"صادات" التركية والإرهابي الزنداني.. تحقيق يكشف العلاقة
كشف موقع سويدي عن استثمار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شبكة جماعة الإخوان لاكتساب نفوذ في اليمن الذي مزقه الحرب.
وفي تحقيق أجراه موقع "نورديك مونيتور"، أزيح الستار عن استثمار أردوغان في شبكة جماعة الإخوان باليمن، وإرساله كبير مستشاريه العسكريين للقاء أحد الإرهابيين في صنعاء.
وطبقًا للسجلات الداخلية الخاصة بشركة "صادات" العسكرية الخاصة، التي يعتقد كثيرون أنها قوة شبه عسكرية موالية للرئيس التركي، اجتمع عبدالمجيد الزنداني، البالغ من العمر 70 عامًا، وتصنفه الولايات المتحدة "إرهابيا"، في السر مع وفد زائر من المجموعة في اليمن لإجراء محادثات بشأن الشؤون العربية والإسلامية.
وأشار الموقع السويدي إلى أن مجموعة صادات، التي يقودها عدنان تانريفردي، وهو ضابط متقاعد ومستشار عسكري سابق لأردوغان، كانت تعمل كمركز لوجيستي وتدريبي للإرهابيين في تركيا وسوريا وليبيا وغيرها من الدول.
وتواصلت الشركة مع شبكة الزنداني عام 2014 عندما أرسلت وفدا خاصا إلى صنعاء تحت ستار برنامج تعاون لمنظمة أهلية.
والتقى كبار النواب بـ"صادات"، وهم: نجم الدين كيليش، وعلي كورت، وإرسان إرجور، مع رجل الدين المتطرف بمكان غير محدد بصنعاء في الفترة ما بين 19 و20 فبراير/شباط عام 2014.
ولفت "نورديك مونيتور" إلى أن كيليش هو نائب رئيس مجلس إدارة منظمة تسمى "جمعية المدافعين عن العدالة"، وهي جماعة تابعة لـ"صادات" لكن تحت اسم آخر، أما إرجور فهو عضو بمجلس إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجمعية. وبالنسبة لكورت، فلقبه الرسمي هو الأمين العام لاتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، التي تعتبر منظمة صورية لـ"صادات".
وحضر الاجتماع الخاص 10 أشخاص من الجانبين. وطبقًا لمحضر الاجتماع، الذي غطى جزءا من النقاش وحصل عليه "نورديك مونيتور"، أخبر الزنداني أعضاء شركة "صادات" بأن "تركيا تحت قيادة أردوغان ستقود العالم الإسلامي قريبًا".
وأشار إلى أن أردوغان كان بالفعل يطهر ساحة المعركة، وأن الرئاسة التركية كانت تجهز تركيا لعملية كبرى ستحدث في المستقبل.
لم يشمل محضر الاجتماع جميع التفاصيل، لكنه أشار إلى أن بعض المعلومات التي جمعها فريق "صادات" لم تكتب ولكن نقلها الوفد شفويًا إلى تانريفردي لدى عودتهم إلى تركيا. ورجح أنه جرى استبعاد المساءل بالغة الحساسية خوفًا من تسريبها إلى الإعلام.
وخلال مقابلة بعد استقالته من منصب كبير المستشارين العسكريين لأردوغان في يناير/كانون الثاني عام 2020، اعترف تانريفردي بأنه التقى شخصيًا مع الزنداني، وتناقشا بشأن "المهدي المنتظر".
وقال تانريفردي: "سألته (عبدالمجيد) هل سيكون هناك اتحاد إسلامي؟ فقال سيكون. سألته: متى سيحدث ذلك؟ فأجاب: عندما يأتي المهدي".
وعزز الزنداني العلاقات مع الإسلاميين في تركيا، خاصة نجم الدين أربكان، معلم أردوغان والأب المؤسس للإسلام السياسي في تركيا، حتى إن أربكا ساعده ماديًا عندما أسس الزنداني جامعة الإيمان في صنعاء.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الصلات المالية للزنداني مع الإسلاميين الأتراك، ووصفت الجامعة بـ"مصنع لإنتاج المتطرف" التي استقطبت مئات الطلاب غير اليمنيين لدروسها.
ودائمًا ما كانت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان في تركيا تتحدث عن الزنداني، حتى إنه قال خلال مقابلة مع صحيفة إسلامية في مايو/أيار عام 2013، إنه يدعو لأردوغان.
وبالرغم من أن الزنداني انتقل إلى تركيا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، لطالما كانت عائلته وأتباعه المخلصون يقيمون هناك وعملوا عن كثب مع حكومة أردوغان لدعم جماعة الإخوان وغيرها من الشبكات الإرهابية، بحسب "نورديك مونيتور".