القوات الخاصة "سبيتسناز".. إرث السوفيت يقاتل "الكلاب المفترسة"

تعرف القوات الخاصة الروسية، "سبيتسناز"، بشدة بأسها بفضل المعايير القاسية جدا في تدريبها، وبراعتها الشديدة في ساحات القتال.

ويطلق مصطلح "سبيتسناز" على القوات الخاصة التابعة للقوات السوفييتية سابقًا والروسية حاليًا، وترجمة الاسم حرفيًا تعني "قوة المهام الخاصة"، ويبلغ قوامها 15000 فرد، وتعمل تحت قيادة وكالة المخابرات العسكرية، وفقا لصحيفة ذا صن البريطانية.

• أناتولي تشوبايس.. عدو الفقراء في روسيا وصانع النخبة الحديثة

ويتلقى أفراد هذه القوة تدريبًا شاقًا، يبدأ بالتدريب على كيفية القتل باستخدام الأغراض الخفيفة، أو مصارعة الكلاب الشرسة حتى الموت، وهو ما يجعل عملية التدريب للانضمام إلى هذه القوة محنة مروعة.

ويجري اختيار عناصر قوات النخبة الروسية من الرياضيين المحترفين (أي المُصنَّفون على المستوى الوطني) في ألعاب القوى أو الرياضات القتالية.

ويجري اختيار غالبية هذه القوات من أكاديمية جهاز الأمن الفيدرالي، إضافة إلى الضباط العاملين من مختلف قطاعات الجيش الأخرى الذين أظهروا نتائج متقدمة في امتحان "السبيتسناز".

ويخضع عناصر هذه الفرقة لثلاث مراحل من التدريب؛ كل منها يهدف إلى دفع المنافسين إلى أقصى حد.

الأول؛ هو اختبار اللياقة البدنية؛ جرى اختبار الأسلحة والذخيرة قبل مباريات القتال المرعبة "12 دقيقة من الجحيم".

ووفقا للصحيفة، يتدرب أعضاء هذه الفرقة على غرار القرون الوسطى، حيث يسلم المجندون مجرفة فقط قبل حبسهم في غرفة مع كلب مسعور ويُطلب منهم قتله.

كما يتدرب جنود الفرقة على قتال السامبو؛ وهو شكل شرس من قتال الشوارع، حيث يتلقى المجندون تدريبا على استخدام أي شيء بدءا من الزجاجات المكسورة إلى لافتات الشوارع.

وتجري تدريبات الفنون القتالية باستخدام أسلحة بيضاء حقيقية وخلال اختبارات الأسلحة، ويجب على القوات إظهار مهاراتها باستخدام قاذفة قنابل يدوية مضادة للدبابات من طراز RPG-7 وبنادق AK74 وبنادق قنص ومسدسات.

كما أن الجنود يجبرون خلال التدريبات، على الجري لمسافة خمسة أميال عبر تضاريس وعرة، حيث يتعرضون للرمي بالقنابل الدخانية والذخيرة الحية.

 وأجرى موقع "ذا سايكر" مقابلة مع أحد الضبّاط السابقين في تلك الفرقة والملقّب باسم "رامزيس"، إذ قال الأخير إنّ جميع عناصر هذه الوحدة متخصصون في الاستخبارات والتخطيط والتنفيذ.

وعلى كلّ فرد أن يكون قابلاً للتصرّف بمفرده بدون أوامر عند الاقتضاء، وأشار إلى أنّ "وحدته كانت ممتازة لا في اللغات فحسب، في اللهجات المحلّيّة، خصوصاً حين كانت في أفغانستان".

وأضاف أن هذه القوات "تقوم بتحديث تقنياتها وتكتيكاتها واستراتيجيّاتها دوماً، وساعدها في مهمّاتها مؤخّراً خفّة معدّات الحرب والاتصال، ما ساهم في سرعة تنقّلها".

ولعبت سبيتسناز دورا أساسيا في عمليات روسيا خلال الحرب الباردة (1939-1945)، لكن هذه الوحدة لم تنته مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وعادت للظهور من جديد في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.