بالصور.. صابئة العراق يحتفلون بعيد "الخليقة".. ماذا تعرف عنهم؟
يحتفل الصابئة المندائيون في العراق بعيد الخليقة أو "البرونايا"، الذي يستمر 5 أيام، في ظل أجواء جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويأتي العيد، الذي بدأ الاحتفال به في 14 مارس الجاري، هذا العام في ظل ظروف جائحة كورونا وإجراءات السلامة والصحة، التي أعادت اللجنة العليا في العراق فرضها بنهاية شهر فبراير الماضي.
يقول الشيخ نظام كريدي، نائب رئيس الطائفة المندائية في العراق، إنه خامس عيد يمر على الصابئة دون احتفال علني بطقوس التأدية لتزامنه مع انتشار كورونا.
ويضيف شيخ الطائفة كريدي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن للطائفة 4 أعياد في العام الواحد، وقد تم احياؤها بأعداد قليلة جدا لتزامنها مع ظهور الجائحة العالمية.
من جانبه، يقول سامر نعيم، رئيس مجلس طائفة الصابئة في ذي قار، جنوب العراق، إنه تم إلغاء مراسيم عيد الخليقة الخاصة بالتعميد بسبب الإجراءات الاحترازية لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
ويوضح نعيم أن "هذا العيد فيه طقوس دينية خاصة من تعميم وثواب على أرواح الموتى، مبينا أن هذه المراسم ألغيت احترازا من أي تجمع بشري لتفادي أية إصابة محتملة بفيروس كورونا، لافتا إلى أن هذا العيد هو الرابع الذي تم توقيف كافة النشاطات الخاصة به.
فيما يشير رام اسعد، مسؤول إعلام طائفة المندائيين في العراق، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه "جرت اليوم أعمال تعميد في نهر دجلة في العاصمة بغداد قرب جزيرة الأعراس، وقد حضرته أعداد من أبناء الطائفة، لكن بشكل محدود جداً".
ويضيف أسعد أنه "جرى التكتم على طقوس التعميد حتى تتم بشكل لا يكون معلنا ومعلوما خشية أن تكون هناك مشاركة كبيرة من أبناء الطائفة".
وبالعودة إلى معنى هذه المناسبة، يقع عيد الخليقة في شهر مارس/ آذار، وهي ذكرى الخلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى بحسب ديانة الصابئة. وتُفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة فيعم نورها الأرض لتصبح جزءا من عالم النور، بحسب اعتقادهم.
تعد الأيام الخمسة من هذا العيد "الأيام البيض"، وترمز إلى أسرار البداية المقدسة وفجر الحياة الأولى، وتجري فيها مباركة الطقوس الدينية في النهار والليل لأنها تمثل أياماً نورانية لا يفصلها الظلام.
ويُعتبر عيد البرونايا أحد أعياد الصابئة المندائيين الدينية الأربعة، مع العيد الكبير "دهوا ربا" ومدته يومان، والعيد الصغير "دهوا هنينا" ومدته يوم واحد، وعيد التعميد الذهبي "دهوا اد ديمانة" ومدته يوم واحد أيضاً.
ويتكلم الصابئة المندائيون اللغة المندائية، وهي إحدى اللغات السامية المشهورة في الزمن القديم وهي أقرب إلى السريانية من غيرها.
وفي اعتقادهم أنها اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم مثلما يؤمنون بأن كتابهم المقدس “الكنزاربا”، ويسمى أيضا “سيدرا آدم”، يتضمن الصحف الأولى التي نزلت على آدم عليه السلام.
ولم تقتصر الديانة المندائية على وادي الرافدين فقط وإنما انتقلت منه إلى فلسطين والشام ومصر.
ويسمي المندائيون معبدهم بـ (المندي)، والمعتاد أن يكون كوخا من القصب منصوباً على شاطئ نهر أو نبع ماء جار، وبابه متجه نحو الجنوب، ومحرابه نحو الشمال لاعتقادهم أنه المكان الذي يحكم فيه على أعمال الناس بالصلاح أو الفساد يوم القيامة.
ويعد ارتباط المندائيين بالماء والأنهار ارتباطا يكاد يكون أزليا؛ ومع ذلك فإن من المستغرب عدم امتهانهم الصيد أو الزراعة، وهو ما فسّره البعض بالقول إن المندائيين حرفيون بالفطرة ولقربهم من الماء تراهم يشتغلون بصناعة المشاحيف والقوارب وأدوات الصيد.
والمشحوف هو زورق صغير طوله حوالي 9 أذرعٍ وعرضه ذراعان، يستخدم في أهوار وأنهار العراق الجنوبية، وهو وسيلة النقل الرئيسة فيها، ويعتبر من القوارب المستقيمة والطويلة، مؤخرته ومقدمته مرتفعة وله نفس الشكل.
هذا في حياة القرى، أما في المدينة فهناك حرف رئيسية متعارف عليها، هي الحدادة والنجارة، واتجهوا إلى الصياغة حتى صارت مهنة ترتبط باسمهم وصاروا أعلاما فيها.
والمندائية أو الديانة الصابئية أو ديانة الصابئة المندائيين هي ديانة تؤمن بأن يحيى بن زكريا هو نبيهم، ويزعمون بأنهم أول وأقدم الديانات والشرائع.
وأتباعها من الصابئة يتبعون أنبياء الله آدم، شيث، إدريس، نوح، سام بن نوح، يحيى بن زكريا، وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق، كما أن هناك تواجد للصابئة في الأحواز بإيران.
تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله ووحدانيته المطلقة، وله من الأسماء والصفات عندهم مطلقة، ومن جملة أسمائه الحسنى عندهم (الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور).