«تجربة الرعب».. تعرف على سلاح الفضاء النووي الروسي
حذرت وكالات التجسس الأمريكية، الحلفاء الأوروبيين، من خطط روسيا لإطلاق سلاح للفضاء، لكن ماهية السلاح لا تزال غير معروفة وموضع جدل.
ولا يزال هناك الكثير من الخلافات داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكي المكون من 18 وكالة حول ماهية السلاح الروسي وخطط الرئيس فلاديمير بوتين، وفقا لتقرير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
ووفقا للمجلة، تعتمد الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل كبير على كوكبة من الأقمار الصناعية للقيادة والسيطرة المحمولة في الفضاء للاتصالات العسكرية المهمة بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخبارية والاستهداف.
وسيتمكن السلاح الفضائي الروسي من تدمير الأقمار الصناعية عبر خلق موجة طاقة هائلة عند تفجيره، ما قد يؤدي إلى شل مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية التجارية والحكومية التي يعتمد عليها العالم في الاتصالات عبر الهواتف المحمولة، ودفع الفواتير، وتصفح الإنترنت، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على مواد الاستخبارات الأمريكية حول السلاح.
ووفقا لشبكة "سي إن إن"، فإن السلاح المعروف لدى خبراء الفضاء العسكريين باسم النبضات الكهرومغناطيسية النووية، من شأنه أن يخلق نبضًا من الطاقة الكهرومغناطيسية وطوفانًا من الجسيمات المشحونة للغاية التي من شأنها أن تمزق الفضاء لتعطيل الأقمار الصناعية الأخرى التي تحلق حول الأرض.
ويقول الخبراء إن هذا النوع من الأسلحة يمكن أن تكون لديه القدرة على القضاء على مجموعات ضخمة من الأقمار الصناعية الصغيرة، مثل ستارلينك، الذي استخدمته أوكرانيا بنجاح في حربها المستمرة مع روسيا.
ولفت مسؤول أمريكي ومصادر أخرى إلى أنه من المؤكد تقريبًا أن هذا سيكون "سلاح اللحظة الأخيرة" بالنسبة لروسيا، لأنه سيلحق نفس الضرر بأي أقمار صناعية روسية موجودة أيضًا في المنطقة.
وخلف الأبواب المغلقة، يقال إن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل على محاولة إقناع روسيا بعدم اختبار السلاح ووقف البرنامج. لكن نظام الحد من الأسلحة بين واشنطن وموسكو، والذي تم وضعه خلال الحرب الباردة، ضعف بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية.
والمعاهدة النووية الوحيدة المتبقية بين البلدين هي معاهدة "ستارت الجديدة" التي تم التوصل إليها في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، والتي تحدد عدد الصواريخ والرؤوس الحربية المنشورة ومنصات الإطلاق المنشورة وغير المنشورة، بما في ذلك القاذفات الثقيلة. وتنتهي هذه المعاهدة خلال عامين.
وحتى بالنسبة لروسيا، فإن إطلاق سلاح فضائي إلى المدار سوف يشكل تحولاً كبيراً في سياساتها. ولطالما أظهر المسؤولون في موسكو تردداً في الخروج عن نطاق معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي تحظر تسليح الفضاء. واستشهد بوتين يوم الثلاثاء بالمعاهدة على وجه التحديد، قائلاً إن روسيا تحترمها وكانت دائمًا "تعارض بشكل قاطع" وضع أسلحة نووية في الفضاء.
تجربة أمريكية سابقة
بدورها، قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن تجربة "ستار فيش" النووية التي أجرتها الولايات المتحدة على ارتفاعات عالية عام 1962، لم تلحق الضرر بالأقمار الصناعية الموجودة في خط البصر فحسب، بل تسببت في تضرر الأقمار الموجودة على الجانب الآخر من الأرض، لأن الإشعاع كان يتم توجيهه بواسطة المجال المغناطيسي للكوكب، مما أدى إلى إتلاف أو تدمير نحو ثلث الأقمار الصناعية الموجودة في مدار أرضي منخفض (مدار ليو أو الأسد).
وفي حال قيام روسيا بتفجير مماثل اليوم، مع نحو 8300 قمر صناعي نشط، فلن يؤثر ذلك على الأقمار الصناعية الأمريكية فحسب، بل سيؤثر أيضا على أقمار روسية وعلى الصين ودول أخرى، ويمكن أن يؤثر على محطة الفضاء الدولية التي تضم حاليا 3 رواد روس، والمحطة الصينية تيانغونغ التي تضم حاليا طاقما من 3 أفراد.
وخلصت المجلة إلى أن جاذبية هذه الفكرة بالنسبة لروسيا –كما يشير جيمس أكتون الخبير بمؤسسة كارنيغي- تعود إلى الأقمار الصناعية "المنتشرة" مثل أقمار ستارلينك الصناعية التابعة لشركة "سبيس إكس" والتي تستخدمها أوكرانيا وقواتها المسلحة على نطاق واسع، ولا يتسنى تدميرها الواحد تلو الآخر، ولكن الهجوم الإلكتروني الواسع النطاق قد يؤدي المهمة.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز