نتنياهو يكشف كواليس قمة ترامب عن سيناء والجولان وحزب الله
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يكشف عن كواليس لقائه مع ترامب حول سيناء وإيران وضم الجولان ووقف الاستيطان والدولة الفلسطينية
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن كواليس محادثاته المغلقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، في واشنطن.
ونفى نتنياهو ما قاله الوزير الإسرائيلي أيوب قرا عن بحث فكرة إقامة دولة فلسطينية في سيناء.
وأوضح نتنياهو أن هذه الفكرة لم تُطرح ولم تبحث بأي شكل من الأشكال، ولا أساس لذلك من الصحة إطلاقا، وأكد في سياق حديث مع المراسلين الإسرائيليين المرافقين له أن إسرائيل تعتبر مصر طرفا مهما في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إنه "سيسعى جاهدا لبحث" ما طلبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف البناء الاستيطاني، لافتا إلى أنه طلب من ترامب الاعتراف بأن هضبة الجولان السورية المحتلة "جزء من إسرائيل". وأضاف: "الرئيس لم يجب باندهاش على طلبي هذا".
- ترامب ونتنياهو.. رحلة الأسرار والصدمات في العلاقات بين أمريكا وإسرائيل
- إنفوجراف.. الواردات الإسرائيلية الاستهلاكية خلال يناير 2017
وقال نتنياهو إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي لبحث مسألة المستوطنات من خلال هدف التوصل إلى تفاهمات تتسق مع طموح التوصل إلى السلام. وأضاف: "الرئيس الأمريكي قال إنه مستعد للعمل معنا من أجل مصالح إسرائيل، ولم تكن هناك بيننا خلافات في أي موضوعات، وإذا كانت لديه رغبة في أن نبحث موضوعات المستوطنات، فإن ذلك يستحق بذل الجهد لفحص ذلك".
وقبل لقاء نتنياهو مع مرافقيه من الصحفيين الإسرائيليين في مقر إقامته بمبنى الضيافة في البيت الأبيض "بلير هاوس"، كتب على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": "لقاء دافئ ورائع مع الرئيس ترامب، يوم ناجح لدولة إسرائيل".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي للصحفيين: "التقيت طوال حياتي بالكثير من الرؤساء، وأستطيع أن أقول عن لقائي الأول مع ترامب، إنه لم يكن لدينا أبدا صديق أكبر وأعز من ترامب. فقد تحدث عن تدشين عصر جديد من العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولا شك أنكم رأيتم وتأثرتم هذا الاستقبال الحار تجاهي أنا وسارة".
وسئل نتنياهو عما إذا كان حل الدولتين قد مات، على خلفية ما قاله ترامب بأنه لن يصر عليه، وإنما سيختار "ما يريده الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي)"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "هذا يتوقف على ما يعنيه حل الدولتين هذا، فأبو مازن يعتقد أن الدولة الفلسطينية هذه تعني حق العودة ورحيل الجيش الإسرائيلي، وهذا غير مقبول، والسؤال هو ماذا سيقيمون هناك: كوستاريكا أم إيران؟ وبالنسبة لي، في جميع الأحوال ستكون إسرائيل السلطة العليا والحاكمة في موضوع الأمن والجيش".
وأضاف نتنياهو: "لا أريد ضم ما يقرب من مليوني فلسطيني، فلست مهتما بأن يكونوا من رعايانا.. ولكن من جانب آخر لن نكون رهائن للإرهاب ولن نخضع له، وأنا لم أغير كلمة من خطابي الذي ألقيته في مؤتمر بار إيلان".
وحول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما ورد في وعود ترامب الانتخابية، قال نتنياهو: "في هذا الموضوع قلت له إنني أؤيد نقل السفارة للقدس، وسمع رأينا بشكل واضح لا لبس فيه، وهو يحتاج وقتا لفحص الموضوع".
وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أنه طلب من ترامب اعترافا بأن الجولان السورية المحتلة جزء من إسرائيل، وقال: "لن أخبركم كيف أجاب على ذلك"، لكنه أضاف: "لم يرد الرئيس باندهاش على ما طلبته منه".
وقال نتنياهو إنه تحدث باستفاضة ولوقت طويل مع الرئيس الأمريكي عن التهديد الإيراني الذي وصفه بأنه "كبير جدا". وأضاف: "كرر ترامب ما قاله من أن الاتفاق النووي الإيراني سيء للغاية، وأعاد تعهده بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وهو يعرف جيدا عدوانية إيران في أماكن أخرى بالمنطقة، وأكدنا على التعاون من اجل التصدي لهذا التهديد. كما تناولنا الملف السوري أيضا، وكذلك ملف حزب الله، وجميعها ملفات مرتبطة بإيران".
وأضاف: "ترامب صديق كبير للشعب اليهودي ودولة إسرائيل، وليس معاديا للسامية، ومخاوف اليهود الأمريكيين ليست في محلها، وأنا أقول ذلك في ضوء معرفتي به وبعائلته.. فترامب لديه تعاطف شخصي تجاهي وتجاه إسرائيل، ونحن لم نتعارف منذ الأمس فقط، كما نشأت علاقة بين زوجتينا اللتين تحادثا معا هاتفيا، وترامب سيزور إسرائيل متى شاء، فهو ضيف مهم".
فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، قال نتنياهو إنها شهدت تغييرا مهما، وأضاف: "روسيا موجودة في سوريا لا للمس بنا، ونحن ننسق معهم عبر الهاتف مرة كل أسبوعين أو 3 أسابيع، ونحرص على استمرار هذا التنسيق وتعزيزه، فنحن في ميدان يعاني من السيولة، وهناك أمور ليست على هوانا، مثل الوجود الإيراني في سوريا، وحقيقة أن هناك ميليشيات شيعية في سوريا، ليست على هوانا، وأنا أقول هذا الكلام للرئيس الروسي بوتين بصورة مباشرة، ولدينا علاقات ود وثقة مع روسيا، حتى على الرغم من عدم اتفاقنا في بعض الموضوعات".
ووجه نتنياهو انتقادا غير مباشر لأحد وزرائه قائلا: "أحد وزراء الحكومة أراد بنية طيبة أن يساعدني وقال إنني على وشك أن أعرض على ترامب إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وأنا أوضحت إلى أي مدى تساهم العلاقات بين إسرائيل ومصر في استقرار المنطقة، وعلاقاتنا مع مصر ممتازة، وننظر إلى مصر باعتبارها دولة مستقرة، واتفاق السلام بيننا يساهم بكل أبعاده في تحقيق الاستقرار بالمنطقة".