هجمات في الشرق والشمال.. أوكرانيا تئن تحت الضغط الروسي
بعد مرور أكثر من عامين على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بدا الطرفان المتحاربان يسعيان لحرب طويلة الأمد.
فأوكرانيا التي تعاني نقصا في الدفاعات الجوية، تتعرض لضغوط شديدة في الشرق، وتواجه -أيضا- هجوما في الشمال على منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا. وهذا الهجوم الذي أدى إلى توسيع منطقة القتال، أجبرها على إرسال تعزيزات.
فما أبرز تطورات الحرب؟
أودى قصف صاروخي روسي بسبعة أشخاص على الأقل الخميس في خاركيف، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في شمال شرق أوكرانيا، حيث يشنّ الجيش الروسي هجوما منذ نحو أسبوعين.
وعلى الجبهة الشرقية، حيث حققت القوات الروسية سلسلة من النجاحات التكتيكية ضد الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الموارد، أعلنت موسكو سيطرتها على قرية أندرييفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق).
وقال مكتب المدعي العام الإقليمي على «تلغرام»، إن ضربة جديدة الخميس على خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد والعاصمة الإقليمية، تسببت في مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين.
وصرح المكتب أن "صواريخ أصابت مطبعة" في منطقة أوسنوفيانسكي جنوب المدينة.
وبحسب السلطات الأوكرانية، فإن هذه المدينة التي كان عدد سكانها قبل العملية العسكرية 1,5 مليون نسمة، تعرضت في الصباح لقصف بـ15 صاروخا.
كما أصيب سبعة أشخاص في هجوم على وسط مدينة ليوبوتين الواقعة غرب خاركيف، وهو هجوم أدى أيضا إلى تدمير متنزه ومتاجر ومركبات، وفقا لمكتب المدعي العام الإقليمي.
وفي منطقة زابوريجيا (جنوب)، قُتل مدني يبلغ 74 عاما في قصف مدفعي أثناء تواجده في باحة منزله بقرية مالا توكماتشكا، بحسب ما أفاد حاكم الإقليم إيفان فيدوروف.
وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إثر الهجوم على خاركيف عن عدم كفاية الدفاعات الجوية التي تسلمتها بلاده من حلفائها الغربيين.
وقال زيلينسكي عبر منصة إكس إن "الجيش الروسي يستفيد من أن أوكرانيا لا تتمتّع بحماية كافية في مجال الدفاع الجوي"، مضيفًا: "هذا الضعف ليس ضعفنا، بل ضعف العالم".
وفي 10 مايو/أيار، أطلقت روسيا هجوما بريا جديدا على منطقة خاركيف، وسيطرت على عدة قرى وحققت أكبر مكاسبها الميدانية منذ نهاية عام 2022.
وقال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف الخميس إنه منذ بدء الهجوم الجديد، أُجبر ما يقرب من 11 ألف مدني على مغادرة منازلهم.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن جيشه شن الهجوم على خاركيف لإنشاء منطقة عازلة تهدف إلى حماية المناطق الحدودية الروسية من الهجمات الأوكرانية.
ماذا عن روسيا؟
الخميس، أعلنت السلطات الروسية مقتل شخصين في هجمات أوكرانية على منطقة بيلغورود الحدودية ومنطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) التي يحتلها الجيش الروسي جزئيا.
ويعاني الجيش الأوكراني من الضعف بسبب نقص القوات والتأخير الكبير في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
ومنذ فشل هجومه المضاد في صيف 2023، فقد الجيش الأوكراني زمام المبادرة وتعرض لهجمات من القوات الروسية، الأكثر عددا والأفضل تسليحا والتي توسع سيطرتها في شرق البلاد دون أن تتمكن من تحقيق اختراقات عميقة.
وفي ظل هذا الزخم، أعلنت روسيا الخميس سيطرتها على قرية أندرييفكا على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب مدينة باخموت التي سيطرت عليها في مايو/أيار 2023 بعد معركة استمرت عشرة أشهر.
في اليوم السابق، أعلنت روسيا السيطرة على قرية كليشتشييفكا القريبة جدا من أندرييفكا، وهي إحدى المناطق القليلة التي حررتها أوكرانيا في عام 2023.
عودة أطفال
ورغم الحرب، إلا أن مفاوضات البلدين لم يسدل الستار عليها؛ فمسؤولون في كييف قالوا إن 13 طفلا أوكرانيا عادوا إلى بلادهم اليوم الخميس قادمين من روسيا وأراض أوكرانية خاضعة للسيطرة الروسية.
وذكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تلغرام: "جرى استقبال الأطفال بالفعل في بلدهم".
ونشرت وكالة تاس الروسية للأنباء تقريرا أمس الأربعاء جاء فيه أن موسكو سلمت أكثر من ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و17 عاما.
وقال دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا إن سبعة أطفال أُعيدوا من أراض تسيطر عليها روسيا.
حرب طويلة الأمد؟
وعلى طريقها للإصلاح بهدف تحقيق النصر في أوكرانيا، أجرت روسيا عملية تطهير واسعة النطاق في مناصب الجيش العليا، فخلال الأسابيع الأخيرة أوقفت أربعة جنرالات وقادة عسكريين على الأقل بتهمة الفساد.
وذكرت وسائل إعلام روسية الخميس أن محكمة عسكرية أمرت بتوقيف الجنرال فاديم شامارين، نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية. ووضع شامارين رهن الاحتجاز الاحتياطي، بتهمة "قبول رشوة مهمة"، ليكون آخر من دفع ثمناً في إطار عملية التطهير.
ويواجه هذا الجنرال الرفيع المستوى والمسؤول عن الاتصالات، وهي مجال واجهت فيه القوات الروسية مشاكل كبيرة في بداية العملية العسكرية وفقًا لمحللين، عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عامًا.
ومنذ نهاية أبريل/نيسان، أوقف مسؤولان آخران رفيعا المستوى في الجيش الروسي، هما تيمور إيفانوف نائب وزير الدفاع، ويوري كوزنيتسوف المسؤول عن الموارد البشرية.
وأقيل نائب وزير آخر على الأقل، وهو يوري سادوفينكو، وحل مكانه مدقق الحسابات في ديوان المحاسبة أوليغ سافيلييف.
والثلاثاء، أوقف القائد السابق للوحدة 58 في الجيش الروسي المقاتلة في أوكرانيا الجنرال إيفان بوبوف، بتهمة "الاحتيال".
ونفى الكرملين الخميس تنفيذ "حملة" تطهير تستهدف كبار المسؤولين العسكريين الروس في أعقاب موجة من التوقيفات داخل وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن "الحرب ضد الفساد جهد متواصل. إنها ليست حملة. إنها جزء لا يتجزأ من أنشطة وكالات إنفاذ القانون".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA==
جزيرة ام اند امز