تفجير نورد ستريم.. دعم صيني لروسيا وانتقاد لصمت واشنطن
أعلن الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، اليوم الإثنين، أن الصين تدعم مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن إنشاء لجنة للتحقيق في تخريب أنابيب "نورد ستريم".
وقال تشانغ جون ردا على سؤال للصحفيين في نيويورك عما إذا كانت الصين تدعم المشروع الروسي "نعم بالطبع"، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
ومؤخرا، نفى البيت الأبيض ما جاء بتقرير صحفي يتهم واشنطن بالوقوف وراء تخريب خط أنابيب "نورد ستريم".
التقرير أعده الصحفي الاستقصائي البارز سيمور هيرش خلص إلى وقوف الولايات المتحدة وراء تخريب خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" العام الماضي.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، اليوم الاثنين، بأن المجتمع الدولي يملك حق المطالبة بإجراء تحقيق شامل في الانفجارات التي وقعت في خطوط أنابيب "التيار الشمالي"، نظراً للعواقب الوخيمة للجريمة.
وقال ون بين، خلال مؤتمر صحفي إنه كان يُطلق على خطوط أنابيب الغاز التيار الشمالي" في يوم من الأيام "شريان الحياة" للطاقة الأوروبية؛ وكان للانفجارات التي وقعت في أنابيب "التيار الشمالي" تأثير سلبي خطير على سوق الطاقة العالمي والبيئة العالمية.
وشدد على أنه "ينبغي إجراء تحقيق مهني في هذه القضية".
ووفقًا للمتحدث الصيني فإنه من المحير أن يلتزم المسؤولون الأمريكيون ووسائل الإعلام صمتا غير عادي، ويبدو أن الدول الأوروبية المعنية لديها الكثير من المخاوف.
وقال "هذا السلوك غير العادي يجعل الناس يعتقدون أكثر أن قضية تفجير خطوط التيار الشمالي غريبة ومعقدة".
تقرير هيرش
الصحفي البارز سيمور هيرش قال في تحقيقه الاستقصائي إن غواصين في البحرية الأمريكية عمدوا في يونيو/حزيران الماضي بمساعدة من النرويج إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، ليقوموا بتفجيرها بعد ثلاثة أشهر.
ووصفت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، تقرير هيرش الذي نشره على حسابه في منصة النشر الذاتي "سابستاك"، بأنه "من نسج الخيال".
وأعاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تأكيد نفي البيت الأبيض، واصفا التقرير بأنه "كاذب تماما وبشكل مطلق".
وردا على سؤال حول ادعاء هيرش بأن أوسلو دعمت العملية، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن "هذه المزاعم كاذبة".
وكانت الدول الغربية قد حمّلت موسكو مسؤولية تفجير خط الأنابيب في سبتمبر/أيلول، ما فاقم الغضب ضد موسكو في أعقاب عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا.
لكن التحقيقات التي أجرتها السلطات السويدية والدنماركية والألمانية حتى الآن لم تتوصل إلى تحديد هوية الدولة أو الجهة الفاعلة.
وقال هيرش إن قرار تفجير خط الأنابيب الذي كان مغلقا حينها لكنه احتوى على كميات من الغاز، اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن سرا لمنع موسكو من جني مليارات الدولارات من عائدات بيع الغاز إلى أوروبا.
وباعتقاد الولايات المتحدة أيضا أن خط "نورد ستريم" أعطى روسيا نفوذا سياسيا على ألمانيا وأوروبا الغربية يمكن أن يؤدي إلى إضعاف التزامها تجاه أوكرانيا، وفق ما كتبه هيرش.
وفي تقريره، تحدث الصحفي عن تصريح بايدن العلني قبل أسبوعين من العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط بأن الولايات المتحدة لن تسمح بتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" الجديد في حال هاجمت موسكو كييف.
وزعم هيرش نقلا عن مصدر واحد لم يكشف هويته أن الفكرة ظهرت أولا في ديسمبر/ كانون الأول 2021 خلال مناقشات بين كبار مستشاري بايدن للأمن القومي حول كيفية الرد على العملية العسكرية الروسية المتوقعة لأوكرانيا.
ولاحقا قامت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" بتطوير الخطة، وتحت غطاء مناورات حلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران 2022 قام غواصو البحرية الأمريكية بمساعدة من النرويج بزرع متفجرات يمكن تفجيرها عن بعد على خط الأنابيب، بحسب هيرش.
وتم اكتشاف تسرب غاز في خطي نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2، في 26 سبتمبر/أيلول، في وقت واحد في 4 أماكن في بحر البلطيق. وسجّل مركز الزلازل في السويد انفجارات قوية تحت الماء.
ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد أن يكون الضرر ناتجا عن عمل تخريبي. وقال مدير المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، إن لدى بلاده معلومات غير مباشرة تدل على تورط الغرب في تفجير خطوط أنابيب الغاز.