قنبلة صافر.. الحوثي يتراجع عن وعوده والأمم المتحدة تعلق
كشف متحدث باسم الأمم المتحدة، النقاب، عن أن مليشيا الحوثي نصحتهم بوقف الاستعدادات لإرسال فريق لفحص ناقلة نفط متهالكة ربما تتسبب بكارثة.
والناقلة "صافر" راسية قبالة ميناء رأس عيسى النفطي باليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أنها قد تسرب 1.1 مليون برميل نفط، أي أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من كارثة إكسون فالديز عام 1989 قبالة ألاسكا.
ومنحت مليشيا الحوثي الإرهابية موافقة طال انتظارها في نوفمبر/ تشرين الثاني لزيارة لتقييم الناقلة، وكان فريق من الأمم المتحدة، يضم شركة خاصة تعاقدت معها المنظمة الدولية للقيام بهذا العمل، يهدف إلى السفر للناقلة أوائل الشهر المقبل.
لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال إن الجدول الزمني غير مؤكد الآن، وسط مخاوف الأمم المتحدة بشأن إشارات من الحوثيين بأنهم يفكرون في "مراجعة" موافقتهم الرسمية على المهمة.
وأضاف دوجاريك في بيان، "نصح مسؤولو الحوثيين الأمم المتحدة بوقف بعض الاستعدادات لحين ظهور نتيجة هذه العملية التي ستؤدي إلى مزيد من تأخير المهمة".
وتابع، أن الأمم المتحدة أنفقت حتى الآن 3.35 مليون دولار على التحضير للمهمة، ويتعين على المنظمة الدولية استئجار سفينة مجهزة تقنيا لكنها تحتاج إلى خطاب من الحوثيين بضمانات أمنية.
وأوضح دوجاريك أننا "نشعر بالأسف حتى الآن لم نتلق ردا على طلباتنا المتعددة بشأن هذا الخطاب الذي سيؤدي عدم وجوده إلى زيادة قدرها مئات الآلاف من الدولارات في تكلفة المهمة".
والشهر الماضي، صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "الحوثيين" منظمة إرهابية أجنبية، وتراجع أيضا الأمم المتحدة ما إذا كان ذلك سيؤثر على مهمة الناقلة.
وتتخذ مليشيا الحوثي من خزان "صافر" النفطي بمثابة "قنبلة إيرانية" في البحر الأحمر لابتزاز المجتمع الدولي، إذ يعرقلون منذ مارس/ آذار 2018 وصول فريق للأمم المتحدة بطلب من الحكومة اليمنية لصيانة السفينة المتهالكة والتي تثير مخاوف العالم من حدوث أكبر كارثة بيئية.
و"صافر" التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار.
ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. وفي 27 مايو/أيار تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة حتى باتت مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار، مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.