"أوقفوا الحرب".. ملك الفحم والأسمدة الروسي يحذر من أزمة عالمية
وجه الملياردير الروسي أندريه ميلنيشينكو رسالة تحذيرية من أزمة غذاء عالمية بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ووصف الملياردير الروسي، الذي يلقب بملك الفحم والأسمدة، اليوم الإثنين، الحرب في أوكرانيا بأنها مأساة يجب وقفها وإلا ستكون هناك أزمة غذاء عالمية لأن أسعار الأسمدة مرتفعة بالفعل بالنسبة لكثير من المزارعين.
وكان عدد من أغنى رجال الأعمال في روسيا قد دعوا علانية إلى السلام منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالغزو في 24 فبراير/شباط الماضي.
وفرض الغرب عقوبات على رجال أعمال روس ومنها عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على ميلنيشينكو وجمد أصول الدولة الروسية وعزل كثيرا من الشركات الروسية عن الاقتصاد العالمي وذلك في محاولة لإرغام بوتين على تغيير المسار.
وقال ميلنيشينكو (50 عاما) وهو روسي لكنه مولود في روسيا البيضاء ووالدته أوكرانية لرويترز في بيان أرسله المتحدث باسمه عبر البريد الإلكتروني "الأحداث في أوكرانيا مأساوية حقا. نحن بحاجة ماسة للسلام".
وأضاف "بصفتي روسي الجنسية ومولود في روسيا البيضاء وتربطني صلة دم بأوكرانيا فإنني أشعر بألم كبير وعدم التصديق وأنا أشاهد شعوبا شقيقة تتقاتل وتموت".
ويقول بوتين إن الروس والأوكرانيين شعب واحد في الأساس وإن تحركه "عملية عسكرية خاصة" ضرورية لأن الولايات المتحدة تستغل أوكرانيا في تهديد روسيا وإن الناطقين باللغة الروسية مضطهدون في أوكرانيا.
وأثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أنها حدث جيوسياسي سيكون له ما بعده من التداعيات العالمية الخطيرة التي تتجاوز الجوانب العسكرية للصراع إلى مصير العالم ككل.
فمن المرجح أن يواجه العالم آثارا طويلة المدى على إمدادات الغذاء والوقود التي تنشأ في كل من أوكرانيا وروسيا والتي أصبحت مهددة الآن بسبب العمليات العسكرية ومجموعة العقوبات المفروضة على موسكو من قبل المجتمع الدولي.
أثر أوسع
وكشفت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، عن تأثير واسع ومتعدد الأوجه على النظام العالمي.
تداعيات الحرب لن تقف على البلدان الأوروبية المجاورة، بل ستطال الأراضي البعيدة في أمريكا الشمالية والجنوبية، وأفريقيا، وآسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط.
وسيحصل العالم العربي على نصيبه من هذه التأثيرات لأنه مستورد رئيسي للمواد الغذائية الأساسية من أوكرانيا وروسيا ولاعب مهم في سوق الطاقة الدولي.
سلة خبز أوروبا
ويُطلق على أوكرانيا تاريخياً لقب سلة خبز أوروبا، حيث تنعم البلاد بأخصب تربة على وجه الأرض ومناسبة بشكل خاص لزراعة الحبوب مثل القمح والشعير والذرة، ما جعل أوكرانيا مصدرًا عالميًا مهمًا للغذاء.
ووفقًا لمحلل الأغذية والزراعة أليكس سميث، صدرت البلاد 18 مليون طن متري من القمح في عام 2020، مما يجعلها خامس أكبر مصدر للقمح في العالم.
وأفاد أوليفر موريسون في موقع Foodnavigator.com، بأن أوكرانيا تمثل 12% من صادرات القمح العالمية، و 16% من الذرة و18% من الشعير.
لذلك، ليس من المستغرب على الإطلاق أن يعرب المستهلكون الأوروبيون عن مخاوفهم الجادة في الأيام الأخيرة بشأن ارتفاع أسعار السلع مثل الخبز والمخبوزات.
ضربة عربية
لا يقتصر هذا الخوف على أوروبا عندما يكون أحد العوامل في القائمة الطويلة للمستهلكين الدوليين للمنتجات الزراعية الأوكرانية، بما في ذلك تلك الموجودة في الشرق الأوسط.
دول مثل تركيا وإيران ومصر ولبنان واليمن وليبيا من بين أكبر مشتري الحبوب من أوكرانيا أو روسيا.
وكما يشير سميث، فإن 50% من استهلاك القمح في لبنان في عام 2020 ، و43% في ليبيا ، و22% في اليمن، و14% في مصر جاء من أوكرانيا.
وبالتالي، فإن التهديد بالاضطراب والنقص وارتفاع الأسعار العالمية الناجم عن حرب أوكرانيا هو أمر حقيقي ومقلق لهذه البلدان، وكذلك للعديد من البلدان الأخرى.
ومن المؤكد أن توقع الجوع، وارتفاع معدلات الفقر، وأعمال الشغب الغذائية المحتملة في أجزاء من العالم ليس تنبؤًا مثيرًا للقلق أو بعيد المنال.
وأكد رئيس معهد إيفو الألماني الاقتصادي كليمنس فوست أن ارتفاع أسعار الحبوب والمواد الغذائية بسبب حرب أوكرانيا سيؤثر على الدول الفقيرة.
وفي تصريحات لمحطة تلفزيون "فونيكس"، قال فوست، يوم الثلاثاء الماضي، إن روسيا وأوكرانيا منتجان مهمان للمواد الغذائية.
وأضاف: "أسعار المواد الغذائية ترتفع على نحو كبير وسيؤثر هذا على دول فقيرة ومنها على سبيل المثال في أفريقيا".
وتابع: "هذا تحد كبير، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك في هذا الشأن، إذ لا ينبغي علينا أن ننسى هذه الدول رغم كل التركيز على أوكرانيا".
يذكر أن عمليات الشراء الحالية المدفوعة بالذعر لتكوين مخزونات في المنازل أدت إلى ارتفاعات شديدة في الأسعار.
ورأى الباحث الاقتصادي أن اعتماد روسيا على الغاز الروسي يمثل تحديا كبيرا مشيرا إلى أن الغاز والنفط لا يزالان يتدفقان من روسيا، وقال إن المقاطعة ستضع روسيا تحت ضغط لكنها ستؤثر أيضا على ألمانيا ودول شرق أوروبا.
وتابع فوست أن سلاسل التوريد وأسعار المستهلكين ستعتمد على " كيفية سير الصراع لاحقا وما إذا كان سيتم وقف توريدات النفط من روسيا، فإذا استمر الصراع، فسيكون لدينا مشكلة خطيرة في الاقتصاد العالمي برمته".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg
جزيرة ام اند امز