رسالة على صاروخ.. الغرب وروسيا يتحدان في مسقط رأس زيلينسكي
رسالة مبطنة لكنها قاتلة أرسلتها موسكو إلى الرئيس الأوكراني في مسقط رأسه، عبر وسيط غربي، في فصل جديد بالحرب المستمرة منذ عام ونصف.
وقالت أوكرانيا إن الصواريخ الروسية التي قتلت 15 شخصا في أدويسا وكريفي ريه هذا الأسبوع احتوت على إلكترونيات غربية الصنع، تمكنت موسكو من استيرادها عبر دول ثالثة.
وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إن صواريخ "كيه اتش-101" وكاليبر التي ضربت المدينتين احتوت على عشرات الرقائق الإلكترونية القوية التي أنتجها الحلفاء الغربيون.
وأضاف أن الصاروخ من طراز "كيه اتش-101" الذي قتل 12 شخصا في كريفي ريه أنتج في أبريل/نيسان عام 2023، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المسؤولين الأوكرانيين عقدوا اجتماعات مع الدبلوماسيين الغربيين بشأن المسألة بعد هجوم على كريفي ريه، مسقط رأسه.
وقتل ثلاثة أشخاص أيضا عندما ضربت صواريخ روسية أوديسا مساء أمس، في الوقت الذي تكثف فيه موسكو حملة القصف في محاولة لإحباط الهجوم المضاد الأوكراني.
وأضاف زيلينسكي أن كييف كانت تأمل في عمل سريع من شأنه عرقلة قدرة روسيا على إعادة تخزين إمداداتها من الصواريخ.
وتابع: "طبقت أوكرانيا العقوبات ضد جميع الشركات في روسيا التي تنتج الصواريخ، يجب أن تفرض مثل هذه العقوبات عليها على المستوى العالمي أيضا".
وعلى الرغم من أن العقوبات الغربية سعت لتقييد وصول موسكو إلى التكنولوجيا المتطورة كانت النتائج مختلطة، إذ استوردت روسيا مكونات حاسوبية وإلكترونية بقيمة لا تقل عن 2.1 مليار جنيه استرليني العام الماضي، ثلثها منتجة في شركات غربية، بحسب تحقيق لوكالة "رويترز".
وقالت "رويترز" إن شحنات أشباه الموصلات والتقنيات الأخرى كانت تصل إلى روسيا من هونغ كونغ وتركيا، وغيرها من المراكز التجارية، ويعتقد أيضاً أن الكرملين خزن رقائق إلكترونية غربية قبل الحرب.
أندريه يرماك قال بوضوح إنه "بدون الإلكترونيات الدقيقة لن تصبح روسيا قادرة على إنتاج (الصواريخ).. يجب تعزيز العقوبات، لا سيما ضد أولئك الذين يساعدونها في الحصول على مكونات للأسلحة".
ومنذ بداية الحرب أعادت روسيا توظيف الصواريخ لتعزيز ترسانتها، بإطلاق صواريخ "إس-300 الأرض-جو وصواريخ "كيه اتش-22" المضادة للسفن على أهداف برية.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا "فككت" أيضاً رؤوساً حربية نووية من صواريخ كروز من طراز "كيه اتش-55" السوفياتية قبل إطلاقها على المدن الأوكرانية.
وفي فبراير/شباط، ردت وزارة الدفاع الروسية بتحدٍ على التقارير الأوكرانية بأن مخزونها من الصواريخ ينفد، ونشرت الوزارة صورة عبر الشبكات الاجتماعية لصاروخ كروز ينطلق من سفينة حربية، مرفقة بتعليق يقول: "صواريخ كاليبر الموجودة لدينا لن تنفد أبدا".