"جزيرة الثعبان".. مفتاح التحكم في البحر الأسود
"0.17 كيلومتر مربع" ربما تراها قطعة أرض بلا قيمة، لكنها في الواقع محور تنافس استراتيجي وتمنح المسيطر عليها مِيزة كبيرة في البحر الأسود.
إنها جزيرة "الثعبان" الواقعة بالبحر الأسود، والتي أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، انسحاب قواتها منها، وأكدت أوكرانيا الأمر.
وقالت الوزراة الروسية في بيان: "بانسحاب قواتنا من جزيرة الثعبان في البحر الأسود نظهر أننا لا نعرقل جهود الأمم المتحدة لتنظيم ممرات عبور المنتجات الزراعية من أوكرانيا".
وأكد مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان.
وفرضت روسيا مع بداية العملية العسكرية في أوكرانيا سيطرتها على "جزيرة الأفعى" التي تبلغ مساحتها 0.17 كيلومتر مربع، ويصل طولها إلى 662 مترا وعرضها 440 مترا، في حين ترتفع أعلى نقطة فيها نحو 41 مترا.
أهمية استراتيجية
وتقع الجزيرة في موقع استراتيجي مميز بالبحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا، وتوفر منصة إطلاق خطيرة باتجاه كل مكان حولها.
إذ تقع على مسافة نحو 50 كيلومترا من مصب نهر الدانوب؛ أحد الأنهار الرئيسية في أوروبا والطريق التجاري المهم، وعلى مسافة حوالى 100 كيلومتر من أوديسا، وتسمح نظريا بضرب كل الساحل الأوكراني.
كما تقع الجزيرة على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيسي و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسية في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.
ونظرا إلى هذا الموقع الاستراتيجي، حاولت أوكرانيا إعادة سيطرتها على الجزيرة وقصفتها بالصواريخ في أكثر من مناسبة بعد سيطرة الروس عليها في بداية الحرب.
وتتمتع الجزيرة بأهمية استراتيجية قصوى، وصفها خبراء بأنها تمثل للجيش الروسي في عمليته العسكرية "بوابة التأمين الرئيسية ومفتاح التحكم في البحر الأسود".
وأكدوا أن موقع الجزيرة يساعد القوات الروسية في تأمين جميع السفن الحربية والتجارية بالبحر الأسود، كما أنه من خلالها يتم التحكم في الساحل الأوكراني وحركته بالكامل.
وقال الناطق باسم البحرية الفرنسية الكابتن إريك لافو في تصريحات سابقة، "في هذه الحرب تعتبر (جزيرة الثعبان) نقطة استراتيجية أساسية يجب رصدها كونها تمنع الوصول الجوي والبحري إلى كل الشريط الساحلي الأوكراني، وتشكل تهديدا على مصب نهر الدانوب".
وقبل الحرب، كانت هذه الجزيرة توفر نطاقا بحريا واسعا وتتمتع بثروات طبيعية وخصوصا مواد نفطية.
وكان على رومانيا وأوكرانيا اللجوء إلى القضاء لتسوية النزاع بينهما للسيطرة على هذه الموارد، ففي عام 2009 أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها وقررت أن الجزيرة أوكرانية.
وتتهم أوروبا وواشنطن موسكو بتعطيل الموانئ والخدمات اللوجستية لشحنات الحبوب الأوكرانية والمواد الأخرى من المنتجات، وهو ما تنفيه موسكو.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTIuMTYyIA== جزيرة ام اند امز