"كاليبر" الروسي يستعرض قوته أمام "توماهوك" الأمريكي بسوريا
كشفت مصادر روسية عسكرية أن الوحدات البحرية الروسية في البحر المتوسط قرب سوريا من أهدافها إظهار قوة موسكو أمام واشنطن وحلفائها.
بدأت موسكو ما يشبه سباقاً واستعراضاً للقوة مع الولايات المتحدة، لإثبات أيهما أكثر تسلحاً وقدرة على الوصول للأهداف في سوريا، عبر تبادل قصف مواقع في سوريا بصواريخ كاليبر الروسية وتوماهوك الأمريكية.
- بالفيديو.. روسيا تقصف داعش في سوريا بصواريخ كروز من البحر المتوسط
- فرقاطة روسية تتجه لطرطوس السورية بعيد القصف الأمريكي
فصباح اليوم الأربعاء، أعلنت وسائل إعلام روسية، أن وحدات بحرية روسية ستقوم بإطلاق صواريخ قرب سواحل سوريا، ضمن فعاليات المشروع التدريبي في الأيام القليلة المقبلة.
وقالت صحيفة "كوميرسانت" نقلاً عن مصدر قريب الصلة من قيادة القوات البحرية الروسية، إنه يجب أن يُظهر المشروع التدريبي استعداد مجموعة الوحدات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط، للرد على التهديدات الناشئة وبخاصة من خلال إطلاق صواريخ "كاليبر".
ولفتت إلى أن مجموعة الوحدات الروسية ضمت سفينتي إنزال وكاسحتي ألغام وبضع سفن مساندة فقط في 7 إبريل/نيسان.
وقالت الصحيفة الروسية، إنه عندما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا بصواريخ "توماهوك"، قررت وزارة الدفاع الروسية أن تُظهر قوة المجموعة البحرية الروسية للدول المشاركة.
ولم تمضِ دقائق على نشر هذا الموضوع على وكالة "سبوتنيك" الروسية حتى نشرت خبرًا آخر مفاده أن الفرقاطة "أميرال إيسين" والغواصة "كراسنودار" في الأسطول البحري الروسي أطلقتا بالفعل صباح الأربعاء 4 صواريخ مجنحة من نوع "كاليبر" على مواقع "داعش" بالقرب من مدينة تدمر بمحافظة حمص بوسط سوريا، وتمت إصابة جميع الأهداف.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن "الغواصة كراسنودار أجرت الإطلاق من تحت الماء".
ورأت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن قرار وزارة الدفاع حقق مردوداً بدليل أن طائرات استطلاع تابعة للقوات البحرية الأمريكية تقوم بمراقبة مسرح المناورات الروسية في شرق البحر المتوسط بصفة مستمرة.
وعن قدرات صواريخ "كاليبر"، قالت "سبوتنيك"، إن استخدامه في قصف مواقع الإرهابيين في سوريا بيَّن أنها تستطيع إصابة الأهداف المطلوب تدميرها على بعد 1500 كيلومتر، وتصيب أهدافها بدقة.
كما أشارت إلى أن مدى "كاليبر" المجدي يبلغ 2500 كيلومتر، كما أنه يستطيع أن يحمل رأساً نووياً.
وسبق هذا الاستعراض الروسي استعراض أمريكي في إبريل/ نيسان الماضي، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها أطلقت 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" على قاعدة القوات الجوية السورية "الشعيرات"، وأن 58 صاروخاً وصلت إلى الهدف.
غير أن صحيفة "نيزافيسيميا جازيتا" الروسية شككت في هذه المعلومة، قائلة إن 23 صاروخاً أمريكياً فقط وصلت إلى القاعدة السورية.
أما بقية الصواريخ الـ36 التي لم تصل إلى الهدف المطلوب فتم إسقاطها على يد مقاتلات روسية، بحسب الصحيفة.
ومن اللافت أن أهداف الصواريخ الأمريكية والروسية كلاهما كانت في محافظة حمص بوسط روسيا، وكأنه اختبار لكل منهما لتثبت قوة مدى صواريخها أمام الآخر.
وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن "توماهوك" هي صواريخ كروز (موجهة) متوسطة المدى، وهذا يعني أن مداها يتراوح بين حوالى 800 ميل (1250 كيلومتراً) إلى 1500 ميل (2500 كيلومتر).
وجرى إطلاقها من البحر، وتحلق على ارتفاع منخفض قريب نسبياً من الأرض، وتُوجه بواسطة نظام ملاحة متقدمة، ما يعني أن الولايات المتحدة يمكن أن تستهدف القاعدة الجوية في سوريا من بعيد.
واستخدمت الولايات المتحدة هذه الصواريخ لأول مرة في عملية "عاصفة الصحراء" ضد العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين عام 1990، وبدأت استخدمها في العمليات منذ ذلك الحين، ويمكن تجهيزها برؤوس حربية تقليدية زنة 1000 رطل، وفقاً للبحرية الأمريكية.
من ناحية أخرى، ومن باب القصف الدبلوماسي، فقد قالت المتحدثة باسم وزراة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، إن ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب.
وجاءت تصريحات زاخاروفا عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية عن قصف الصواريخ الروسية "كاليبر" لمواقع لداعش.
وأشارت زاخاروفا إلى أن ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "لا تسهم في حل الأمور وتزيد تأزم الوضع في سوريا"، واصفة إياها بأنها "غير مدروسة".