روسيا تشرّح «ستورم شادو».. «ضربة في مقتل» لبريطانيا وفرنسا

تمكن الخبراء الروس من كشف أسرار صاروخ ستورم شادو أوروبي تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء عليه.

بثت محطات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي في البلاد لقطات فيديو تظهر القوات الروسية وهي تقوم بتشريح المكونات الداخلية لصاروخ كروز الذي طورته شركات الدفاع البريطانية والفرنسية.

• اختبار أسلحة نووية جديدة.. دعوة لترامب محفوفة بالمخاطر لأمريكا والعالم

وذكرت مجلة ديفنس سكيورتي آسيا، أن خبراء الأسلحة الروس يدرسون بجدية المواصفات الفنية والتكتيكية لنظام صواريخ كروز الغربية، الذي أصبح الآن سلاح أوكرانيا الأساسي لمهاجمة القواعد والمصالح العسكرية الروسية في منطقة شبه جزيرة القرم المحتلة.

سيتم نشر البيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها من "تشريح" مكونات الصاروخ سيمكن القوات الروسية من تحديد طرق إسقاطه وكيفية تشييد التحصينات للوقاية منه و"تصفير" أدائه.

ويأمل خبراء الأسلحة في البلاد في تطوير أنظمة دفاع جوي أكثر فاعلية لمواجهة الصواريخ الغربية الصنع.

وقد أثبتت صواريخ كروز Storm Shadow/SCALP EG التي صنعتها بريطانيا وفرنسا شعبية كبيرة بين القوات الأوكرانية، التي تستخدمها بشكل متكرر لاستهداف الأصول الروسية في منطقة القرم التي استولت عليها.

ولا يحظى صاروخ كروز بشعبية كبيرة فحسب، بل أثبت أيضًا فاعليته في تدمير السفن الحربية، بما في ذلك غواصة عسكرية روسية راسية في القاعدة البحرية في شبه جزيرة القرم.

ومن ثم تحولت صواريخ كروز البريطانية/الفرنسية "شوكة في خاصرة" الجيش الروسي، خاصة في شبه جزيرة القرم.

ولمعالجة هذه المشكلة، زادت روسيا من وجود أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها لإسقاط صواريخ كروز Storm Shadow/SCALP EG التي أطلقها الجيش الأوكراني.

ونجحت القوات الروسية في إسقاط بعض صواريخ كروز التي أطلقتها أوكرانيا، لكن بعضها الآخر تمكن من الإفلات من أهدافها وتدميرها.

وبالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي، نشرت روسيا أيضًا أنظمة الحرب الإلكترونية لتعطيل وإحباط الهجمات الصاروخية البريطانية/الفرنسية.

وفي يوليو/تموز الماضي، أفادت التقارير بأن القوات الروسية "استولت" على صاروخ كروز "ستورم شادو" الذي زودته به بريطانيا لأوكرانيا بعد أن تعرض لـ "عطل إلكتروني" بمجرد إطلاقه من قبل الطائرات المقاتلة.

من المحتمل أن يكون "العطل الإلكتروني" الذي تعرض له صاروخ كروز بسبب هجمات الحرب الإلكترونية التي شنتها روسيا.

والأمر المثير للاهتمام هو أن صاروخ كروز الذي استولت عليه القوات الروسية بنجاح كان في حالة ممتازة تقريبًا، مما سمح لخبراء الأسلحة في موسكو بفحص تقنيته عن كثب.

واستولت القوات الروسية على صاروخ كروز Storm Shadow بعد أن فشل في إصابة هدفه خلال هجوم انتقامي شنته القوات الأوكرانية في منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد.

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن صاروخ Storm Shadow تم إرساله إلى موسكو للسماح لخبراء الأسلحة لديها بفحص الصاروخ والتكنولوجيا الأساسية الخاصة به عن كثب.

ما الذي يمكن أن يتعلمه خبراء الأسلحة الروس من فخر بريطانيا وفرنسا، صاروخ ستورم شادو؟

ومن خلال دراسة صاروخ كروز، يمكن أن يقدم نظرة ثاقبة لتكنولوجيا تتبع الهدف، والمواد المستخدمة في بنائه، وكيف يتهرب من أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

من المرجح أن الخبراء الروس هم الأكثر اهتمامًا بأنظمة التوجيه التي يستخدمها صاروخ Storm Shadow.

كل هذه المعلومات لا تقدر بثمن بالنسبة لموسكو لأنها تمكن روسيا من ابتكار حلول حول كيفية تجاوز صاروخ كروز، الذي نجح حتى الآن في الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به.

مواصفات الصاروخ:

يشار إلى أن الرأس الحربي لهذا الصاروخ أسطواني الشكل بطول نصف متر وبنفس القطر تقريبا، ومقعّر إلى الداخل.

وأضاف: "كشفنا عمق التحصينات القادر على اختراقها، بما سيساعد في تحديد طبيعة التحصينات وكيفية تشييدها للوقاية منه".

وتابع: "يتكون الرأس الحربي لصاروخ Storm Shadow/SCALP من طبقة حماية، وشحنتين أولية وأساسية لإحداث اختراق أولي للعائق المستهدف، حيث يحدث فيه ثغرة بفعل التأثير التراكمي قبل انفجار عنيف فيه. فهمنا عمق الاختراق الذي يتسبب به ومساحته على السطوح، وتعرفنا على نماذج الحساسات المستخدمة وعمق الاختراق المحتمل".

ومن المعروف أن الغرب زوّد كييف بهذا النوع من الصواريخ في إطار المساعدات العسكرية الغربية.

وجرى تطويره بشكل مشترك من قبل فرنسا وبريطانيا، وفي فرنسا يسمى SCALP.

وقدمت بريطانيا هذه الصواريخ إلى كييف في مايو 2023 بمدى مجدي يصل بين 250 و560 كيلومترا.