكية في مجال الهجرة، ومن الضروري الاستجابة السريعة لتلك التغييرات.
وفي زابوريجيا كادت القوات الأوكرانية تسيطر على المحطة النووية، لكن القوات الروسية بعد ساعات من القتال حافظت على بسط نفوذها هناك، وفقا لوسائل إعلام روسية.
وتواصل القوات الأوكرانية منذ أيام محاولة التقدم في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وسط دفاع مستميت من القوات الروسية، والمسلحين الموالين لها.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز