من حرب العراق إلى كورونا.. كيف كانت رحلة النفط في 20 عاما؟
يحوم سعر برميل النفط حاليا قرب 40 دولارا بالنسبة لبرميل برنت، دون طموحات البلدان المنتجة للخام
يحوم سعر برميل النفط حاليا قرب 40 دولارا بالنسبة لبرميل برنت، دون طموحات البلدان المنتجة للخام، وأقل من سعر التوازن لغالبية المنتجين خلال موازنة العام الجاري 2020، بحسب ما تظهره البيانات المالية لمنتجين رئيسيين مثل روسيا والسعودية والولايات المتحدة.
إلا أن السعر الحالي، يعتبر أفضل بكثير من الأسعار التي سجلها البرميل خلال أبريل/ نيسان الماضي، حينما وصل السعر إلى 14 دولارا للبرميل الواحد، مدفوعا بتخمة المعروض وتراجع الطلب نتيجة تفشي جائحة كورونا.
- توتر بين الصين والهند.. كيف يتأثر النفط مع فرضية التصعيد العسكري؟
- انتفاضة النفط تشعل الحرب بين الذهب والسندات
لكن.. كيف تطورت أسعار النفط الخام منذ مطلع الألفية الجديدة؟ التي شهدت تطورات متلاحقة أثرت على تسعيرة الخام، بدءا من الحرب على العراق امتدادا للأزمة المالية العالمية، وثورات الربيع العربي، والعقوبات على روسيا، والتوترات الجيوسياسية مع إيران.
استهلت أسعار خام برنت مطلع الألفية الجديدة بسعر 25.1 دولارا للبرميل الواحد، وسط تحسن في الطلب العالمي على الخام، خاصة من جانب الصين، ودول في شرق وجنوب شرق آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
الحرب الأمريكية على العراق
وبدأت الأسعار تسجل وتيرة صاعدة مع انتهاء الحرب الأمريكية على العراق في 2003، التي استمرت من 19 مارس/ آذار إلى 1 مايو/ أيار 2003، لكن التبعات على أسعار الخام ظلت متواصلة لما بعد هذا التاريخ.
بداية 2003، كان سعر خام برنت يحوم حول 23 دولارا للبرميل، إلا أن التخوفات من نقص إمدادات الخام عالميا، دفعت الأسعار صعودا اعتبارا من 2004 إلى متوسط 35 دولارا للبرميل الواحد.
وواصلت الأسعار ارتفاعاتها طيلة 2004 وحتى النصف الأول 2006 إلى متوسط سعر 70 دولارا للبرميل، مدفوعة بزيادة حادة على الطلب من جانب الصين، الي زاد استهلاكها إلى 9 ملايين برميل يوميا، مقارنة مع 7.5 ملايين برميل في 2004.
وبعد تراجع في النصف الثاني 2006 إلى متوسط 62 دولارا للبرميل، عاود الصعود ليكون عنوان المرحلة في 2007 وحتى النصف الأول 2008، مع تسارع وتيرة الطلب على الخام بشكل غير مسبوق بقيادة الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة.
في النصف الأول 2008، بلغ سعر برميل خام برنت 146 دولارا، وهو أعلى سعر في تاريخ صناعة النفط الخام منذ نهاية القرن التاسع عشر وبالتحديد منذ عام 1870؛ قبل أن يبدأ رحلة هبوط غير متوقعة، تحت ضغوط الأزمة المالية العالمية.
ومع ضرب مفاصل الاقتصاد العالمي خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وجدت الدول التي سجلت ارتفاعا في وتيرة الطلب، تراجعا في الطلب العالمي على السلع (الاستهلاك)، ليستقر سعر برميل برنت عند 45 دولارا للبرميل، فاقدا 69% من قيمته.
إلا أن الأسعار استعادت جزءا من خسارتها في 2009 و2010، مع ظهور بوادر تحسن اقتصادي عالمي، وإجراءات لإنقاذ القطاع الخاص للدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بما فيه منطقة اليورو.
وفي الفترة بين 2009 ونهاية 2010، راوح سعر برميل برنت بين 63 - 71 دولارا للبرميل، قبل أن تقفز فوق 100 دولار للبرميل مع ظهور توترات في بلدان منتجة للخام مثل سوريا وليبيا وتونس، وتوترات مرتبطة بإيران.
توترات ليبيا وسوريا وإيران
وبسبب توترات ليبيا وسوريا وإيران التي تعرضت لعقوبات أمريكية ودولية في 2012، ظهرت تخوفات تأثر سلسلة الإمدادات العالمية، ليبلغ سعر برميل النفط بين عامي 2011 و2012، نحو 116 دولارا لبرميل خام برنت.
وظلت الأسعار متباينة بين 100 و115 دولارا حتى نهاية أغسطس/ آب 2014، بعدها تعرضت أسواق النفط لانخفاض حاد مدفوعا بزيادة الإنتاج وظهور تخمة عالمية في المعروض.
وتراجع سعر برميل النفط في 2015 لمتوسط 35 دولارا للبرميل، ووصل 27 دولارا مطلع 2016، قبل أن تبدأ دول أوبك ومنتجين آخرين البحث عن قنوات للخروج من أزمة انهيار الأسعار، حتى توصلوا لاتفاق خفض إنتاج مطلع 2017.
ودفع اتفاق خفض الإنتاج مطلع 2017 إلى تحسن الأسعار صوب 45 دولارا للبرميل، ووواصل تحسنه في 2018 مع تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام، ليبلغ متوسط خام برنت 70 دولارا للبرميل.
وفي 2019، تم الاتفاق على خفض للإنتاج لمدة 6 شهور تم تمديده حتى نهاية مارس/ آذار 2020، راوح خلالها سعر البرميل بين 50 - 75 دولارا للبرميل، قبل أن يهبط لأدنى مستوى منذ 22 عاما في أبريل 2020.
وبلغ سعر البرميل في أبريل الماضي 14 دولارا لبرميل برنت نتيجة ضعف الطلب الناتج عن تفشي جائحة كورونا، وارتفاع حاد في المعروض، مع سباق المنتجين للحفاظ على حصصهم السوقية، إلا أن اتفاقا بدأ تنفيذه مطلع مايو الماضي، أعاد جزءا من الاستقرار للسوق.