الدب الروسي يستقطب النمور الآسيوية بغاز القطب الشمالي
"نوفاتيك" الروسية أطلقت مشروعا ضخما للغاز المسال في القطب الشمالي مع شركاء صينيين ويابانيين وفرنسيين بقيمة أكثر من 21 مليار دولار
بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطوات العملية للترويج للاستثمار في أقصى الشرق في روسيا، عبر فتح أبواب بلاده أمام الاستثمارات الأسيوية وخاصة اليابان، وأعلن بوتين اليوم الخميس، إطلاق مشروع ضخم للغاز في منطقة القطب الشمالي يستهدف الأسواق الآسيوية.
ويأتي تحول الدب الروسي نحو نمور آسيا الاقتصادية بعد أن تضرر اقتصادها جراء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عام 2014.
- روسيا تعلن إطلاق مشروع ضخم للغاز في القطب الشمالي
- الإمارات تعرض رحلة نجاحها بـ"منتدى الشرق الاقتصادي" في روسيا
وأشاد بوتين بأقصى شرق روسيا كوجهة مهمة للاستثمار خلال منتدى الشرق الاقتصادي الذي حضره زعماء آسيويون من بينهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في فلاديفوستوك على المحيط الهادئ.
وقال بوتين إنّ المنطقة مليئة "بأشخاص مجتهدين ومفعمين بالحيوية" و"صناعات للمستقبل" و"أغنى احتياطيات الموارد الطبيعية"، وأبلغ حضور الجلسة العامة للمنتدى "استغلوا هذه الفرص".
وتنظم موسكو هذا المنتدى بانتظام منذ عام 2015 في إطار مساعيها لتعزيز علاقاتها مع آسيا وسط توترات مع الغرب.
والخميس، أعلنت المجموعة الروسية "نوفاتيك" إطلاق مشروع ضخم للغاز المسال في القطب الشمالي مع شركاء صينيين ويابانيين وفرنسيين.
وقالت الشركة، وهي أكبر منتج مستقل للغاز الطبيعي في روسيا، إن "قرار استثمار نهائيا" تم التوصل إليه بشأن تمويل مشروع الغاز المسال-2 في القطب الشمالي (اركتيك ال ان جي-2) بقيمة 21,3 مليار دولار، الذي يفترض أن ينتج أول شحنة من الغاز المسال في 2023.
وتملك "نوفاتيك" 60% من المشروع، مع شركاء هم الفرنسية توتال (10 %) والصينيتان "تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن" (10 %) و"تشاينا ناشونال أوفشور أويل كوربوريشن الصينيتين" (10 %)، واليابانية "ميتسوي-جوغميغ" (10 %).
ويقضي المشروع ببناء مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في شبه جزيرة جيدان في المنطقة الروسية من القطب الشمالي، ما سيعزز موقع روسيا كمنتج كبير للغاز المسال.
بدروها، أعلنت شركة "سيبور القابضة" الروسية لصناعة البتروكيماويات الخميس توصلها لاتفاق مع عملاق الغاز "غازبروم" لإمدادها بالغاز المسال لمصنع جديد على الحدود مع الصين سينتج البوليمرات لإنتاج البلاستيك الصيني.
وفي كلمته أمام الجلسة العامة، أشاد آبي بالروابط التجارية المتنامية لليابان مع روسيا وتنمية موسكو للقطب الشمالي باستخدام التكنولوجيا الحديثة وسفن إذابة الجليد.
وقال آبي إنّ مشروع الغاز المسال-2 في القطب الشمالي (اركتيك ال ان جي-2) سيحقق "الربط الكبير" بين المحيط القطبي الشمالي والمحيط الهادئ.
وتابع "لأول مرة في التاريخ البشري، سيصبح هذان المحيطان شيئا واحدا وسيخلق هذا طريقا سريعا رائعا للتوزيع".
وحض آبي بوتين على توقيع معاهدة سلام؛ لتجاوز خلافات البلدين حول جزر الكوريل الأربع المتنازع عليه.
لكن بوتين قال: "من النظرة الأولى، يبدو الأمر سهلا، لكن هناك الكثير من المسائل المتعلقة بتوقيع معاهدة سلام"، مشيرا بشكل خاص إلى التزامات اليابان العسكرية تجاه الولايات المتحدة.
وتقع هذه الجزر البركانية بين بحر أوخوتسك والمحيط الهادئ، وتسميها روسيا "الكوريل الجنوبية" فيما تدعوها اليابان "أراضي الشمال"، وتعتبر طوكيو الجزر التي يسكنها 20 ألف شخص وضمها الاتحاد السوفيتي عام 1945 "جزءاً لا يتجزأ من أراضي اليابان".
وقرر آبي وبوتين حلّ المشكلة باعتبارها أولوية، والتقيا 27 مرة منذ عام 2013.
وقال مودي، في كلمته أمام المنتدى، إنّ الهند تتطلع "للسير يدا في يد مع روسيا في هذه الرحلة الاستشرافية" لتنمية الروابط الاقتصادية في الشرق الأقصى.
وأضاف أنّ الهند ستوفر خط ائتمان يبلغ مليار دولار لدعم الاستثمار في أقصى شرق روسيا.
- روسيا تنشط صادرات النفط بخفض الرسوم الجمركية على الخام
- رغم زيادة إنتاجها.. روسيا تؤكد التزامها باتفاق أوبك+
وقضى مودي وبوتين أغلب وقتيهما في اليوم الأول للمنتدى سويا، حيث جابا حوض بناء سفن تابع للبحرية الروسية وقد وصفا بعضهما البعض بالأصدقاء "المقربين" و"العظماء".
ولم يتم الإعلان عن صفقات رئيسية خلال مباحثاتهما، لكنّهما دعيا في بيان مشترك إلى تعاون أكبر يتضمن تأسيس شركات مشتركة في الهند لتطوير وصناعة الطيران المدني.
والهند من أبرز مشتري الصناعات العسكرية الروسية ووقع البلدان اتفاقا للإنتاج المشترك لمروحيات كاموف كا-226 العسكرية.
واستضاف بوتين الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي في يونيو/حزيران الفائت.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز