قطر ليست حريصة على منظومة دول مجلس التعاون.
هذا المقال للرد على النائبة في مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشم، ويوضح الحقائق التي تجاهلتها عن الأزمة الخليجية، ومن يقف وراءها، وتجاهلت معها العناد والتعنت القطري، وتجاهلت ما قامت به قطر من تدمير للوطن العربي من خليجه العربي إلى محيطه الأطلسي، وسعيها إلى إزالة الأنظمة الخليجية الحاكمة بما فيها الكويت.
قطر هي من سعت إلى تشتيت جهود سيدي سمو الأمير الشيخ صباح -الله يحفظه ويطول بعمره-؛ فالنية مبيّتة لديها في تفكيك منظومة دول مجلس التعاون، ولن تتراجع ولن تغير سياستها؛ فهي تسعى إلى إسقاط الأنظمة الخليجية وتعمل لعودة حكم الإخوان.
أيتها النائبة بدلا من الرد على الأخت العزيزة سوسن الشاعر التي بحكم انتمائها الخليجي والعربي تعلم علم اليقين ما يخطَط لدول الخليج بما فيها الكويت، التي عاشت ودرست فيها؛ فالكويت وطنها الثاني وهي خائفة عليها من مخطط قادم لا تُحمد عقباه.
أقول لصفاء: قبل أن تردّي على الكاتبة البحرينية سوسن الشاعر، كان الأجدر بكِ أن تكوني مطلعة على ملف الأزمة الخليجية قبل التصريح، وبتقديم اقتراح برغبة، وأنتِ تعلمين علم اليقين أنه لن يكون له صدى أو قبول؛ لأن كل مجالس الشورى في دول الخليج لا تخرج عن طاعة ولي الأمر، ومن في هذه المجالس مؤيدون للقرارات التي اتخذتها حكومات دولهم، وعندما يأتي من يلتزم بالوعود ويقطع العهود في اجتماع الكبار ويؤكد أنه جزء من دول الخليج، ويدّعي أنه ملتزم بكلمته ويخرج من مجلس الرجال واجتماع الكبار بالتزامات واضحة، وعندما يوقع على بنود محددة وواضحة المطالب ويحلف ويقسم بأنه سيلتزم ثم يخلف ما وعد، وينسى ما كتب ويتجاهل ما دار بينه وبين الكبار، ماذا يمكن أن ننتظر منه؟!
الأزمة ليست وليدة هذه اللحظة، ولكنها منذ تسعينيات القرن الماضي، وتم تنبيه قطر مرات كثيرة، ولكنها لم ترد، ولم ترتدع نهائيا، ولا يمكن التغاضي عما قامت به من دور فاعل في "الخريف العبري" من دعم وتمويل كامل لجماعة الإخوان، لتغيير الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي ودول الخليج.
ولا يمكن أن ننسى أن الكويت كادت أن تضيع بسبب قطر ودعمها جماعة الإخوان في الكويت لإقصاء نظام آل الصباح، ودعمها جماعة الإخوان في الإمارات لإقصاء النظام الحاكم، وتمويلها عددا من الخلايا داخل الإمارات، ودورها وحرصها على إزالة نظام آل خليفة في البحرين ودعمها للجماعات الموالية لإيران بالمال والسلاح لاستمرار الفوضى وزعزعة وأمنها واستقرارها، ودعمها للمعارضة السعودية وجماعة الإخوان في المملكة والمنظمات الإرهابية.
كيف يمكن تجاهل ذلك؟ قطر ليست حريصة على منظومة دول مجلس التعاون؛ لأن لديها حقدا دفينا على دول الخليج بسبب ما أسمته بالانحياز الخليجي للبحرين في مسألة جزر حوار خلال فترة التسعينيات، بالإضافة إلى مسألة الحدود، ومن يومها لجأت إلى تغيير سياستها تجاه هذه الدول الخليجية.
إن قطر مصرّة على موقفها ولا يهمها مجلس التعاون، وتحاول أن تهرب إلى الأمام بالكلام من ناحية عن سيادتها وأنها لا تقبل أن يتدخل أحد في قراراتها وهي تعرف أن الأمر ليس كذلك، وتارة أخرى بالإيحاء بأن سبب الخلاف هو دعمها للإخوان في مصر، والحقيقة أن هذا السبب لم يتم التطرق إليه في اجتماع خادم الحرمين الشريفين بأمير الكويت، والأسباب الحقيقية التي تعرفها قطر جيدا هي دعمها لكل من يعمل على زعزعة أمن واستقرار الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين.
مؤامرة ضد الإمارات.. خلية من ٦ أشخاص دخلت أبوظبي بانتظار التعليمات من قطر بتنفيذ أعمال تفجير، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم، وبعد التحقيق مع أفرادها، ولخطورة المعلومات التي كشفوا عنها؛ غادر وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد إلى الرياض وكشف عن ممارسات قطر التي تعمل ضد الأمة والإسلام وتقود نيابة عن أمريكا مخططا تخريبيا إرهابيا ضد شعوب الأمة بالتنسيق والتعاون مع تركيا وايران.
إن قطر تُخطط لتفجير الساحة الإماراتية من خلال تشكيل من ١٠٠ شخص من جنسيات مختلفة وبعضهم من الإمارات للتمويه والتغطية على انتماءاتهم الحقيقية تحت اسم حماة الإسلام والذي يضم خلايا مسلحة ومتدربة في عدة معسكرات تحمل اسم صقور الخليج، حيث دفعت قطر ٦٠ من عناصرها إلى أبوظبي وبينهم من يحمل جوازات سفر مزيفة لارتكاب أعمال إجرامية في الإمارات من بينها ضرب منشآت في أبوظبي ومؤسسات عامة وحكومية واغتيالات وإثارة الفتنة في أبوظبي ودبي.
علاوة على وجود جهات مدعومة من قطر لضرب السعودية، لن يتوقف حكام قطر عن محاولاتهم لضرب الاستقرار في الإمارات والسعودية والبحرين حتى الكويت، ألم يقل عزمي بشارة: "الكويت.. تسقط الكويت في أيدينا خلال ساعتين لولا وجود الشيخ صباح الأحمد".
أما بخصوص البحرين فقطر فتحت أبواب قناة الجزيرة لدعم المجموعات الشيعية التي تعمل وفق أجندات إيرانية، واستضافت المعارضة البحرينية ومولت أنشطتها ما اعتبرته البحرين دعما مكشوفا لدعاة التخريب والفوضى في البلاد؛ الدور الذي تقوم به قطر يأتي في إطار ما خططت له أكاديمية التغيير في لندن، والآن تتحالف قطر مع إيران لتنفيذ مشروع تقسيم الشرق الأوسط، وتبدأ بالعمل على تقسيم السعودية.
نعلم أن قطر ترفض تنفيذ البنود الـ ١٣ على الرغم -حسب قولها- من أن الحوار هو الحل للخروج من الأزمة، والسعودية ستقوم بالكشف عن ملفات دعم قطر لمعارضين وتنظيمات إرهابية وتجمعات هدفها إسقاط النظام السعودي وأنظمة خليجية أخرى، وقدمت الرياض ملفا للوسيط الكويتي الشيخ صباح الأحمد يحتوي على أدلة واضحة على دعم قطر لكل ما يعكر صفو الأمن السعودي، ويتضمن أيضا معلومات عن رعاية قطرية مالية لعناصر إخوانية سعودية وتمويل عبر أفراد الأسرة القطرية الحاكمة وبعلم القيادة في قطر.
هناك غضب شديد من خيانة قطر ودعمها للحوثيين وكلاء إيران في حرب اليمن، وإدلائها بمعلومات عن الجنود الإماراتيين والسعوديين، واستشهاد أكثر من ٦٥ شهيدا إماراتيا، وكذلك عدد من الجنود السعوديين الذين يشاركون في التحالف العربي الإسلامي لدعم الشرعية في اليمن.
توجهات قطر مناوئة لأمن المنطقة واستقرارها، ومتعارضة مع مجلس التعاون الخليجي وخاصة علاقة قطر مع إيران التي لا تضمر الخير لأمن الخليج واستقراره.
إن جهود الشيخ صباح الأحمد -الله يحفظه ويطول بعمره- لم تكلل بالنجاح؛ لكون القيادة القطرية دأبت على عدم الالتزام بالوعود والمواثيق، ولم تلمس دول الخليج وخاصة السعودية أي إجراءات جدية تترجم إلى تحرك في اتجاه التغيير والتخلي عن دعم التنظيمات المتطرفة.
أما عن الحملات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهناك ٧٠٠ ألف حساب أنشأتها قطر بأسماء وهمية تحمل أسماء سعودية وإماراتية وبحرينية وكويتية وجيش جرّار من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية لسب وشتم الرموز في دول الخليج، وافتراءات كاذبة، وشائعات مقززة للإساءة لرموز وقادة دول الخليج، وتقديم أموال لبعض الكتاب والإعلاميين في دول الخليج لتلميع صورة القيادة القطرية، وفبركة أخبار كاذبة، وقلب حقائق ضد دول المقاطعة، وهذا غيض من فيض.
جرح كبير وشرخ لا يلتئم، وبعد كل هذا تطالبين هذه الدول بالجلوس للحوار؟ أي حوار؟ قطر من عليها أن تلتزم بجميع البنود الـ١٣ التي وقعت عليها في ٢٠١٣ و2014، ولم تلتزم بها والبنود لم تتغير.
أيتها النائبة؛ بدلا من الرد على الأخت العزيزة سوسن الشاعر التي بحكم انتمائها الخليجي والعربي، تعلم علم اليقين ما يخطط لدول الخليج بما فيها الكويت، التي عاشت ودرست فيها؛ فالكويت وطنها الثاني، وهي خائفة عليها من مخطط قادم لا تُحمد عقباه.
أيتها النائبة صفاء الهاشم؛ "لقد شبعنا وزهقنا من الاستعراضات والمسرحيات التي يقوم بها أعضاء مجلس الأمة، فيا ليت لو يكون اهتمامكم بالشأن الكويتي؛ فالشعب الكويتي انتخبكم لكي تحلوا المشاكل التي يعاني منها ولم ينتخبكم لأمور أخرى".
هل وصلت الرسالة؟!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة