بعد 40 عاما من زيارة السادات للقدس: عدم التطبيع يغضب إسرائيل
سفير إسرائيل الحالي وسفيرها السابق لدى القاهرة ينتقدان مصر لرفضها التطبيع الاقتصادي والمدني والثقافي.. ماذا قالا؟
انتقد سفير إسرائيل في القاهرة، ديفيد جوفرين، مصر لرفضها التعاون الاقتصادي والمدني مع إسرائيل.
وقال جوفرين، في كلمته بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، مساء الخميس، إن النظام المصري يفضل عدم قيام تعاون اقتصادي ومدني مع إسرائيل لأسباب سياسية داخلية، "رغم كون مثل هذا التعاون يصب في مصلحة مصر"، على حد تعبيره.
ودعا القيادتين المصرية والإسرائيلية إلى عرض ثمار السلام على شعبيهما تفادياً لإتاحة المجال أمام معارضي السلام، لإثارة الشكوك حول معاهدة السلام بين الدولتين وللمطالبة بإلغائها.
وقال جوفرين، في ندوة خاصة نظمها المعهد الإسرائيلي، بمناسبة مرور 40 عاماً على زيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، للقدس، إن التعاون بين الدولتين تقلص جداً في الأعوام الأخيرة، بسبب الربيع العربي وما صاحبه من أحداث ترتب عليها إغلاق السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لفترة.
وتعقيباً على تصريحات جوفرين الذي تسلم مهامه بالقاهرة في أغسطس/أب الماضي، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، عيمانويل نحشون، قوله إن إسرائيل تولي أهمية قصوى لعلاقاتها مع مصر، وأنها ملتزمة بدفع هذه العلاقات إلى الأمام.
من جانبه، قال السفير حازم خيرت، سفير مصر لدى اسرائيل، إنه لا بديل لحل الدولتين للشعبين ووقف الاستيطان، لكونهما الطريق الوحيد لتقدم عملية السلام والتوصل لاتفاق عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وأضاف خيرت، خلال كلمته بندوة المعهد الإسرائيلي في تل أبيب، أن زيارة الرئيس السادات أعطت درساً إيجابياً حول التفكير في المستقبل، مضيفاً أن علينا التعلم من الماضي.
وأوضح أن السادات أكد أن حل الدولتين الطريق الوحيد نحو التقدم في عملية السلام، معتبراً أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية في ظل التوسعات الاستيطانية.
وحذر خيرت من أن فقدان الأمل بالنسبة للفلسطينيين قد يؤدي إلى دوامة من العنف.
ونشر سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة، إسحاق ليفانون، مقالاً في صحيفة "يسرائيل هايوم"، انتقد فيه أيضاً عدم دفء العلاقات بين مصر وإسرائيل، مدللاً على ذلك بعدم وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة حتى الآن منذ إغلاق مبناها عند كوبري الجامعة بالجيزة عقب اقتحامها من جانب متظاهرين، وكذلك عدم تبادل الزيارات بين مسؤولي الدولتين، وعدم سفر سياح مصريين إلى إسرائيل، بينما هناك عدد متواضع من السياح الإسرائيليين الذين يزورون مصر، فيما توقفت العلاقات الزراعية والثقافية تماماً.
وقال ليفانون، إن نظام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك لم يكن يسمح بحرية الحركة لطاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وكان يفرض عليهم المزيد من القيود بما منع السفارة من أداء دورها الدبلوماسي أو عقد اللقاءات وتنظيم الفعاليات في المجتمع المصري، وهو الوضع الذي يستمر الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بينما تنعم السفارة المصرية في تل أبيب بحرية الحركة الكاملة.
ولفت السفير الإسرائيلي السابق إلى أن إسرائيل فشلت في استمالة كثير من المصريين، وفشلت في توقع سقوط نظام مبارك، وفشلت في خلق وسائل للضغط على مصر في أوقات الأزمات، بسبب غياب المصالح المشتركة في مجالات كثيرة. وقال إن جنرالات إسرائيل وقادتها وأجهزتها فشلوا في فتح قناة اتصال "هاتفي" مع المشير حسين طنطاوي، الذي كان يقود مصر في عهد المجلس العسكري، في وقت اقتحام المتظاهرين للسفارة الإسرائيلية بالجيزة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg
جزيرة ام اند امز