هل ترتد موسكو على اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط؟
رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي يرى أنه لا جدوى من تمديد تخفيضات صارمة لإنتاج النفط العالمي مع تعافي اقتصادات في أنحاء العالم
فيما يبدو أنه ارتداد على مواصلة العمل بقيود اتفاق خفض إنتاج النفط الصارمة لما يعرف بمجموعة أوبك+، دعا أحد أبرز مفاوضي روسيا إلى تقليص قيود الاتفاق.
ومنتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها من كبار المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا، فيما يُعرف باسم مجموعة أوبك+، الإنتاج بوتيرة قياسية قدرها 9.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 10% من الإمدادات العالمية، بعد أن انخفض الطلب على النفط بمقدار الثلث خلال الأزمة.
ونقلت وكالة رويترز عن كيريل ديمترييف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي تصريحاته لصحيفة آر.بي.سي اليومية أنه لا يرى جدوى من تمديد تخفيضات صارمة لإنتاج النفط العالمي مع تعافي اقتصادات في أنحاء العالم والطلب على النفط من تراجعات ناجمة عن أزمة فيروس كورونا.
وتعافت أسعار النفط إلى 42 دولارا للبرميل من أدنى مستوى في 21 عاما عند ما يقل عن 16 دولارا في أبريل نيسان. وتعود بذلك الأسعار مجددا إلى المستوى الذي تحقق روسيا عنده توازنا في ميزانيتها وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك هذا الأسبوع إن موسكو تشعر بالرضا إزاء السعر الحالي.
وقال ديمترييف، أحد كبار مفاوضي موسكو، لصحيفة آر.بي.سي اليومية "نرى بالفعل أن الاقتصادات بدأت تخرج من فيروس كورونا والأسواق تتعافى، مما يدعم طلب النفط، لذا لا جدوى لتمديد القيود الصارمة لأكثر من شهر (بعد يوليو تموز)".
وتشير تعليقات ديمترييف، أحد كبار مفاوضي موسكو في محادثات النفط، إلى أن روسيا تريد تخفيف التخفيضات اعتبارا من أغسطس/آب وفقا لما تتضمنه الخطة القائمة.
وأمس الخميس، تركت لجنة من مجموعة أوبك+ للمنتجين الباب مفتوحا أمام تمديد أو تخفيف تلك التخفيضات اعتبارا من أغسطس آب، بينما مارست ضغطا على عدد من الدول، مثل العراق وقازاخستان، لتحسين معدل التزامها.
وتدعو الخطط الحالية إلى تقليص الخفض إلى 7.7 مليون برميل يوميا اعتبارا من أغسطس/آب وأن يظل عند ذلك المستوى حتى ديسمبر/كانون الأول. وتنطوي على المزيد من التقليص، مع تخفيف الخفض إلى 5.8 مليون برميل يوميا اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2021 حتى أبريل/نيسان 2022 حين من المقرر أن ينتهي أجل الاتفاق.
متانة الأسعار
وقال جيفري هالي محلل السوق لدى أواندا إن الأسعار تبدي "متانة عند تلك المستويات، إذ تتجاهل أسواق النفط المخاوف التي تدور حول فئات أخرى من الأصول في الوقت الراهن".
وأضاف "يشير ذلك إلى أن الأسعار تتلقى الدعم من المشترين الحاضرين وهو أمر محل ترحيب إذ أنه يعني أن الطلب الحاضر في أنحاء العالم يتعافى، مع ما يترتب على ذلك من آثار على النمو الاقتصادي".
وأوضح فيل فلين، كبير محللي سوق النفط لدى برايس فيوتشرز جروب في شيكاجو، "سنلحظ التزاما أكبر من أوبك.. أعتقد أن السعر كان سيصبح أعلى بكثير لو لم تكن هذه المخاوف من فيروس كورونا."
من جهته قال بنك إيه.إن.زد إن تعليقات صادرة عن شركتي تجارة النفط العالميتين فيتول وترافيجورا بشأن انتعاش الطلب على النفط في يونيو/حزيران، أوردتها بلومبرج، تقدم الدعم أيضا للسوق.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز