هدف دائم للضربات الروسية.. لماذا زابوريجيا؟
منذ بداية عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا أصبحت زابوريجيا هدفا رئيسيا لضربات الجيش الروسي، رغم سيطرته عليها.
وعلى مدار أكثر من سبعة أشهر واصل الجيش الروسي استهداف المدينة الواقعة وسط أوكرانيا، على ضفاف نهر الدنيبر، بينما تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة المدينة النووية الأكبر في أوروبا.
لماذا زابوريجيا؟
ومن أسباب أهمية زابوريجيا وجود محطة نووية كبيرة بها، وتحتوي على ستة مفاعلات، وتسيطر عليها حاليا روسيا، التي تخطط لفصلها وتحويلها إلى شبكتها للطاقة.
وتسيطر موسكو على محطة زابوريجيا النووية رغم أنها لا تزال تدار من جانب مهندسين أوكرانيين.
وفي 30 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية لبلاده بعد استفتاءات رفضها الغرب، وهذه المناطق هي دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا.
والمحطة النووية تعد الأكبر في أوروبا من حيث السعة الإنتاجية، وهي الأكبر بين أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، والتي توفر معا حوالي نصف الكهرباء للبلاد، وتبعد المحطة 125 كيلومترا عن مدينة زابوريجيا.
وتبلغ طاقة كل وحدة من وحدات محطة زابوريجيا 950 ميجاوات بمجموع 5.7 جيجاوات، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتثير المعارك القريبة من المحطة النووية بل استهدافها أحيانا مخاوف عالمية متزايدة من حدوث كارثة نووية، قد تؤدي إلى عواقب وخيمة تطال أوروبا كلها، وسط مطالب دولية بفرض منطقة منزوعة السلاح حول المحطة.
ومنذ بداية الحرب في فبراير/شباط الماضي توقفت المحطة عن العمل عدة مرات، نتيجة تضرر خطوط الطاقة الرئيسية بها من القتال، ولجأت كثيرا إلى الخطوط الاحتياطية، بل أيضا إلى مولدات الديزل لتواصل عملها.
ويوم الخميس الماضي، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنقل ملكية مرافق محطة زابوريجيا للطاقة النووية إلى الحكومة الروسية، وهو ما رفضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
موقع استراتيجي
السبب الثاني لأهمية زابوريجيا هو موقعها الاستراتيجي، حيث تهدف روسيا من السيطرة عليها إلى منع تقدم أوكرانيا في الجزء الجنوبي من البلاد.
وتنفذ القوات الأوكرانية هجوما مضادا على جميع الجبهات منذ بداية سبتمبر/أيلول الماضي، واستعادت القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، بالإضافة إلى مناطق لوجستية مهمة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان، التي عانى فيها الجيش الروسي من وضع صعب، بعد أن كان شبه محاصر.
ويتعرض الجيش الروسي مؤخرا لانتقادات كبيرة في الداخل بسبب المكاسب السريعة التي تحققها أوكرانيا على الأرض، منذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
والسبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تعيين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدا للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فيما بدا أنه اعتراف غير مباشر بالهزائم الأخيرة، التي أثارت انتقادات حادة ونادرة من النخبة في موسكو للجيش، وصلت إلى حد المطالبة بإعدام بعض القادة العسكريين.
وتخلت القوات الروسية الأسبوع الماضي عن بلدة ليمان المهمة استراتيجيا، والتي عادت لسيطرة كييف.
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA==
جزيرة ام اند امز