بعد 6 شهور من الحرب.. روس يفضلون "نهاية مأساوية" عن "مأساة بلا نهاية"
خلف ضجيج الإعلام الغربي عن الأزمة الروسية الأوكرانية بدا أن الصوت الأكثر خفوتا هو صوت الروس أنفسهم.
ومنذ اندلاع الصراع العسكري في فبراير/شباط الماضي، كان التركيز منصبا على الجانب الأوكراني، قادتهم مثلما مواطنيهم لاجئين كانوا أو مقاتلين.
لكن بعد 6 شهور من المعارك الضارية، ومع تحقيق الجيش الروسي تقدم ميداني بعد بداية بدت متعثرة، كيف ينظر الروس أنفسهم للأزمة؟
في العاصمة موسكو كما في غالبية البلاد، هناك إشارات تعكس تأييد العملية العسكرية، كملصقات على شكل حرف "Z" وضعت على زجاج سيارات في إشارة إلى الحرف المرسوم على المدرّعات الروسية في أوكرانيا.
وفي صورة تشير إلى التأييد والدعم، تمر أولغا كوسوفا أمام صف من الدبابات وترى هذه الممرضة البالغة من العمر 55 عاما أنه "من واجب" الروس دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس، "حتى لو كانوا يجازفون بحياتهم"، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية.
ويؤكد ابنها، وهو عالم مستحاثات مبتدئ في 33 من العمر أن "القائد الأعلى بوتين كان على حق" عندما أرسل القوات لمواجهة "القوميين" الأوكرانيين".
ويبرر القادة الروس العملية العسكرية التي يخوضونها في أوكرانيا البلد السوفيتي السابق إلى حماية الناطقين بالروسية من بطش القوميين.
وطالما استخدم القادة الروس بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين توصيف النازيين الجدد في إشارة لأصحاب النزعة القومية الأوكرانية المتشددة.
ويقول ميخائيل نيكيتين، المهندس المعلوماتي الذي يبلغ 35 عاما: "أظنّ أن الأمر كان ضروريا، عاجلا أم آجلا. ومن الأفضل أن تكون النهاية مأسوية على أن تكون المأساة بلا نهاية. وسيكون النصر من نصيبنا وستجري الأمور على خير ما يرام".
وبخلاف الصورة السائدة عن ثمة أصوات معارضة للحرب في روسيا، فالشاب ديميتري رومانينكو، ( 35 عاما)، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات ويقطن العاصمة موسكو قال لوكالة فرانس برس: "أشعر فعلا بالأسف على الأوكرانيين. فهم يعانون بلا مبرّر ولم يقترفوا سوءا".
ويبدو سكان موسكو أقل حماسا للحرب، فالعاصمة التي يعتنق سكانها أفكارا أكثر ليبيرالية من تلك السائدة في بقيّة مناطق البلاد، يوجهون بتوجيه انتقادات أو يعربون عن أسفهم.
فالنتينا بياليك، وهي مؤرخة فنية متقاعدة في الثالثة والثمانين من العمر، قالت: "من الواضح أن الوضع برمّته تغيّر. وكلّ شيء بات أكثر كلفة".
وأضافت قائلة: "لكن الأهم هو أن نستذكر دوما أننا ننتمي إلى جيل طغت الحرب على طفولته. ومن المحزن أن نمضي شيخوختنا أيضا في الحرب".