مقابر جنود روسيا.. "الشتاء" يحسم معركة الحرب والوباء
فيديو يحقق انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل يزعم ناشروه أنه لمقابر حفرتها السلطات الروسية لدفن جنودها ممن سقطوا في أوكرانيا.
آلاف المشاهدات والمشاركات حصدها الفيديو الذي ثبت أنه لا علاقة له بالنزاع الدائر بين موسكو وكييف، وإنما يظهر حفر قبور لكن في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021، أي في وقت كانت فيه روسيا -كما العالم- تواجه حربا من نوع آخر مع فيروس كورونا القاتل.
وفي الفيديو، يظهر ما يبدو أنها قبور حُفرت في الأرض، وفي التعليق فقرة مقتضبة تقول: "حفر وتجهيز المئات من القبور في المقابر الروسية - بانتظار وصول قتلى (الرئيس فلاديمير) بوتين الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا".
ومما جعل المقطع يحظى بذلك التداول الواسع أن العديد من متابعيه ربطوا بين إعلان أوكراني، أواخر مارس/ آذار الماضي، تحدث عن سقوط نحو 17 ألف عسكري روسي منذ بدء الحرب نهاية فبراير/ شباط السابق له.
ومع أن الجيش الروسي أعلن قبل أسبوع حصيلة ضحاياه من جنوده (ألف و351 قتيلا و3 آلاف و825 مصابا) منذ بدء الصراع، إلا أن ناشري مقطع الفيديو تجاهلوا الإعلان الروسي واكتفوا بالأوكراني سعيا لخلق أكبر تفاعل ممكن.
قبل الشتاء
الفيديو لا علاقة له بالحرب الروسية في أوكرانيا، فقد أرشد التفتيش عبر محركات البحث أنه منشور في العام 2021 ما ينفي أن يكون على علاقة بالنزاع في أوكرانيا، وفق خدمة تقصي صحة الأخبار بوكالة "فرانس برس".
ففي ذلك العام، نُشر المقطع في وسائل إعلام محلية روسية عدة تحت عنوان "حفر القبور بمدينة سورغوت الروسية في 9 أكتوبر/تشرين أول 2021".
وحينها، أثارت المشاهد ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا، خصوصا في ظل انتشار تفشّي فيروس كورونا وما رافقه من شائعات تناولته وتناولت اللقاحات المضادّة له.
ولاحقا، أوضحت وسائل إعلام محلية أن حفر القبور على هذا النحو من عادات المدن الشمالية الروسية قبل بدء فصل الشتاء، بسبب طبيعة التُربة، ما ينفي أي علاقة له بالصراع أو الوباء أيضا.
ومهما يكن، فإن نشر الفيديو قبل العملية العسكرية الروسي في أوكرانيا بأشهر ينفي ما قيل عنه في المنشورات المضللة.