اعتراف بوتين بـ"لوهانسك ودونيتسك" يطرح الروبل أرضا
"رأس المال جبان" مقولة شهيرة يتبناها أغلب رجال الأعمال العالميين، فرأس المال هو أول المنسحبين من الحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا.
وانخفض الروبل الروسي اليوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى منذ 15 شهراً في مستهل تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد أن اعترف الرئيس فلاديمير بوتين باستقلال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك" الشعبيتين عن أوكرانيا، وأمر بإرسال قوات إليهما.
وانخفضت العملة الروسية بنسبة 1% إلى 80.5825 روبل مقابل الدولار، أدنى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عقب خطاب الرئيس الروسي أمس الإثنين.
تراجعت أسهم شركة "يونايتد كو روسال انترناشيونال" (United Co. Rusal International)، المتداول أسهمها في البورصة، المنتجة للألمنيوم ومقرها روسيا بما يصل إلى 22% في هونج كونج، وهي أكبر خسارة منذ أبريل/نيسان 2018. ارتفع العائد على السندات الروسية المصدرة بالدولار المستحقة في عام 2047، 26 نقطة أساس إلى 5.38% يوم الاثنين.
وعزا خبراء الانخفاض الحاد في سعر صرف العملة الروسية والأسهم المالية إلى التوتر المتزايد حول أوكرانيا، إلى جانب اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي ظل ذلك استبعد خبراء فرض قيود صارمة على موسكو، كما أنهم لا يرون أسبابا اقتصادية فعلية للتراجع الكبير الذي سجله الروبل الروسي أمس، في إشارة إلى أن مؤشرات الاقتصاد الكلي لروسيا قوية.
وقال الخبير ألكسندر رازوفاييف، عضو مجلس الإشراف في نقابة المحللين الماليين ومديري المخاطر، في تصريحات صحفية إن "سبب الوضع الحالي في الأسواق هو الوضع حول أوكرانيا، إذ أدى تصاعد الأزمة إلى حالة من الخوف بين المستثمرين الأجانب، الذين بدأوا على عجل في سحب أموالهم من الأصول الروسية".
بدوره قال الخبير نيكيتا ماسلنيكوف، رئيس قسم المالية والاقتصاد في معهد التنمية المعاصر: "تفاعل المشاركون في السوق المالية بحذر مع الأخبار المتعلقة بالاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، في ظل ذلك قد تستمر التقلبات في أسعار الأسهم وأسعار الصرف في المستقبل القريب".
وفي اجتماع عقد أمس لمجلس الأمن الروسي بشأن الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن الحكومة الروسية كانت تستعد للاعتراف بالجمهوريتين منذ عدة أشهر، لذلك تم الأخذ في الحسبان جميع المخاطر المحتملة لهذه الخطوة.
وقال ميشوستين: "نحن نتفهم القضايا المتعلقة بالقيود، بما في ذلك على استيراد التقنيات العالية، لقد قمنا بتشكيل مجموعات مناسبة في الوزارات والإدارات بقيادة وزارة المالية الروسية حول الإجراءات التي يجب اتخاذها (لتخفيف تداعيات القيود التي يهدد الغرب بفرضها على روسيا)".