عام من القتال.. كيف غيّرت حرب أوكرانيا العالم في 8 خطوات؟
أفرزت الحرب الروسية بأوكرانيا، التي دخلت عامها الثاني، سلسلة من التداعيات العالمية على الطاقة، والاقتصادات، والجغرافيا السياسية.
ويقدر بأن أكثر من 300 ألف شخص قتلوا أو أصيبوا، وهرب الملايين من منازلهم جراء الحرب.
كما وحّدت الحرب الغرب، وأعادت صياغة تجارة الطاقة العالمية، وكشفت حدود التصنيع العسكري الأمريكي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
التحالف الغربي
في عام 2019، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) ميت دماغيا فيما هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب منه.
وتجاهلت معظم الدول الأعضاء التزاماتها بتعزيز الإنفاق وإعادة بناء الجيوش، حتى بعد ضم روسيا للقرم من أوكرانيا عام 2014.
لكن أعادت الحرب الروسية في أوكرانيا التحالف إلى الحياة، وقطع الأعضاء تعهدات بإنفاق عسكري بمليارات الدولارات، وبدؤوا في تنفيذ ذلك. كما تضخمت عمليات الناتو على طول حدوده الشرقية وتوسعت خططه لقوات جاهزة للعمل بمقدار عشرة أضعاف.
وتقدمت أكبر دولتين من دول عدم الانحياز بغرب أوروبا، فنلندا والسويد، بطلب عضوية في التحالف، مما يوحد أغنى الدول في معارضة موسكو.
قتال مختلف
نجحت أوكرانيا في استخدام تكتيكات من الكوماندوز وجماعات حرب العصابات بطرق غيرت بشكل أساسي العقيدة العسكرية التقليدية. وهزمت كييف القوات البرية الروسية في معارك مختلفة وأغرقت سفنا بفرق صغيرة من القوات والأسلحة الغربية المحمولة على الكتف والمتقدمة.
وأعادت القوات الأوكرانية هندسة الطائرات المسيرة لإلقاء القنابل اليدوية وتحديد الأهداف البعيدة للصواريخ التي توجهها الأقمار الصناعية التي قدمها الغرب.
القاعدة الصناعية الأمريكية
استهلكت أوكرانيا الذخائر بشكل أسرع من المتوقع، مما كشف الثغرات العسكرية الأمريكية في شراء الذخيرة، ومخزونات المعدات، وسلاسل التوريد الخاصة بها.
وستستغرق مضاعفة أعداد صواريخ جافلين أو هيمارس التي جرى تسليمها لأوكرانيا، عامين وكثيرا من الأموال. وبالفعل، منح البنتاغون عقودا جديدة بقيمة 3.4 مليار دولار لإعادة ملء المخزونات المحلية والخاصة بالحلفاء.
النفوذ الأمريكي
تبنت الولايات المتحدة دور القائد العالمي بعد الحرب، مما خفف الشكوك حول التزامها بالأمن الغربي. ولعبت دورا محوريا في حشد الحلفاء الأوروبيين لدعم العقوبات، وقيود الصادرات، وقيود العملة وتدخلات سوق الطاقة التي تستهدف الاقتصاد الروسي.
تقارب روسي صيني
عززت الحرب في أوكرانيا شراكة الخصمين الرئيسيين للغرب، وعززت اعتماد اقتصاد موسكو على بكين.
وتعتبر الصين في الوقت الحالي، مشتريا مهما للغاز والنفط الروسي المخفض بالإضافة إلى قناة للبضائع التي لم تعد متاحة بشكل مباشر لروسيا بسبب العقوبات الغربية.
تدفقات الطاقة
لم تعد الدول الغربية تشتري النفط الروسي، وأدى توقف تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا إلى زيادة الطلب على الإمدادات الأمريكية، الأمر الذي جعل أمريكا أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال.
ويتراجع إنتاج روسيا من الطاقة، ويتزايد اعتماد موسكو على المبيعات إلى الصين والهند. كما سرع سباق تأمين مصادر جديدة للنفط من تحول السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا التي تضمنت رفع بعض العقوبات لزيادة إنتاج الخام هناك.
عزل روسيا ماليا
عزل الغرب روسيا عن أجزاء مهمة من البنية التحتية المالية العالمية. وجمدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما من الحلفاء احتياطيا أجنبيا روسيا بقيمة حوالي 300 مليار دولار.
كما حرم الحلفاء بنوكا روسية كبرى من نظام سويفت الذي يدعم معظم المعاملات الدولية. وعملت موسكو على بناء نظام مدفوعات خاص بها، وتتبنى عملات أخرى للتجارة، بينها اليوان الصيني.
التضخم
أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى مفاقمة التضخم العالمي من خلال عرقلة تدفق صادرات الغذاء والنفط والغاز الطبيعي. وارتفعت أسعار الغاز الأوروبية بنسبة 275% في أعقاب الحرب مباشرة، لكنها تراجعت منذ ذاك الحين.
والعام الماضي، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 9.6% في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما بلغت أسعار الحبوب ذروتها بعد الحرب. وبالرغم من تراجع تلك الأسعار لكنها ما زالت تساهم في الأسعار المرتفعة للغذاء حول العالم.