"زفة عروس الحج".. فرحة تختفي من القرى المصرية
للآلاف السنين اعتادت شوارع مصر على البهجة في المشي وراء موكب الأضاحي المزينة والتي يودعونها بالأغاني المبهجة ولكنها بهجة تختفي الآن
يوم وقفة عرفات كان له بهجة خاصة في الشوارع المصرية حتى وقت قريب، لا يرتبط فقط بروحانيات الحج، ولكن أيضا ببهجة موكب "عروس الحج"، وهي الأضحية التي كان لها "زفة" كزفة العروس في كل قرية.
فكان الجزارون والأهالي يزينون الأضحية بالأقمشة الملونة والزهور الطبيعية أو المصنوعة من القماش بألوان زاهية، وخلال إمساك الجزار بزمامها إلى مكان الذبح يجري أطفال القرية وراءها يصفقون ويغنون بقلوب تغرد بكلمات موروثة، تتغنى بصفات الأضحية وجمالها.
ويطوف الجزار المسؤول عن ذبح الأضاحي بها في كل القرية لتنتشر البهجة بين الناس من ناحية، وليسوق بضاعته ويستعرض قوتها وسلامتها من ناحية أخرى.
وفي بعض الأحيان يقوم الأهالي بتخضيب الأضحية (عجل أو خروف أو ماعز) بالحناء.
والأضحية شعيرة دينية موروثة وموجودة في الدين المصري القديم منذ آلاف السنين وبنفس العادات تقريبا.
فجدران المعابد والمقابر المصرية تزخر وتتزين بالأضاحي، وخاصة من الأبقار، كقربان إلى الإله في مناسبات عدة، بهدف استجلاب رضا الإله ولدرء الشر عن البلاد.
كما أن الأضاحي كانت تقدم أيضا بعد وفاة الأشخاص، وتذبح أمام مقبرته كقربان ودعاء للإله بأن يرحمه ويطعمه من أطايب الطعام في الآخرة.
وكانت أطيب قطعة في الذبيحة عند المصري القديم هي فخذ الثور، وشوهد كثيرا وهو يحملها في القرابين مع الورود.
ولكن هذه العادات اندثرت في الكثير من محافظات مصر، ولم يبقَ منها إلا القليل الذي نادرا ما تلتقطه وسائل الإعلام أو الكاميرات، كشأن الكثير من العادات المبهجة التي تختفي وسط زحام انتشار وسائل التكنولوجيا في الترفيه.