ترامب ونتنياهو.. رحلة الأسرار والصدمات في العلاقات بين أمريكا وإسرائيل
لقاء ترامب ونتنياهو يأتي بعد رحلة طويلة من العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. ما أبرز الأسرار والصدمات؟
تختلق إسرائيل تاريخا من العلاقات الوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية حين تدعي أنها تعود إلى القرن الـ19، عبر الإشارة إلى تأسيس القنصلية الأمريكية في القدس عام 1844، وزيارة الأديب الأمريكي الساخر الشهير مارك توين لفلسطين عام 1867، وإقامة العديد من المستعمرات الأمريكية في فلسطين بنهاية القرن نفسه.
وتروج الدعاية الإسرائيلية لذلك رغم أن الحديث يجري في تلك الفترة عن فلسطين العربية، وليس عن إسرائيل التي أقيمت على الأراضي المغتصبة من الفلسطينيين عام 1948.
لكن الإسرائيليون يشيرون إلى دور الولايات المتحدة في الهجرات اليهودية إلى فلسطين العربية، والتي بدأت في وقت الحرب العالمية الأولى، على يد هنري مورجانثو، رجل الأعمال الأمريكي الذي كان سفيرا للولايات المتحدة لدى الإمبراطورية العثمانية، والذي رتب نقل المهاجرين اليهود والمساعدات إلى فلسطين على متن الأسطول الأمريكي.
وفي 3 مارس 1919 أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون (1913 – 1921)، عن تأييده ودعمه لإقامة "جالية يهودية" في فلسطين.
وفي 1922 صدق الكونجرس على مقترح يدعم إقامة "وطن قومي" لليهود.
وفي 1924 تم التوقيع على اتفاق بين بريطانيا والولايات المتحدة، ينص البند السابع فيه على ضرورة الحفاظ على المصالح الأمريكية في فلسطين.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين، ضعفت بشدة منظومة العلاقات بين الولايات المتحدة وفلسطين، بسبب مبدأ "العزلة" الذي انتهجته الولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، واعتبارها أن منطقة الشرق الأوسط منطقة نفوذ بريطاني لا يجوز التدخل فيها. ولم يكن هناك أي مظهر للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية سوى استمرار عمل الفريق الطبي الأمريكي "هداسا"، علما بأن "هاداسا" أصلا هي اختصار لاسم "المنظمة الأمريكية للنساء الصهيونيات"، وما زالت سلسلة مراكز طبية باسم "هاداسا" تعمل في إسرائيل اليوم. كما كان من علامات العلاقات الإسرائيلية المتبقية في تلك الفترة أعمال جمع التبرعات في الولايات المتحدة لصالح الحركة الصهيونية.
ولم يظهر الاهتمام الأمريكي باليهود مرة أخرى إلا عند تزايد ما يوصف بـ"اضطهاد النازيين" لليهود في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين.
وفي نهاية 1938 اقترح الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (1933 – 1945) على بريطانيا أن يتم نقل بعض السكان العرب في فلسطين إلى الدول العربية المجاورة، لكن بريطانيا اكتفت بإبقائه قيد الحفظ على الأرفف.
وفي عام 1939، ضغط الكونجرس ويهود الولايات المتحدة على بريطانيا لمنعها من إعلان ما يسمى بالكتاب الأبيض الثالث، الذي أعلنت فيه عددا من المبادئ، من بينها أن فلسطين لا يمكن أن تنتسب إلى العرب أو اليهود، وأنه خلال 10 سنوات ستقام على أرض فلسطين دولة ذات قوميتين لسكان فلسطين جميعا من العرب واليهود على حد سواء. كما نص على أنه سيتم تقييد شراء الأراضي الفلسطينية الذي توسع فيه اليهود بشكل كبير، فضلا عن تحجيم الهجرات اليهودية إلى فلسطين لتقف عند حد 75 ألف مهاجر فقط، ولم تعترض الولايات المتحدة على ذلك، بل ولم تتدخل وأكدت على ضرورة مراعاة مصالح العرب وأخذها في الاعتبار.
ونجح اليهود في استغلال الحرب العالمية الثانية لتضخيم ما يسمى بمعاناة اليهود على يد النازيين، حتى أيدت الولايات المتحدة قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة في نهاية 1947، والذي رفضه العرب واليهود على حد سواء.
ومع ذلك تم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل في 15 مايو 1948، واعترفت بها الولايات المتحدة في 30 يناير 1949.
ومع اندلاع حرب فلسطين 1948 فرضت الولايات المتحدة حظرا على بيع السلاح لإسرائيل، بل واعتقلت المباحث الفيدرالية الأمريكية (إف بي آي) عددا من اليهود الأمريكيين الذين نقلوا السلاح إلى إسرائيل. وفي يناير 1949، خلال الحرب توغلت قوة من العصابات الصهيونية في أرض سيناء، فطلبت الولايات المتحدة خروجها من هناك فورا، وبعد انتهاء الحرب اعترضت الولايات المتحدة على العمليات الانتقامية التي نفذتها إسرائيل ضد السكان العرب.
وفي 1951 رفضت الولايات المتحدة طلبا إسرائيليا بمساعدتها في تحصيل تعويضات من ألمانيا عما قيل إنه "جرائم ألمانيا النازية ضد اليهود".
وفي المقابل بدأت الولايات المتحدة في تقديم مساعدات لإسرائيل تقدر بعشرات الملايين من الدولارات سنويا، استمرت حتى مطلع سبعينيات القرن العشرين.
في يوليو 1952، أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان استمراره في معارضته لإسرائيل، ومطالبته بضرورة إقامة نظام دولي في القدس.
وفي الشهور الأربعة الأولى من عام 1956، عمل المبعوث الأمريكي الخاص، روبرت أندرسون، كوسيط للسلام بين مصر وإسرائيل، لكنه فشل.
وبعد وقوع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ضغطت الولايات المتحدة بشدة على فرنسا وبريطانيا لتعاونهما مع إسرائيل ضد مصر، وأصدرت واشنطن إنذارا شديد اللهجة يطالب القوات الإسرائيلية بالخروج من سيناء فورا، وهو ما حدث.
وفي بداية ستينيات القرن العشرين، اكتشفت الولايات المتحدة أن إسرائيل تبني مفاعلا نوويا بمساعدة فرنسا، وأسفرت الضغوط الأمريكية عن موافقة إسرائيل على قيام مراقبين أمريكيين بعدة زيارات إلى المفاعل النووي، استمرت حتى نهاية الستينيات، واستمرت الضغوط الأمريكية حتى انتهى الأمر باعتراف واشنطن في مطلع السبعينيات بالقدرات النووية الإسرائيلية.
وفي مطلع يونيو 1964 كان ليفي أشكول هو أول رئيس وزراء إسرائيلي تتم دعوته إلى زيارة رسمية في الولايات المتحدة، ومقابلة رئيس أمريكي في البيت الأبيض، هو ليندون جونسون.
وحتى اندلاع حرب يونيو 1967، كانت فرنسا هي مورد السلاح الرئيسي لإسرائيل، لكن الولايات المتحدة بدأت في بيع السلاح لإسرائيل مطلع ستينيات القرن العشرين.
وحاولت الولايات المتحدة منع اندلاع حرب 1967، لكنها فشلت، ولا يعلم الكثيرون أن هذه الحرب شهدت هجوم الطائرات وقوات البحرية الإسرائيلية على سفينة تجسس أمريكية، وهو ما يعرف باسم "حادثة ليبرتي"، التي أسفرت عن مقتل 34 أمريكيا وإصابة 171 من أفراد الطاقم.
وبعد الحرب توطدت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب ميل أغلب الدول العربية آنذاك باتجاه الاتحاد السوفيتي، وتدهور العلاقات الإسرائيلية الفرنسية، وترتب على ذلك أن أصبحت الولايات المتحدة هي مورد السلاح الرئيسي لإسرائيل.
ومع ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عدم اعترافها بضم إسرائيل للقدس الشرقية ورفضت ذلك بشدة، وأصرت على اعتبارها "أرضا محتلة".
وبعد حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، تعرضت الولايات المتحدة لمشاكل داخلية، أبرزها فضيحة "ووترجيت" التي كان من تداعياتها انسحاب الولايات المتحدة من المشهد الشرق أوسطي.
وكان من نتائج حرب أكتوبر 1973 توطيد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، خاصة بعد أن فاجأ الجيشان المصري والسوري القوات الإسرائيلية في الحرب، وسارعت الولايات المتحدة إلى إنشاء جسر جوي لنقل السلاح والمعدات العسكرية لإسرائيل لمنع انهيارها التام.
وبعد انتصار مصر في الحرب، وبفضل سياسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مارست الولايات المتحدة ضغوطا شديدة على إسرائيل من أجل دفعها في طريق السلام.
وفي 16 يونيو 1974 زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إسرائيل، لتكون هذه أول زيارة لرئيس أمريكي إلى إسرائيل.
وفي مارس 1975 شهدت العلاقات أزمة حين طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل الانسحاب من ممرات ميتلا والجدي في سيناء المصرية بدون اتفاق أو قتال، وهو ما انتهى بتوقيع مذكرة تفاهم تتعهد فيه الولايات المتحدة بتوفير احتياجات إسرائيل من النفط بدلا مما كانت تسرقه من سيناء.
في 1 سبتمبر 1975، أرسل الرئيس الأمريكي جيرالد فورد رسالة سرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، تعهد فيه بتزويد إسرائيل بالسلاح وضمان تفوقها العسكري على العرب.
وفي 17 سبتمبر 1978 كانت أمريكا هي الوسيط الرئيسي لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل في البيت الأبيض، حتى تم توقيع اتفاق السلام النهائي في 26 مارس 1979.
وفي 3 مارس 1980، أيدت الولايات المتحدة قرار مجلس الأمن رقم 465 الذي أعلن سريان اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ضمنها القدس الشرقية.
وبدءا من 1981 أصبحت إسرائيل تتلقى مساعدات مدنية أمريكية سنوية، وفي 30 أكتوبر من هذا العام تم توقيع اتفاق تعاون استراتيجي بين الجانبين، لكن سرعان ما تم إلغاؤه بعد إعلان إسرائيل ضم هضبة الجولان السورية المحتلة.
وعقب الهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو، توترت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتم عرقلة تزويد إسرائيل بصفقة طائرات قتالية أمريكية.
في 1982، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيج أن إسرائيل هي "أكبر حاملة طائرات أمريكية والأكثر فعالية"، وأنها لا تحتاج لوضع جنود أمريكيين عليها، ولا يمكن إغراقها، وتبحر في منطقة حيوية لأمن الولايات المتحدة.
في 29 نوفمبر 1983، تم توقيع اتفاق الحوار المشترك.
وفي يناير 1984 تم إجراء أول مناورات بحرية وجوية مشتركة، وتبع ذلك إنشاء الولايات المتحدة مخازن ذخيرة ومعدات عسكرية في إسرائيل.
في 1985 استقرت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل عند حاجز 3 مليارات دولار سنويا، فضلا عن منحة بـ1.5 مليار دولار، وتزويد إسرائيل بخبراء اقتصاديين، كان منهم ستانلي فيشر الذي تولى رئاسة البنك المركزي الإسرائيلي.
وفي 22 أبريل 1985 تم التوقيع على اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين لأول مرة.
في 21 نوفمبر 1985 تدهورت العلاقات بسبب كشف قضية الجاسوس جوناثان بولارد الذي كان يتجسس لصالح إسرائيل وينقل ملفات حساسة للغاية، ومنحته إسرائيل جنسيتها عام 1996، وتم الإفراج عنه في 20 نوفمبر 2015 في ظل قيود.
في عام 1990 طلبت إسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة قيمتها 10 مليارات دولار لاستيعاب الهجرة المتزايدة إليها من دول الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وبخ إسرائيل بسبب توسعها الاستيطاني وضغط عليها لحضور مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل والدول العربية، وتعثرت المفاوضات مما أدى إلى توتر العلاقات الإسرائيلية الأمريكية في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير.
بعد انتخابات إسرائيل عام 1992، تحسنت العلاقات بفضل رئيس الوزراء إسحاق رابين الذي سبق أن عمل سفيرا في واشنطن، والتي وافقت على صرف 5 مليارات دولار دعما لإسرائيل.
وفي يناير 1993 خسر بوش الانتخابات في مواجهة خصمه بيل كلينتون الذي حظي بدعم إسرائيل واللوبي اليهودي. ورغم أن الولايات المتحدة لم تشارك في مفاوضات أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن الطرفين أصرا على توقيع الاتفاق في البيت الأبيض في 13 سبتمبر 1993، ما منح الاتفاق رعاية أمريكية.
في 23 أكتوبر 1995، تم تمرير قانون في الولايات المتحدة يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويلزم الإدارة الأمريكية بنقل السفارة من تل أبيب إلى هناك، لكن تم تجميد القانون منذ ذلك الحين ولم يتم تنفيذه أبدا.
وعقب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين على يد متطرف يهودي، في 4 نوفمبر 1995، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إسرائيل لمواساة الإسرائيليين.
وبعد فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية لأول مرة، في 1996، اندلعت احتجاجات فلسطينية واسعة احتجاجا على فتح نفق أسفل حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى.
وضغطت الولايات المتحدة على نتنياهو من أجل إخلاء مدينة الخليل، وهو ما أدى إلى توقيع اتفاقية الخليل مع الفلسطينيين في يناير 1997. ولكن تدهورت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بسبب رفض نتنياهو السير قدما في عملية السلام. ولكن الضغوط الأمريكية أسفرت في النهاية عن إجبار نتنياهو على حضور مؤتمر "واي" للسلام في نهاية 1998، حيث تم توقيع اتفاق للتقدم في العملية السياسية، ولكن العلاقات بينهما واصلت تدهورها عندما قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بزيارة قطاع غزة.
وخسر نتنياهو الانتخابات وجاء إيهود باراك لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، فتحسنت العلاقات، خاصة مع استعداد باراك لتوقيع اتفاق سلام مع سوريا والفلسطينيين لكنها فشلت.
واندلعت أزمة جديدة بين الجانبين بسبب صفقة أسلحة من إسرائيل إلى الصين عام 2000، قيمتها مليار دولار حيث خشي الأمريكيون من تسرب أسرار التكنولوجية الأمريكية إلى بكين، واضطرت إسرائيل في النهاية إلى إلغاء الصفقة.
وجاء انتخاب جورج بوش الابن في أمريكا واريل شارون في إسرائيل في مطلع 2001 ليبعد أمريكا عن التدخل في شؤون المنطقة.
وجاءت تفجيرات 11 سبتمبر 2001 لتقرب بين الجانبين بشدة حتى بدا بوش الابن منحازا بشدة لإسرائيل.
وجاء انتخاب باراك أوباما لرئاسة أمريكا ونتنياهو لرئاسة الحكومة الإسرائيلية في مطلع عام 2009، ليعود التوتر إلى العلاقات بين الجانبين، خاصة بعد أن طالبت واشنطن بوقف الاستيطان الإسرائيلي من أجل بدء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
وفي 2010 اندلعت أزمة في العلاقات بعد إعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس.
وفي 20 مارس 2013 زار أوباما إسرائيل، لكن الخلاف ظل قائما ولو على استحياء، وتفاقم الأمر بتوقيع الولايات المتحدة على الاتفاق النووي الإيراني، حتى بات نتنياهو يهاجم الإدارة الأمريكية علنا وبقسوة.
وفي 23 ديسمبر 2016، تلقت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ضربة إضافية عندما امتنعت واشنطن عن استخدام حق الفيتو ضد قرار يجرم بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
في ظل هذه الأمواج العاتية من الصعود والهبوط في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، يتوجه بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الأربعاء 15 فبراير 2017، وسط جدل كبير بشأن ما يمكن تحقيقه من هذه الزيارة.
ولعل من المثير للسخرية أن يظهر نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، في مظهر "حمامة السلام" حين يحاصره أقطاب اليمين المتطرف في إسرائيل قبل سفره هذا، ليطالبوه بانتهاز الفرصة السانحة بوصول ترامب الذي يوصف بأنه "محب لإسرائيل" إلى البيت الأبيض.
ويطالب اليمين المتطرف نتنياهو بمطالبة ترامب بإسقاط حل الدولتين المتعارف عليه لحل القضية الفلسطينية، وأخذ تصريح واضح وعلني على التوسع الاستيطاني وفرض السيادة الإسرائيلية على كل أراضي فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وما يتضمنه ذلك من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ويسفه بعض المتطرفين الإسرائيليين من أطماع نتنياهو الذي يريد فقط موافقة أمريكية على الاستبعاد النهائي لفكرة إخلاء المستوطنات، واعتماد آخر مستوطنة حدودا لدولة إسرائيل في أي حل أو اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين.
في المقابل، لا يخفي بعض قيادات يهود الولايات المتحدة غيظهم من الحماس الإسرائيلي لدونالد ترامب، بل ويتهمون قادة إسرائيل بالسذاجة والجهل، إلى حد التحذير من أن ترامب سيكون الأكثر خطرا على إسرائيل من أي رئيس أمريكي آخر.
وربما بدأ البعض يستشعر القلق في إسرائيل حين أدلى الرئيس الأمريكي بحوار إلى صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، واستبعد فيه فكرة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومطالبته الفلسطينيين والإسرائيليين بالتصرف بعقلانية خلال الفترة المقبلة، وإصراره على تحقيق السلام، دون أن يوضح طريقة ذلك، كما انتقد ترامب سياسة التوسع الاستيطاني وأكد أنها لا تخدم مساعي السلام.
كل هذه الأمور تجعل الكثير من المراقبين لا ينتظرون الكثير من الإنجازات خلال القمة المرتقبة بين نتنياهو وترامب في البيت الأبيض، على عكس بعض الإسرائيليين الذين ربما يترجمون الصدمة إلى مساعي للإطاحة بحكومة نتنياهو، والبحث عن لاعبين جدد على الساحة الإسرائيلية.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز