أبوهريرة.. ملازم الرسول وحافظ الحديث
أبوهريرة يعد واحدا من أعلام قُرّاء الحجاز، حيث تلقّى القرآن عن النبي، وتولى ولاية البحرين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
محدث وفقيه وحافظ لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، إنه الصحابي الجليل أبوهُرَيْرَة عبدالرحمن بن صخر الدوسي.
أسلم أبوهريرة سنة 7 هـ، ولزم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وحفظ الحديث عنه، حتى أصبح أكثر الصحابة روايةً وحفظاً للحديث النبوي، والتفّ حوله العديد من الصحابة والتابعين من طلبة الحديث النبوي الذين قدّر البخاري عددهم بأنهم جاوزوا الـ800 ممن رووا عنه.
ويعد أبوهريرة واحدا من أعلام قُرّاء الحجاز، حيث تلقّى القرآن عن النبي، وتولى ولاية البحرين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، كما تولى إمارة المدينة من سنة 40 هـ حتى سنة 41 هـ. وبعدها لزم المدينة المنورة يُعلّم الناس الحديث النبوي، ويُفتيهم في أمور دينهم، حتى وفاته سنة 59 هـ.
نشأ أبوهريرة وسط قبيلته "دوس" الأزديّة بأرض اليمن يتيما، ولما بلغته دعوة الطفيل بن عمرو الدوسي إلى الإسلام أجاب الدعوة، وأسلم، ثم هاجر في أول سنة 7 هـ، وهو ابن 28 سنة مع نفر من قومه من قبيلة دوس اليمانية إلى المدينة المنورة وقت غزوة خيبر، ولكن اختُلف هل أدرك القتال وشارك فيه، أم بلغ المدينة بعدما فرغوا من القتال، وقال ابن عبدالبر: "أسلم أبوهريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
خدمة أبي هريرة للنبي محمد وأهل بيته
ومنذ وصول أبي هريرة إلى المدينة، لزم المسجد النبوي في أهل الصفة الذين لم يكن لهم مأوى ولا أهل، وورد أنه أمضى 4 سنين في معيّة النبي محمد، وورد أنها 3 فقط، انقطع فيها عن الدنيا ليلازم الرسول، عاش فيها حياة المساكين، يدور معه في بيوت نسائه ويخدمه ويغزو معه ويحجّ، فشهد معه فتح مكة، وأصبح أعلم الناس بحديثه، فكان السابقون من الصحابة كعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير يسألونه عن الحديث، لمعرفتهم بملازمة أبي هريرة للنبي محمد، فتمكّن أبوهريرة في تلك الفترة من استيعاب قدر كبير من أحاديث النبي محمد وأفعاله، ساعده على ذلك قُدرته الكبيرة على الحفظ.
وامتاز أبوهريرة في تلك الفترة بالجرأة على سؤال النبي محمد عن أشياء لا يسأله عنها غيره، وقد أوكل الرسول له بعض الأعمال كحفظ أموال زكاة رمضان، كما بعثه مؤذّناً مع العلاء بن الحضرمي حين بعث النبي محمد العلاء واليا على البحرين.
وبعد وفاة النبي محمد، شارك أبوهريرة في عهد أبي بكر الصديق في حروب الردة، كما شارك في الفتح الإسلامي لفارس في عهد عمر بن الخطاب، ثم ولاه عمر على البحرين.
بعد ولايته تلك، أقام أبوهريرة في المدينة المنورة يُحدّث طلاب الحديث، ويُفتي الناس في أمور دينهم، فقد روى زياد بن مينا أنه "كان ابن عباس وابن عمر وأبوسعيد وأبوهريرة وجابر مع أشباه لهم، يُفتون بالمدينة، ويُحدّثون عن رسول الله".
وفاته
تعددت الروايات حول تاريخ وفاة أبي هريرة، وقال الواقدي وأبوعبيد وأبوعمر الضرير إنه مات سنة 59 هـ، وزاد الواقدي أن عمره يومها كان 78 سنة، وأن أبا هريرة هو مَن صلى على عائشة في رمضان سنة 58 هـ، وعلى أم سلمة في شوال سنة 59 هـ، ثم توفي بعد ذلك في السنة نفسها.
كانت وفاة أبي هريرة في وادي العقيق، وحمل بعدها إلى المدينة، حيث صلى عليه الوليد بن عتبة أمير المدينة المنورة وقتئذ بعد صلاة العصر، وشيعه عبدالله بن عمر وأبوسعيد الخدري، ودُفن بالبقيع. وقد أوصى أبوهريرة حين حضره الموت، فقال: "إذا مت فلا تنوحوا عليّ، لا تضربوا عليّ فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي".
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز