متذرعة بالفيضانات.. روسيا تسحب قواتها من خيرسون
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو سحب قوات بلاده من مدينة خيرسون الأوكرانية، لتفقد موسكو بذلك أول مدينة أوكرانية سيطرت عليها.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن شويغو قوله إنه أمر بسحب القوات الروسية من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بسبب خطر الفيضانات التي تهدد بعزل القوات هناك.
وقال شويغو في تصريحات متلفزة اليوم "نفّذوا انسحاب الجنود".
وعلى صعيد متصل، أقر قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين بأن قرار الانسحاب ليس سهلا.
وكشف سوروفكين، في تصريحات له اليوم عن أنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى خيرسون، مقترحا إنشاء خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.
وأكد أن مناورات انسحاب الجنود ستبدأ قريبًا، دون أن يحدد موعدا دقيقا لذلك.
في الوقت نفسه، أكد مسؤول عسكري روسي أن خسائر قوات بلاده تقل عن خسائر القوات الأوكرانية بسبعة أضعاف، منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي.
كييف تترقب
وفي الجانب الآخر، اعتبر ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أنه من المبكر الحديث عن انسحاب روسي من خيرسون، مشيرا إلى استمرار وجود القوات الروسية في المدينة التي قال إن موسكو تواصل إرسال الدعم لها.
وأشار إلى أن القوات الأوكرانية تعمل وفقًا للخطط على الاستطلاع وتقييم المخاطر والتصدي للتحركات الروسية، واصفا تصريحات موسكو بشأن الانسحاب بأنها "مسرحية".
وتكتسب خيرسون أهمية استراتيجية كبرى، لأنها تقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو، وتعد خط إمداد حيويا للقوات الروسية، ومعبرا للوصول لمجموعة واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وإلى جانب أهميتها الاستراتيجية فإن للمدينة أهمية معنوية كونها أول مدينة أوكرانية تسقط في يد روسيا للحفاظ على خطوط إمداداتها.
ويرى محللون أن الانسحاب الروسي جاء نتيجة الهجمات الأوكرانية المضادة بالقرب من خيرسون الواقعة في جنوبي البلاد، كما أن هذا الانسحاب قد يكون نقطة تحول في الحرب، التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.
واتخذت موسكو تلك الخطوة بعد الهجوم الأوكراني المضاد الذي كان يهدف لاستعادة المدينة، بالإضافة إلى قيام روسيا بترحيل أكثر من 100 ألف من سكانها.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أجرت روسيا استفتاءات في 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها، من بينها خيرسون، لتقرر بعدها ضم تلك المناطق إليها، وتمثل استعادة القوات الأوكرانية المدينة ضربة كبرى عسكريا ونفسيا لموسكو.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ إن أوكرانيا تحظى بدعم أمريكي قوي بصرف النظر عن الحزب الفائز بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي تظهر حتى الآن تقدم الجمهوريين.