"لا شرقية ولا غربية".. الصدر يغلق باب العراق بوجه قاآني
أخفقت إيران من جديد، في إقناع رئيس التيار الصدري، مقتدى الصدر، بالتخلي عن مشروعه السياسي بتشكيل حكومة أغلبية وطنية.
وتسعى طهران منذ شهور، لإعطاء الفرصة للقوى العراقية المقربة من طهران بالانضمام إلى قافلة الصدر التي باتت أقرب لمسك عصا السلطة التنفيذية.
- ضربة جديدة لقوى إيران .. الصدر نحو "الأغلبية الوطنية"
- قاآني بالعراق للقاء الصدر.. ضغوط لإنقاذ "أذرع إيران"
وبعد أقل من ساعة، على لقاء جمع الصدر بقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني في مدينة النجف، مساء الثلاثاء، عاد ليكرر في تغريدة: "حكومة أغلبية وطنية.. لا غربية ولا شرقية".
وكان مكتب الصدر الخاص، كشف في بيان ، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أن "مقتدى الصدر استقبل قائد فيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني) في الحنانة بمحافظة النجف".
وضمن جولات مكوكية، يجري قاآني مباحثات مع قوى عراقية عشية انعقاد الجلسة البرلمانية لانتخاب رئيس الجمهورية، وأمس الإثنين، التقى في العاصمة بغداد، قادة الإطار التنسيقي الغطاء الشيعي الذي يضم قوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.
ويحتدم الصراع بين طرفي المشهد الشيعي في العراق التيار الصدري والإطار التنسيقي بشأن تضاد مشروعيهما في تشكيل الحكومة واختلاف بوصلتهما نحو الخارج الإقليمي والدولي.
ويقدم الصدر مشروع الأغلبية الوطنية الذي يضم الفائزين الكبار، فيما تطرح قوى الإطار التنسيقي الأغلبية السياسية التي تضمن مشاركة جميع الأطراف في تشكيل الحكومة.
وعلى وقع الخلاف المتصاعد بين الجانبين، تتحرك إيران عبر ابتعاث قادة ومسؤولين إلى العراق لتحريك المياه الراكدة وكسر الجليد داخل البيت السياسي الشيعي.
وتفاقمت حدة النزاع بما يرفع حالة الإنذار الشديد لدى القوى المقربة من إيران، مؤخراً بعد أن اختار الصدر الخروج على الحسابات الشيعية السياسية والذهاب بمفرده نحو التحالف مع القوتين السنيتين الأكبر (تقدم وتحالف)، وضم الحزب الديمقراطي الكردستاني لهما كطرف رابع.
وفي الشهر الماضي، جاء قاآني إلى العراق والتقى بقيادات من الإطار التنسيقي ببغداد، فيما كان يقابله تحرك إيران آخر في النجف بابتعاث مسؤول الملف العراقي في مليشيات حزب الله اللبناني، محمد كوثراني.
وجاء ذلك الحراك في محاولة للتقريب بين الإطار والصدر الذي يرفض ضمهم إلى التحالف الرباعي دون أن يقدموا رئيس دولة القانون نوري المالكي قرباناً لذلك الأمر.
ويعيش الصدر والمالكي رئيس الوزراء السابق، خلافا وقطيعة امتدت منذ أكثر من عقد، جراء مواقف اتخذها في السلطة التنفيذية استهدفت أنصار الصدر بعد زج أغلبهم في السجون حينها.
وتخشى إيران من اتساع دائرة الخلاف بين طرفي المشهد الشيعي خوفا من تلاشي الكثير من قواها وأذرعها المسلحة التي عملت على صناعتها منذ عقود.
وأفرزت نتائج الانتخابات التشريعية أرقاما صادمة لقوى إيران التي سجلت تراجعًا كبيرا وصل حد إشهار الإفلاس لبعض مكوناتها، فيما قابلها صعود كبير للتيار الصدري وقوى شخصيات مستقلة.
وكشف مصدر سياسي مطلع، عن فحوى الاجتماع الذي جمع، الثلاثاء، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني في الحنانة بالنجف.
وقال المصدر، لوكالة "شفق نيوز"، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن "قاآني سلم الصدر رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي، أكد فيها على ضرورة توحيد البيت السياسي الشيعي بكل قواه، والتشديد على حرمة تفكيك هذا البيت، تحت أي ظرف كان".
وأضاف المصدر، أن "الصدر أبلغ قاآني، بإيصال رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مفادها بأنه ماض في مشروع حكومة الأغلبية، بمشاركة أطراف من الإطار التنسيقي، وليس كل الاطار، وتحديداً رفض زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، الذي يؤكد خامنئي على مشاركته أو عدم ذهاب الإطار مع الحكومة الجديدة"، وفق المصدر.