روسيا تنفي أنباء إنشاء منظمة بديلة لـ"أوبك"
وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يستبعد أن تنشئ منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وبقية منتجي النفط كيانا مشتركا
استبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، أن تنشئ منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وبقية منتجي النفط كيانا مشتركا، وذلك بسبب التعقيدات الإضافية التي ستنتج عن ذلك وأيضا خطر فرض عقوبات أمريكية بدعوى الاحتكار.
وتبذل أوبك وغيرها من كبار منتجي النفط مجهودا مشتركا غير مسبوق منذ نهاية 2016 لخفض إنتاج النفط بهدف دعم الأسعار. وتنتج أوبك وروسيا معا أكثر من 40% من النفط العالمي.
وقال وزير الطاقة الروسي، في تصريحات للصحفيين، اليوم، إن موسكو والسعودية، أكبر منتج في أوبك، توصلا لاتفاق عام بشأن تحويل صيغة "أوبك+" إلى "كيان مؤسسي" وتمديدها حتى نهاية 2019 وما بعده لمراقبة السوق والتحرك بشكل مشترك إذا اقتضى الأمر.
غير أن نوفاك قال إنهم تخلوا عن مثل هذه الفكرة، وقال: "هناك توافق على أنه لن يكون هناك مثل هذه المنظمة لأن هذا يستلزم إجراءات إدارية إضافية فيما يتصل بالتمويل ومسألة تكتل المنتجين مع الجانب الأمريكي".
وأضاف: "أعتقد أن (الدول) غير الأعضاء في أوبك لن توافق، لأنها لا تريد أن تقع تحت طائلة هذه العقوبات".
وقد يعرض تشريع أمريكي مقترح يحمل اسم "نوبك" منظمة أوبك لدعاوى قضائية بزعم الاحتكار، لكنه لا يشهد تحركا منذ فترة طويلة ولمح رؤساء أمريكيون سابقون إلى أنهم سيشهرون حق الرفض في وجه أي خطوة تحول هذا التشريع إلى قانون.
غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتقد أوبك علنا ويتهمها بالمسؤولية عن ارتفاع أسعار النفط ويحثها على زيادة الإنتاج.
وفيما يتعلق بالتعاون المستقبلي مع أوبك، قال نوفاك: "لن تكون هذه منظمة، هذه آلية تعاون ما لنجتمع، ونتباحث، ونتبنى بعض مذكرات التفاهم والقرارات المشتركة".
وفي سياق متصل، قال نوفاك إن تنامي الحماية التجارية وحروب التجارة وعدم إمكانية التنبؤ بسياسات الإدارة الأمريكية قد أسهم مساهمة كبيرة في تقلبات أسعار النفط العالمية على مدى العامين الأخيرين.
وتراجعت أسعار النفط أكثر من الثلث في ربع السنة الحالي.
وقال نوفاك: "كل أوجه عدم التيقن هذه، والتي في السوق الآن: كيف ستتصرف الصين، كيف ستتصرف الهند.. حروب التجارة وعدم إمكانية التنبؤ بالإدارة الأمريكية.. تلك هي العوامل المسببة لتقلب السعر."
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتقد صاخب لأوبك ودائم المطالبة للمنظمة بالعمل على خفض أسعار النفط.
وأبلغ نوفاك الصحفيين أن قرار الولايات المتحدة بالسماح لبعض الدول بتداول النفط الإيراني بعد فرض عقوبات على طهران كان أحد العوامل وراء الاتفاق العالمي المبرم هذا الشهر لخفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا.
كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون كبار آخرون بقيادة روسيا قد اتفقوا على خفض إنتاجهم؛ بدءا من يناير/كانون الثاني المقبل من أجل دعم أسعار النفط.
وقال نوفاك للصحفيين: "لو كانت عقوبات بلا استثناءات على إيران، لما فعلناه" مشيرا إلى خفض الإنتاج.
وأضاف أن روسيا ستخفض إنتاجها ما بين 3-5 ملايين طن في النصف الأول من 2019 في إطار الاتفاق ثم سيكون بمقدورها العودة به إلى 556 مليون طن ما يعادل نحو 11.12 مليون برميل يوميا لعام 2019 بأكمله، دون تغيير عن 2018.