استخدمت شركة صادات معسكراتها لتدريب عناصر من تنظيمي داعش وحزب الله التركي وعددا من الجماعات المتشددة في كل من سوريا وليبيا.
على غرارة جيرانه في إيران، أسس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرسه الخاص ليتولى حمايته الخاصة والتأكيد على بقائه في السلطة وليكون مستقبلاً بديلاً للجيش التركي، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية عهد إلى صديقه القديم الجنرال المتقاعد عدنان تانري فيردي المعروف عنه ميله للتنظيمات المتطرفة، فأسس في عام 2012 شركة صادات للخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية.
ما عمل شركة صادات؟
تأسست الشركة في 28 فبراير/شباط 2012، من قِبل 23 من ضباط الجيش التركي المتقاعدين المقربين من حزب العدالة والتنمية، وتتخذ من مدينة إسطنبول مقراً لها، وتؤكد صحيفة “صول خبر” التركية أن الشركة تم تأسيسها بصبغة إسلامية وتضم في هيئتها العليا عدداً من المفكرين الإسلاميين وقيادات ذات أفكار متشددة، بينما تصف الشركة مهامها بأنها تسعى لخلق بيئة تعاون بين الدول الإسلامية في مجال الدفاع والصناعات الدفاعية.
والشركة هي الوحيدة في تركيا التي توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية، ويبلغ عدد منتسبيها 15 ألفاً، ويطلق عليها "كلاب الحرب" و"بلاك ووتر تركيا" و"حرس الثوري التركي"، حصلت على امتيازات من أردوغان تفوق صلاحيات الجيش، وأعفاها من المراقبة أو المحاسبة على مصادر تمويلها وأوجه إنفاقها، ما يعني أنها تتمتع بحصانة قضائية.
لعبت الشركة دوراً بارزاً في مسرحية انقلاب 2016، حيث أشارت صحيفة بيرجون التركية إلى أن عناصر تابعة للشركة، أطلقوا النيران على المتظاهرين، ثم قام عناصرها بإلقاء القبض على من قالت إنهم "عسكريون متهمون بالتخطيط والمشاركة في الانقلاب"، ليكافئ أردوغان رئيسها تانري فيردي بتعيينه كبيراً لمستشاريه في أغسطس/آب 2016، قبل أن يعينه عضواً في لجنة السياسات الأمنية والخارجية في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، صدر المرسوم رقم 678، وبناء عليه تولت الشركة مهمة إعادة هيكلة الجيش التركي، وتحت مظلة قانون الطوارئ، تم تقليص عدد أفراده نحو 200 ألف عسكري، لينخفض العدد من نحو 561 ألفاً إلى 351 ألفاً، وفقاً للبيان الصادر عن هيئة الأركان التركية في سبتمبر/أيلول 2016، كما تم حل الحرس الرئاسي والسماح للضباط المتقاعدين بتولي مهام الإشراف على تجنيد الأفراد وطلاب الكليات العسكرية حتى عام 2020.
تمتلك الشركة العديد من معسكرات التدريب في مدن بطمان وأورفه وفان وهطاي، ولكن أهم معسكر يقع في غابات ديار بكر؛ حيث يضم المعسكر 3 مخازن.
واستخدمت تلك المعسكرات لتدريب عناصر من تنظيمي داعش وحزب الله التركي وعدداً من الجماعات المتشددة، على أساليب القتال والحروب غير النظامية لنشر الخراب في سوريا، فضلاً عن دورها في تدريب عناصر مليشيا فجر ليبيا المنضوية ضمن مليشيات الوفاق في طرابلس، وقال تقرير لموقع "نورديك مونيتور"، الأسبوع الماضي، إن الحكومة التركية تستعد لإرسال عناصر من شركة صادات للقتال إلى جانب مليشيات الوفاق، تفعيلاً لاتفاقية فايز السراج وأردوغان.