"السيسبان" تخنق اليمنيين.. انتشار سريع وأضرار بيئية وصحية
اجتاحت أشجار السيسبان في السنوات الماضية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في اليمن، خاصة الواقعة في المناطق الجنوبية والغربية.
وتنتشر شجرة السيسبان أو ماتسمى بالـ"الماسكيت"، بكثافة في عدة محافظات يمنية أهمها، أبين وشبوة وحضرموت ولحج والحديدة وتعز، وأرخبيل سقطرى.
وتتمتع السيسبان بأغصان مشوكة بارزة، وتمتد سيقانها ما يزيد عن 10 أمتار، فيما يصل جذورها إلى ما يزيد عن 30 متراً تحت الأرض مما يشكل خطراً على المياه الجوفية.
تهديد الأراضي الزراعية
في محافظة أبين (جنوب) انتشرت شجرة السيسبان الصحراوية بكثافة في مناطق مديريات زنجبار، وخنفر، وأحور، حيث اكتسحت مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة، وتسببت بإعاقة المزارعين من زراعتها والاستفادة منها.
يقول أحد المزارعين في منطقة جعار التابعة لمديرية خنفر في محافظة أبين ويدعى "فهد حسن"، إن شجرة السيسبان غزت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المديرية، والمناطق المجاورة لها، وتسببت في صعوبة حراثة وزارعة تلك المناطق.
وأضاف المزارع اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن شجرة السيسبان اجتاحت بعض أراضيه الزراعية، والتي تعيقه من زراعتها، بعد أن كان يعتمد على محاصيلها كمصدر للغذاء له وأسرته.
وأشار إلى أن جهود المزارعين الفردية في محاولة القضاء على هذه الشجرة الضارة بالأرض الزراعية، باتت بالفشل، وأنها طرق إزالتها بتلك الكميات الهائلة تفوق امكانياتهم.
ويوضح أن الشجرة تنتشر بشكل كثيف، حيث أن الأماكن التي كانت قبل سنوات لا يوجد فيها شجرة السيسبان، أصبحت اليوم الشجرة تغطيها على مد النظر.
أضرار شجرة السيسبان
تزحف الشجرة الصحراوية وبشكل مستمر على حساب الأراضي الزراعية، والنباتات المفيدة للثروة الحيوانية، كون الشجرة الضارة لا تتغذى عليها الحيوانات، كما أنها تعمل على امتصاص كميات كبيرة من المياه الجوفية.
ومن أضرار الماسكيت أنها تزيد من التحسس للمصابين بأمراض الربو، فهي تحوي على غازات ضارة بالجهاز التنفسي، وتعمل على تهديد التنوع البيولوجي، وامتصاص كميات كبيرة من المياه العذبة.
كما أنها تلحق الضرر بالإنسان، خاصة النساء والأطفال، كون أغصانها تحتوي على أشواك بارزة، وهي أيضا بيئة خصبة لتكاثر البعوض عليها.
وتعد من إحدى النباتات التابعة للفصيلة البقولية، إذ تزرع وتنمو في أي نوع تربة، كالتربة الرملية، أو الطينية، وفي السهول والوديان.
وتقوم جهات رسمية في عدد من المحافظات اليمنية أبرزها شبوة وأبين وسقطرى، بين الحين والآخر، تنفيذ حملات إزالة أشجار السيسبان، بعد أن أصبحت ظاهرة تهدد الأراضي الزراعية ومناطق زراعة النخيل.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة في اليمن، حوالي 3% من إجمالي مساحة الأراضي البالغة نحو 52 مليون هكتار (الهكتار = 10000 متر مربع)، فيما مساحة الصحراء تصل إلى 52.4%، ونحو 40.8% أراضٍ رعوية، وما يقارب 3.7% مساحة الغابات والأحراش، وفق بيانات رسمية.
وتعاني اليمن من مشكلة التصحر بدرجات متفاوتة تصل إلى نحو 97% من أراضي البلاد شديدة التصحر ومتوسطة وخفيفة، حيث تعد اليمن من البلدان الموقّعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إذ وقّعت وصادقت عليها عام 1996.