الغرياني و"رأس السنة".. مفتي الإرهاب يبيح أنخاب الأتراك في ليبيا
أعاد الصادق الغرياني الملقب بمفتي الإرهاب في ليبيا ضبط فتواه حول الاحتفال برأس السنة الميلادية على الموجة التركية.
وما كان حراما على الليبيين قبل نحو 5 سنوات على لسان الغرياني نفسه بات مباحا لجنود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون أن يستنكف الغرياني أن يقدحوا أنخابهم بكؤوس مترعة بدماء أبناء شعبه.
الصادق الغرياني الذي عزل بقرار من مجلس النواب الليبي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، لفتاواه التحريضية على سفك دماء الليبيين، لم يتوان عن تطويع الدين وسيلة لتحقيق أطماع تركيا في ليبيا.
فتاوى الإرهاب
يحلل ويحرم حسب الاتجاه السياسي، ويناقض بفتاواه التي يصدرها ليل نهار نفسه، فهو الذي أصدر في عام 2015، فتوى حرم فيها على الليبيين الاحتفال برأس السنة الميلادية، مبررًا ذلك بأنه محرم شرعًا، ولا يتوافق مع العقيدة الإسلامية، لأنها من "شعائر الكفار، فكل أمر يتعلق بهذه الأعياد كبطاقات التهنئة، وأشجار الصنوبر، والزينة، والهدايا، لا يجوز للمسلم بيعها أو التعاطي معها، لأن في هذا عونا على المعصية"، على حد قوله.
إلا أن تلك الفتوى لم يجد من يذكره بها، حينما أجاز اليوم الأحد، عبر إحدى القنوات الإخوانية، احتفالات "الكريسماس" التي شهدها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار والوفد العسكري والأمني المصاحب له، في قاعدة معيتيقة أمس، لأنها "تتوافق مع ضرورة دفع الضرر وتقديم المنفعة"، على حد قوله.
لكن بالنظر إلى بعض من مواقف الرجل الإخواني بامتياز، والتي تصب جميعها في صالح تركيا ضد بلاده التي لا يعترف بها وطنًا، سيتضح حجم التناقض في فتاواه، وتذرعه بالدين لمخاطبة عقول المغيبين من أنصاره.
فالرجل الذي ما انفك يطالب بقطع العلاقات مع السودان والمغرب على خلفية اتفاقيات السلام التي وقعتها مؤخا مع إسرائيل تناسى الموقف التركي من تل أبيب، حينما أعلن مستشار أردوغان، في 22 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن بلاده تتطلع لإعادة تطبيع كامل معها بحلول مارس/آذار، كاشفًا أن أنقرة اشترت أسلحة كثيرة من إسرائيل ويمكننا فعل ذلك مستقبلًا.
وقال مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، مسعود كاسين: "إذا اقتربت إسرائيل خطوة واحدة، ستتقرب تركيا من جانبها خطوتين".
مفتي الإرهاب بليبيا ينقلب على السراج ويصفه بـ"الفاشل"
تلك التصريحات التي اعتبرها مراقبون "مذلة"، خاطبت فيها أنقرة ود تل أبيب، تناسها مفتي الإرهاب، وطالب بقطع العلاقات مع المغرب والسودان، لأنهما طبعا العلاقات مع إسرائيل، واشتريا بقضية القدس والمسلمين ثمنا قليلا، إلا أنه لم يكشف في المقابل الثمن الذي تكسبه تركيا مقابل التطبيع، بل دعا حكومة السراج غير الشرعية إلى الهرولة واسترضاء الحليف التركي، كما يصفه.
جمع المال وعشق السلطة
تلك المواقف ليست بغريبة على الصادق الغرياني الذي حينما وجد الفرصة سانحة أمامه لاعتلاء "هرم الإفتاء" في ليبيا لم يتركها فأخذ يقدم الغالي والنفيس على مدار 2011 حتى واتته الفرصة في العام التالي، ومنذ هذا الوقت لم يتوقف عن إصدار الفتاوى المحرضة على القتل وسفك الدماء.
وعبر قناة التناصح الإخوانية التي تبث برامجها من تركيا بتمويل قطري، لا يزال الغرياني يقدم نفسه كمفتٍ لليبيا رغم قرار مجلس النواب الليبي بعزله في 2014.
الإخواني الصادق الغرياني.. "سفاح" الإفتاء في ليبيا
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام تصنفها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ضمن الكيانات الإرهابية، باعتبارها جناحاً شرعياً لتحالف الإخوان والجماعة المقاتلة في ليبيا.
ولا يتوقف الغرياني كذلك عن التفاخر بعضويته لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إحدى الأذرع الإخوانية التي تمولها قطر، ويتزعمه الإرهابي يوسف القرضاوي.
تحريم الحج والعمرة
وما بين جمع المال وعشقه للسلطة، لم يخلُ تاريخه من الفتاوى المثيرة للجدل، كان أبرزها الفتوى التي تعاطى معها معظم الليبيين بدهشة واستغراب،، بعد أن حرّم تكرار الحج أو العمرة مرتين، ونصح كل من يريد الحج أو العمرة، أن يدفع الأموال للمليشيات المسلحة في بلاده، من أجل قتال الجيش الليبي في العاصمة طرابلس.
الغرياني مفتي أردوغان.. يدعو الليبيين للاعتذار إلى الترك
كما اعتبر التفجيرات التي شهدها مجمع المحاكم في مصراتة أكتوبر/تشرين الأول 2017 أنه "غضب من الله لتراكم القضايا".
وقبل ذلك بأشهر، وتحديداً في مارس/آذار 2017، بارك الغرياني الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة الهلال النفطي، داعياً أهالي أجدابيا وبنغازي ودرنة للانضمام للإرهابيين في مواجهة الجيش الليبي.
وتوج الصادق الغرياني سلسلة فتاواه الإرهابية بمطالبته باقتحام المدن والمناطق غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ"الثوار".
وبات مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني أحد أبرز المدرجين على قائمة الإرهابيين التي أعلنتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 8 يونيو/حزيران 2017.
الصادق الغرياني.. المفتي الأجير
ولمع نجم الغرياني حين صار أبرز داعمي مشروع (ليبيا الغد) لسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الراحل، لكنه مع بداية أحداث 2011 سارع إلى الدعوة للخروج على الرجل وقتاله.
بفتاواه أشعل الغرياني النيران في النسيج الاجتماعي لأبناء ليبيا، لكن أبرز شرارته كانت في تحريضه عام 2012 على قتل أبناء مدينة بني وليد معقل قبيلة ورفلة، عقابا على وقوفهم بجانب الجيش الوطني.
ملايين الدولارات
وظلت قناعات الصادق الغرياني قائمة على أن "فتاواه" تمنحه حصانة مطلقة ضد المحاسبة، إذ رفض 11 ملاحظة وجهها ديوان المحاسبة الليبي لدار الإفتاء في مايو/أيار 2018 كان أبرزها مرتبطاً بالنفقات الباهظة.
وبحسب تقارير ليبية، فإن الغرياني يمتلك ثروة طائلة تتجاوز 100 مليون دولار موزعة بين مصارف قطر وتركيا وبريطانيا.
خبراء ليبيون: الغرياني والإخوان أدوات أردوغان لإفشال أي حل سياسي
ويمتلك الغرياني جواز سفر قطريا وإقامة دائمة في كل من تركيا وبريطانيا، ونجح في الحصول على تعيينه مفتياً عاماً لليبيا في فبراير/شباط 2012.
التقارير الليبية التي استندت لشهادات مقربين منه، أكدت أن الغرياني جمع ثروته من الدعم القطري وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من تنظيم الإخوان الإرهابي في أكثر من دولة.
ويتصدى سهيل الغرياني، نجل المفتي المعزول، لعملية الإشراف على ملايين الدولارات التي يستثمر جزءا كبيرا منها في "بيزنس العقارات" بتركيا وبريطانيا.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز