روسيا تستيقظ على صدمة بسوق النفط الأوروبية.. أمريكا المستفيد
حصة روسيا بسوق النفط الأوروبية مهددة وسط صادرات عند قاع 20 عاما
هذا ما لم يكن في حسبان الدب الروسي، فعلى البرغم من دور موسكو في تعافي أسواق النفط وعودة أسعار الخام للتماسك بدعم اتفاق أوبك+، فإن واردات أوروبا من الخام الروسي شكلت صدمة لصادرات روسيا.
وأظهرت بيانات من متعاملين ورفينيتيف أيكون أن صادرات روسيا النفطية إلى أوروبا تتجه لتسجيل أدنى مستوياتها خلال 20 عاما في يوليو/ تموز المقبل، إذ سمح اتفاق لخفض المعروض "اتفاق أوبك+" لمنتجين آخرين أن يحلوا محل موسكو.
- هل ترتد موسكو على اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط؟
- اجتماع أوبك الافتراضي.. محاولة أخيرة لكبح كورونا وإنعاش النفط
من المقرر أن تقلص روسيا إمدادات خام الأورال المنقولة بحرا إلى أوروبا الشهر المقبل إلى 3.8 مليون طن (900 ألف برميل يوميا)، وهو أدنى مستوى منذ 1999 عندما تولى الرئيس فلاديمير بوتين السلطة لأول مرة كرئيس للوزراء.
ومنتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من كبار المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا، فيما يُعرف باسم مجموعة أوبك+، الإنتاج بوتيرة قياسية قدرها 9.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 10% من الإمدادات العالمية، بعد أن انخفض الطلب على النفط بمقدار الثلث خلال الأزمة.
وقال مصدر تجاري "هذه صدمة للجميع... حتى تكرير النفط الأمريكي حاليا أربح... الطلبات على إمدادات النفط القادمة من الولايات المتحدة زادت."
وأظهرت بيانات رفينيتيف أيكون أن تدفقات النفط الخفيف من الولايات المتحدة إلى أوروبا اقتربت في مايو/ أيار الماضي ويونيو/ حزيران الجاري من ثلاثة ملايين طن، وهو ما يقل مليون طن فقط عن الذروة التي بلغتها في مارس/ آذار الماضي.
ومازالت الإمدادات من الولايات المتحدة إلى أوروبا وافرة بالرغم من تراجع إنتاج النفط الأمريكي 2.1 مليون برميل يوميا من مارس/ آذار الماضي، حين هوت أسعار الخام بسبب فائض الإنتاج وتداعيات أزمة فيروس كورونا.
وفي الفترة من مايو/ أيار الماضي إلى يوليو/ تموز المقبل، ينخفض إنتاج روسيا بمقدار مليوني برميل يوميا بسبب الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط، والذي لا تشارك فيه واشنطن. وفي ظل قلة المعروض من الأورال، قفزت أسعاره، ليتفاقم تضرر الطلب.
ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، يجري تداول الأورال بعلاوة باهظة تزيد على دولارين للبرميل فوق خام القياس العالمي برنت المؤرخ، وذلك ارتفاعا من خصم بنحو أربعة دولارات للبرميل.
تضررت أيضا مبيعات الخام الروسية نتيجة تعافي إنتاج النفط في أوروبا، حيث عانى الإنتاج ركودا لعقود إلى أن دشنت النرويج في العام الماضي حقل يوهان سفيردرب النفطي العملاق.
يقل محتوى الكبريت بالخام النرويجي الجديد، مزيج جيه.إس، عنه في الأورال، مما يجعله أكثر جاذبية بالنسبة لبعض المصافي. وفوق ذلك، لا تشارك النرويج في التخفيضات العالمية ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج يوهان سفيردروب إلى 440 ألف برميل يوميا هذا الصيف.
وقال متعامل بمصفاة أوروبية "هناك احتمال كبير لعدم العثور شحنة (أورال) من الأساس، لذا نبحث من البداية عن بدائل."
- النفط يتجه لتعاف متواضع
وفي المقابل، خلص اليوم الثلاثاء استطلاع أجرته رويترز إلى أن أسعار النفط ستتماسك حول 40 دولارا للبرميل هذا العام، مع تعاف يكتسب زخما في الربع الرابع من العام وفي 2021 بدعم من تخفيضات إنتاج تقودها أوبك ومع خروج الاقتصادات ببطء من الإغلاق العام المرتبط بفيروس كورونا.
وتوقع المسح الذي شمل 45 محللا أن يسجل خام القياس برنت في المتوسط 40.41 دولار للبرميل في 2020 ارتفاعا من توقعات عند 37.58 دولار في مسح مماثل الشهر الماضي.
وبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي منذ بداية العام 42.10 دولار. وفي التعاملات اليوم نزل قليلا عن 42 دولارا للبرميل، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 39.19 دولار.
ويقدر الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 36.10 دولار للبرميل هذا العام ارتفاعا من توقعات عند 32.78 دولار في استطلاع مايو/ أيار الماضي، وهو ما يعزز المكاسب الأمريكية من اتفاق أوبك+.
ومن بين 37 مشاركا في كلا استطلاعي مايو/ أيار الماضي ويونيو/ حزيران الجاري، رفع 26 توقعاتهم لبرنت في 2020.
وقال هاري تشيلينجيريان مدير أبحاث السلع في بي.إن.بي باريبا "وتيرة التعافي ستظل متواضعة في الربع الثالث".
لكنه قال إنها سوف "تتسارع في الربع الأخير في ظل تأثير كل من قيود طوعية من منتجي أوبك+ وتراجعات إنتاج يتسبب فيها وضع السوق وتعاف لاحق للطلب مع عودة النشاط الاقتصادي بدعم من إجراءات تحفيز نقدي ومالي".