بالصور.. الحزن يخيم على احتفالات المسيحيين بعيد الفصح في غزة
فعاليات عيد الفصح تعد من أهم الاحتفالات الدينية التي تنظم في كنيسة القيامة، ويحرص على المشاركة فيها الكثير من المسيحيين من دول العالم
سيطرت أجواء حزينة على احتفالات المسيحيين بعيد الفصح المجيد في كنسية دير اللاتين بغزة، بعدما منعهم الاحتلال الإسرائيلي من السفر للاحتفال بهذه المناسبة في كنيسة القيامة بالقدس.
وتعتبر فعاليات عيد الفصح من أهم الاحتفالات الدينية التي تنظم في كنيسة القيامة، ويحرص على المشاركة فيها الكثير من المسيحيين من دول العالم، ويُحتفل بها في أول أحد بعد 14 أبريل/ نيسان.
وقال كامل عياد، مدير العلاقات العامة في الكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة: "الاحتلال حرمنا من السفر للاحتفال بالفصح في كنيسة القيامة بمدينة القدس المحتلة، فاخترنا أن نحتفل هنا داخل الكنيسة عبر الصلوات الدينية، ورسالتنا على الدوام المحبة والسلام".
وأضاف "عياد"، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "لم يخرج أحد من المسيحيين حسب التقويم الغربي من غزة لكنيسة القيامة بالقدس، للاحتفال بعيد الفصح، وكذلك المسيحيون حسب التقويم الشرقي لم يُصدر لهم تصاريح من جانب الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "اليوم أغلب المسيحيين بغزة توجهوا للكنائس، واقتصرت احتفالاتهم على طقوس دينية بشكل خجول وحزين، لعدم مشاركتهم إخوانهم بكنيسة القيامة.. مشاعرنا حزينة جداً".
ورفض الاحتلال الإسرائيلي منح المسيحيين في قطاع غزة تصاريح لزيارة المواقع المسيحية في مدينة القدس المحتلة وبيت لحم، خلال عيد "الفصح، الأحد.
وأشار "عياد" في حديثه إلى أن فرحة المسيحيين منقوصة في هذا العيد، بعد أن حالت قيود الاحتلال دون تمكنهم من السفر للاحتفال مع ذويهم وأقاربهم في الشق الآخر من الوطن.
ووفق "عياد" فإن انتهاكات الاحتلال لم تقتصر على منعهم من السفر، بل تشمل معاناتهم إلى جانب إخوانهم في غزة من الحصار وإغلاق المعابر، مطالباً الجميع بالرضوخ لرسالة المحبة والسلام، وتمكين المؤمنين من السفر بسلام وأمان بين أرجاء الوطن الواحد.
قيود إسرائيلية
الباحث المسيحي حنا جودت، أكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تمنح مئات المسيحيين بغزة تصاريح لزيارة كنيسة القيامة بالقدس خلال عيد الفصح.
وقال "جودت" لـ"العين الإخبارية": "كان من المفترص أن تكون التصريحات جاهزة منذ 10 أيام كعادة كل سنة، لأداء طقوس الفصح كاملة، لكنها لم تصدر، وانتظرنا الوعود لمنحنا تصاريح لحضور عيد الفصح لكننا تلقينا أخبارا تتمثل بمنح تصاريح وصول للأردن وليس للقدس وبيت لحم، ولمن هم فوق سن 55 عاماً، وذلك بعد فحص أمني إسرائيلي".
ووفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ فإن السلطات الإسرائيلية سمحت فقط لنحو 200 مسيحي فلسطيني من غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 55 عاماً بالمغادرة لقضاء عطلة "عيد الفصح"، ولكن فقط في الأردن، وليس في كنيسة القيامة بالقدس.
وأشارت إلى أنه كان يسمح للمسيحيين من قطاع غزة بالسفر إلى كنيسة القيامة في القدس، والمشاركة في الاحتفالات، إلا أن هذا العام رُفضت مطالبهم.
ويشدد الباحث جودت: "هذه قيود غير مسبوقة على حرية حركتنا لأداء عبادتنا بحرية، والاحتفال بأعيادنا في جو من البهجة والسلام".
حنا جودت الذي يرأس إحدى الجمعيات الفاعلة بين مسيحيي غزة، يشير إلى أنهم أدوا طقوس العيد بغزة في جو من الإحباط والغضب.
ووفق تقديرات فلسطينية، فقد تراجع عدد المسيحيين في قطاع غزة خلال السنوات الماضية من 6 آلاف إلى 1000 مسيحي فقط، من أصل مليوني فلسطيني يعيشون هناك.
ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
الفلسطينية ريم، البالغة من العمر 39 عاماً، عبرت عن غضبها لرفض الاحتلال منحها تصريح مرور منذ أكثر من عامين.
وقالت ريم التي اكتفت بذكر اسمها الأول لـ"العين الإخبارية": "لا يمنحني الاحتلال الإسرائيلي تصريح عبور عن حاجز ايرز للاحتفال مع الأقارب ببيت لحم والقدس، وكذلك يرفض منحي تصريح علاج من السرطان في مستشفيات القدس".
ووصفت ما يحدث بأنها "إجراءات عقابية بذرائع واهية يسوقها الاحتلال من قبيل الدواعي الأمنية".
وفي ضوء القيود الإسرائيلية؛ أرسل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان طلباً إلى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالمناطق، وطالب المركز بإعادة النظر والسماح للمواطنين المسيحيين من سكان قطاع غزة بالسفر إلى مدينة القدس وبيت لحم للاحتفال بالشعائر الدينية، ووصولهم إلى كنيستي القيامة والمهد.
منظمة "غيشاه" اليسارية الإسرائيلية، أعلنت تلقيها شكاوى بشأن القيود المفروضة في "عيد الفصح"، وقالت المنظمة في بيان: "هذا الانتهاك الشديد لحرية الحركة وحرية العبادة والحق في الحياة العائلية لمسيحيي غزة ليس سوى مثال على عملية أوسع لتنفيذ سياسة الفصل الإسرائيلية."
ووفقًا للمنظمة، فإن "الهدف من هذه الخطوة هو تعميق الانشقاق بين أجزاء الأرض الفلسطينية، للتمهيد للضم المستقبلي للضفة الغربية".
وأضافت أن "إسرائيل ملزمة بالعمل وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، واحترام حقوق الفلسطينيين في حرية التنقل وحرية الدين والعبادة، ويشكل حظر الاحتفال بالعيد بين أفراد الأسرة عقوبة جماعية، ليس لها أي تبرير أمني".
وتنظم في كنيسة القيامة خلال الأيام المقبلة احتفالات عيد الفصح المسيحي، بمشاركة مسيحيين من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنحاء العالم.