في صراع السلطة كل شيء مباح.. الإخوان تنتقد توظيف الغرياني للفتوى
في مفارقة مثيرة للسخرية انتقدت جماعة الإخوان في ليبيا التوظيف السياسي للفتوى متهمة صادق الغرياتي حليف الأمس بالتحريض ضد عناصرها.
وفي معركة الاستحواذ على السلطة لا تتورع جماعة الإخوان في كيل الاتهامات لخصومها وإن كانوا على أرضيتها الإرهابية وحلفاء الأمس القريب، كما لا تتورع في أن تدخل هذا الصراع من باب رفض توظيف الدين سياسيا.
وتخطو ليبيا خطوات حثيثة بدعم دولي، نحو توحيد البلاد تحت سلطة تنفيذية واحدة، تقود البلاد لإجراء انتخابات عامة في 24 ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، ما يضع حدًا لحالة الاحتراب الداخلي، وتبعاتها من أزمات اقتصادية أثقلت كاهل الليبيين على مدار عقد من الزمان.
صراع على المكاسب
إلا أن صراعًا نشب بين ذراعي حكومة "الوفاق"، التي تمسك إحداهما بزمام المال السياسي وبالنفوذ، فيما تتحكم الأخرى في الفتاوى التحريضية، حول آلية الخروج من المرحلة الانتقالية الحالية، وما المكاسب التي يمكن تحقيقها، قبل وضع حد لنهاية الأزمات.
مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، هاجم خلال لقائه عبر قناة "التناصح"، ما يجري من حوارات ونقاشات بين الفرقاء الليبيين، مشيرًا إلى أن هناك صراعًا على السلطة، يقوده حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في البلاد.
وأفتى الغرياني في تصريحات له، بأن ما يجري من حوارات ونقاشات بين الفرقاء الليبيين على كل المستويات هو "الفساد في الأرض"، زاعمًا أن ما يجري مؤامرة دولية ضد البلد والليبيين.
"تحريض مباشر"
تصريحات الغرياني، اعتبرها حزب "العدالة والبناء"، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، تحريضًا مباشرًا عليه وعلى أعضائه، محملا إياه مسؤولية سلامتهم.
كما اعتبر حزب العدالة والبناء، التصريحات، توظيفًا للفتوى الدينية لمهاجمة اجتهادات سياسية، مطالبا من وصفهم بـ"أهل العلم في ليبيا" بأن يخرجوا عن صمتهم وأن يقوموا بواجباتهم تجاه هذا التوظيف الخاطئ للفتوى، مشيرًا إلى أنهم أدرى بخطورة السكوت عن مثل هذا المسلك وما يسببه من فوضى واهتزاز لرمزية الإفتاء.
ويرى مراقبون أن تحميل "العدالة والبناء"، الغرياني، مسؤولية سلامة أعضائه، ينذر بحملة اغتيالات قادمة، سواء في صفوف تنظيم الإخوان، أو في الجهة المقابلة التي يقودها مفتي الإرهاب في ليبيا.
وحذر المراقبون، من دفع العاصمة الليبية طرابلس إلى حرب، ما يؤثر على المسارات السياسية والاقتصادية والدستورية الجارية حاليًا، لتوحيد البلاد، والخروج بها من الأزمة العاصفة التي طالت قرابة عقد من الزمان.
تسريب تسجيل
الخلاف الذي احتدم بين ذراعي السراج، ظهر للعلن، بعد ساعات من تسريب تسجيل لرئيس حزب "العدالة والبناء" محمد صوان، أكد فيه أن تنظيم الإخوان يسعى لاستنساخ تجربة الصخيرات في المفاوضات.
وكان الفرقاء في ليبيا قد وقعوا اتفاقا سياسيا بمدينة الصخيرات عام 2015 جرى بموجبه تشكيل حكومة الوفاق التي هيمنت عليها التنظيمات الإرهابية.
وقال صوان، في التسجيل الذي نشرته وسائل إعلام ليبية، إن التنظيم الإرهابي هو المسؤول عن انقلاب "فجر ليبيا" 2014 الذي تسبب بالفوضى وانقسام المؤسسات، مؤكدًا أن حرب "فجر ليبيا" حققت جزءًا من هدفها، وأن الجزء الآخر تحقق في مفاوضات الصخيرات، مشددا على أن كليهما كان يهدف إلى انتزاع الشرعية من الحكومة والبرلمان المنتخب ديمقراطيا عام 2014.
كما أكد صوان، في التسجيل المصور، أنه دعم تلك الحرب التي أحرقت العاصمة طرابلس وأنه وقف على كل تفاصيلها، وقام بتسييل 700 مليون دينار سرا وبالمخالفة من مصرف ليبيا المركزي لرئيس الحكومة الموازية حينها خليفة الغويل كدعم للحرب، مشيرًا إلى أن التنظيم ورط الليبيين في مشروع الصخيرات تتويجا لفجر ليبيا.
وفي تحد صريح أعلن صوان أن التنظيم يسعى الآن لاستنساخ التجربة نفسها، في الحوارات الجارية، رافضا إجراء الانتخابات المزمعة ومشككا في جدواها كون كل الاستطلاعات تشير لاستحالة فوزهم ديمقراطيا في أي انتخابات.