كيف غرق الطراد الروسي "موسكفا" بصواريخ "نبتون"؟
يشكل غرق الطراد الروسي موسكفا أكبر خسارة بحرية في الوقت الحديث منذ إغراق بريطانيا الطراد الأرجنتيني الجنرال بلجرانو.
ووفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد استقر طراد الصواريخ الروسية موسكفا في أعماق البحر الأسود، بعد 40 عاما قضاها في الخدمة.
وحول كيفية إغراق الطراد، وفقا للصحيفة، قالت إن القوات الأوكرانية استخدمت طائرات بدون طيار لمضايقة السفينة وإبقاء دفاعاتها الجوية مشتتة قبل إطلاق الصواريخ من بطارية مخفية بالقرب من أوديسا.
ووفقا للتقارير فقد أصاب صاروخان على الأقل السفينة، ما تسبب في انفجار هائل حيث يعتقد أنهما فجرا إحدى أنابيب صواريخ موسكفا المكشوفة الموجودة أعلى سطح السفينة.
وغرق السفينة شكل ضربة جديدة للحملة العسكرية لموسكو في وقت كانت تستعد فيه لهجمات جديدة في شرق وجنوب أوكرانيا من المرجح أن تحدد نتيجة الصراع.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إجلاء أكثر من 500 من طاقم طراد الصواريخ بعد انفجار الذخيرة.
ولم تعترف بوقوع هجوم وقالت إن الحادث قيد التحقيق.
وموسكفا هي أكبر سفينة من نوعها تغرق في القتال منذ تدمير بريطانيا طراد الجنرال بلجرانو خلال حرب فوكلاند عام 1982.
بلجرانو -وهو أيضا طراد- أغرقته الغواصة البريطانية كونكرر باستخدام طوربيدات في واحدة من أكثر المعارك شهرة في الحرب.
وهوى الجنرال بلجرانو إلى القاع مصطحبا معه 323 بحارا في أكبر خسارة للأرواح خلال الصراع.
ودخل الطراد "موسكفا" التابع لأسطول البحر الأسود، الخدمة عام 1983 تحت اسم "سلافا" أي المجد باللغة الروسية، وصمم ليكون قادرا على تدمير حاملة طائرات.
والسفينة التي تم البدء بتصنيعها عام 1976 بمصنع بناء السفن في نيكولايف، تعد بالأساس نسخة بحرية عن منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى "إس-300"، وهي مسلحة بصواريخ مضادة للسفن، وقذائف مضادة للغواصات والطوربيدات، إضافة إلى مضادات الصواريخ الجوية.
يبلغ طول السفينة 186 مترا وأعيدت تسميتها بـ”موسكفا” (موسكو) في مايو/أيار 1995، وهي مزودة بـ16 صاروخا مضادا للسفن من طراز بازلت/فولكان وصواريخ فورت ونسخة بحرية من صواريخ إس-300 طويلة المدى وصواريخ أوسا قصيرة المدى، كما تحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.
ووفق وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء، خضع موسكفا لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين آخرهما بين عامي 2018 و2020. يمكن أن يصل طاقمها إلى 680 جنديا، وفق وزارة الدفاع الروسية.
ولعب موسكفا دورًا في غزو جورجيا عام 2008، وأبحر في البحر المتوسط في أثناء قصف روسيا لسوريا في عامي 2013 و2014، وحاصر أوكرانيا في أثناء ضم شبه جزيرة القرم.
ورغم قدم عمر الطراد كان يشكل العمود الفقري للبحرية الروسية بين السفن التي بنيت خلال الأيام الأخيرة من الاتحاد السوفيتي.