ذكراها الـ19.. كيف اعتقل صدام حسين بـ"الفجر الأحمر"؟ (صور)
مرت أمس الثلاثاء، الذكرى الـ 19 على اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على يد القوات الأمريكية في عام 2003.
فقبل 19 عاما تمكنت قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في العراق من اعتقال الرئيس الراحل صدام حسين، في عملية حملت اسم "الفجر الأحمر".
وتلك العملية تمت بعد فترة وجيزة من دخول قوات التحالف العراق أوائل عام 2003، حيث بدأت عملية مطاردة واسعة لتقديم صدام حسين إلى العدالة، تحت الاسم الكودي "عملية الفجر الأحمر".
واستغرق العثور عليه تسعة أشهر، ليقدم بعدها للمحاكمة ويتم إعدامه في 30 ديسمبر/ كانون الأول عام 2006، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، اتخذت الحكومة الأمريكية موقفا متشددا تجاه الديكتاتور، حيث وصف الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش العراق بأنه جزء من "محور الشر"، وفقا للصحيفة البريطانية.
وفي مارس/ آذار 2003، غزت الولايات المتحدة - إلى جانب المملكة المتحدة وأستراليا وبولندا - العراق بهدف معلن وهو السيطرة على أسلحة صدام النووية.
وأضافت في تقريرها :" تم اجتياح القوات العراقية في غضون أسابيع وسقطت الحكومة. لكن القوات لم تعثر عليه في أي مكان".
كما قامت الولايات المتحدة بتصنيف صدام "هدفا عالي القيمة رقم واحد" - على رأس قائمة من أعضاء نظامه الـ 55 الأكثر طلبًا.
كما "تبع ذلك جهد بحث هائل شارك فيه عشرات الآلاف من القوات الأمريكية، بما في ذلك وحدة Task Force 121 التي تم إنشاؤها خصيصًا لملاحقة صدام وأعضاء نظامه".
تفاصيل" الفجر الأحمر"
وتابعت الصحيفة:" استغرقت المهمة، التي أطلق عليها اسم عملية الفجر الأحمر، تسعة أشهر لتحقيق هدفها".
وأجرت القوات الأمريكية مئات عمليات الاستجواب إلى أن تمكنت من اعتقال مساعد مقرب لصدام على استعداد للتعاون.
وحينها كشف العقيد محمد إبراهيم المسلط، الضابط السابق في الحرس الخاص للرئيس العراقي، أن "صدام يختبئ في مكان لا يبعد كثيرا عن موطن أجداده في مدينة تكريت".
كما أكد " المسلط"، وفق الصحيفة "إمكانية وجوده في واحد من منزلين بالطوب اللبن في مزرعة بقرية الدور".
وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول 2003، تم تكليف 600 جندي أمريكي بالمهمة وقيل لهم إنهم متجهون لاعتقال هدف مهم.
قام الجنود في البداية بتفتيش موقعين في بلدة الدور – أطلق عليهما "عرين الذئب1" وعرين الذئب2" ولكن دون جدوى، فقاموا بإغلاق المنطقة ووسعوا عملية البحث إلى أن عثروا بالقرب من نهر دجلة على منزل من غرفتين من الطوب اللبن في إحداهما سرير وكرسي وفي الأخرى مطبخ بدائي به صنبور ماء.
وعلى نحو مفاجئ عثر الجنود على حقيبة تحوي 750 ألف دولار، ما عزز لديهم الشكوك بوجود شخص مهم قد يكون صدام حسين.
ووفق ""ديلي إكسبريس" فتشير إحدى الروايات إلى أن استجواب صاحب المزرعة وجّههم نحو بساط متسخ على الأرض بالخارج.
وأضافت:" أسفل البساط كانت توجد سدادة من البوليسترين تسد مدخل فتحة صغيرة في الأرض ليجدوا مدخل قبو عمقه متران ونصف المتر وعرض مساحته في الأسفل 180 سنتمتراً تتسع لشخص واحد مستلق".
ويقال إن أحد المترجمين العراقيين قد تعرف على الفور على صوت صدام حسين الآتي من الحفرة.
ويقول الكولونيل جيمس هيكي، قائد الفرقة التي كلفت بالبحث عن الرئيس العراقي الراحل، إن "جنوده أوشكوا على رمي قنبلة يدوية داخل الحفرة لولا مسارعة صدام بالاستسلام".
في النهاية تم العثور على صدام مختبئًا في مخبأ بدائي أطلق عليه "حفرة العنكبوت".
وتُظهر التقارير والصور الخاصة بالقبض على صدام أنه "كان أشعث رث الثياب، وعلى الرغم من كونه مسلحًا بمسدس، إلا أنه لم يبد أي مقاومة، وبحسب ما ورد لم يصب بأذى أثناء عملية الاعتقال"، وفق الصحيفة.
وكانت عبارة "الفوز بالجائزة الكبرى!" العبارة المستخدمة للتعبير عن أسره عبر أجهزة اللاسلكي، لكن الإعلان عن اعتقاله صدر في اليوم التالي من قبل المسؤول الأمريكي بول بريمر.
بعد احتجازه من قبل الولايات المتحدة في بغداد لمدة ستة أشهر، تم تسليمه إلى الحكومة العراقية المؤقتة ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، أدين وحُكم عليه بالإعدام شنقًا في 30 ديسمبر / كانون الأول من ذلك. وسرعان ما انتشرت لقطات إعدامه على الهواتف المحمولة.