أبوالدرداء الأنصاري.. حكيم المسلمين وجامع القرآن
الصحابي الجليل أبوالدرداء الأنصاري يعد أول من سن حلقات تحفيظ القرآن، وكان دائم التفكر والاعتبار، كثير الذكر والتسبيح دون فتور أو ملل.
حكيم المسلمين وجامع القرآن وآخر من أسلم من الأنصار.. إنه الصحابي الجليل عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي المكنى بأبي الدرداء، الذي كان أحد الـ4 الذين جمعوا القرآن كاملاً في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
وكان أبوالدرداء، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "هو حكيم أمّتي"، زاهداً في الدنيا، عالماً قاضياً، خائفاً خاشياً من الله تعالى، حريصاً على الأخوّة في الله وعلى الدعوة إلى الإسلام.
وعمل أبوالدرداء تاجِراً قبل الإسلام، وكان آخر من أسلم من أُسرته، ومن آخر الأنصار إسلاماً، وحفظ القُرآن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وعَرضه عليه، لذا قال أنس بن مالك: "مات النبي، ولم يجمع القُرآن غير أربعة: أبوالدرداء، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبوزيد"، كما كان من كُتّاب الوحي.
وخلال الفتوحات الإسلامية في عهد عُمر بن الخطاب انتقل لدمشق ليُعلم الناس القُرآن، والفقه؛ وكان أول من سَنَّ حلقات تحفيظ القُرآن، ثُم عمل في القضاء، وكان أول قاضٍ لدمشق.
وكان أبوالدرداء معروفاً بحكمته، فكان دائم التفكّر والاعتبار، عارفاً بأمور الدين والدنيا والأموال، كثير الذكر والتسبيح دون فتورٍ أو مللٍ، وكثير الدعاء لأصحابه أيضاً، وكان يقدّم الأدعية المهمة بعضها على بعض، ومن عظمة حكمته أنّه كان يعتبر ويتّعظ في المعارك بخسارة الأعداء قبل أن يفرح بالنصر، وكان يُؤثر البقاء في الحياة الدنيا للزيادة في الأعمال الصالحة والعبادات التي ينال فضلها في الآخرة، وفي فترة مرضه كان يعتبر ويتّعظ ويذكّر الناس.
وتوفي أبوالدرداء في زمن عثمان بن عفان بدمشق حيث كان قاضياً لمعاوية، وكانت وفاته قبل مقتل عثمان بعامين.